جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

فلتُكرم مصر «حلمى بكر»

سعدنا جميعًا بفكرة تكريم الموسيقار الكبير الفنان هاني شنودة، والتي تبنتها هيئة الترفيه السعودية برئاسة المستشار ترك آل الشيخ، وعكست اهتمام الشعب السعودي الشقيق بالفنانين المصريين وتقديرهم لما تقدمه مصر من فن يخاطب جموع الشعب العربي، وأكد التكريم وحدة الشعوب العربية وتوافقها فيما يهتم به الجمهور العربي، وأن نجاح أغنية في القاهرة، يقابله نفس النجاح في الرياض ومراكش والخرطوم، ويؤكد في الآخر إننا شعب عربي واحد لا ينقص وحدته شيء، ولا يفصلها إلا الحدود الجغرافية فقط.
استحق هاني شنودة – مع حفظ الألقاب– التكريم، بما يحمل من تاريخ كبير ممتد لأكثر من 50 عاماً قدم خلالها أصواتاً تصدرت قمة الغناء العربي طوال الأربعين عاماً الماضية منهم النجمان محمد منير وعمرو دياب، ولحن لكبار النجوم والنجمات منهم نجاة الصغيرة وفايزة أحمد ولحن العديد من الموسيقي التصويرية لأشهر الأفلام والمسلسلات منها «فيلم غريب في بيتى والغول وعصابة حمادة وتوتو وعائلة شلش» وغيرها بما يزيد علي ألف لحن متنوع من أغان وموسيقي تصويرية، بما يستحق معه التكريم في المملكة وفي كل قطر عربي شقيق، وهنا في مصر فرحت معظم الأوساط بهذا التكريم إلا قلة قليلة من زعماء السوشيال ميديا الذين اعتبروا في تكريم قيمة فنية مصرية كان أولى به بلده، وكان الأفضل أن يتم تكريم الفنان هاني شنودة على أحد مسارح عاصمة الفن العربي بدار الأوبرا المصرية، لاعتبارهم تكريم فنان خارج بلده انتقاص منها، بعض ممن تحمسوا لهذه الفكرة حسنوا النية وأغلبهم سيئ التوجه والقصد ممن يضيرهم أي تقارب عربي – عربي ولا يُسعدهم أن تنمو علاقات الأخوة والاحترام بين الشعوب العربية عمومًا.
وبعيدًا عن تلك النعرات واستثمارًا للحالة الإيجابية التي نتجت عن تكريم هاني شنودة أقترح أن تُبادر الهيئات والوزارات المعنية في مصر بتكريم الفنان الكبير حلمي بكر صاحب الرصيد الكبير من الألحان التي تزيد علي 1500 لحن بدأت من الستينيات مع أصوات كبار النجوم منهم ليلى مراد ونجاة وعُلية التونسية ووردة الجزائرية ومحمد رشدى وعلى الحجار ومحمد الحلو ومدحت صالح، ولحن عددًا كبيرًا من المسرحيات منها «سيدتى الجميلة وموسيقي في الحى الشرقي وحواديت». 
ويحمل حلمي بكر الذي يبلغ من العمر الآن 86 عامًا تاريخًا من العطاء الفني ما يستحق أن يُكرم عليه يكفيه منها الألحان التي مازالت باقية ويتجدد جمهورها مع كل جيل أمثال «عرباوى لـ محمد رشدى» و «عاللى جرى لعيلية  التونسية» والتى أعادها الفنانان أصالة وصابر الرباعي ومازالت تحقق نجاحًا كبيرًا، بما يؤكد أهمية حلمي بكر كملحن كبير لم ينل حقه في التكريم.