«نوستالجيا رمضان».. لماذا يحن المصريون إلى مظاهر الاحتفال القديمة برمضان؟
قبل أيام قليلة على حلول شهر رمضان المعظم يسيطر على الكثير من المواطنين حالات الحنين إلى الأجواء الرمضانية بالماضي وتذكر الأغاني والمسلسلات والبرامج القديمة التي ارتبط عرضها بالشهر الكريم قديمًا مثل الفوازير، وبوجي وطمطم، وغيرها من البرامج والتي تهتم بعرضها شاشة قناة "ماسبيرو زمان"، لذا كثيرًا ما نجد في ظل الفضاء الواسع المليء بالقنوات التليفزيونية مازال هناك المتعلقين بمتابعة قناة "ماسبيرو زمان" وكأنهم متعلقين بذكرياتهم في هذا الشهر الفضيل خائفين هروبها منهم.
"الدستور" تواصلت مع عدد من هؤلاء الذين لم يتغير مؤشر تلفازهم عن تردد قناة "ماسبيرو زمان" طوال الشهر الكريم
أحمد: لا أغير تردد قناة “ماسبيرو زمان” طول رمضان
أحمد رزق على المعاش يعيش بمفرده بعد زواج أبنائه ووفاة زوجته يقول "لا أغير تردد قناة ماسبيرو زمان طول رمضان" موضحًا أنه يحرص دائمًا على مشاهدة كافة برامجها وهي تلك برامج التي كانت تعرض في فترة بدايات التسعينات، وما قبلها أيضًا مثل فوازير عمو فؤاد، وكذلك فوازير نيللي وشريهان، وبكار، وأيضًا البرامج الدينية مثل "خواطر إيمانية" للشيخ الشعراوي، وتواشيح وابتهالات الشيخ سيد النقشبندى، والأذان بصوت الشيخ " محمد رفعت"، والكثير من المسلسلات التاريخية التي كانت تعرض في تلك الفترة.
سلوى: البرامج والمسلسلات كانت بتعكس قيم راقية تتناسب مع الشهر الفضيل رغم بساطتها
"باحس إني برجع لأيام زمان الجميلة الهادية وللبساطة اللي كانت في كل شئ" يقولها أحمد موضحًا أنه أثناء مشاهدته لهذه البرامج يستعيد ذكرياته القديمة مع الشهر الفضيل، ويشعر بالراحة والطمأنينة البالغين لذلك.
"كانت فيه قيمة للمسلسلات والبرامج كلها على الرغم من بساطتها".. هكذا تقول سلوى حسين لـ"الدستور" موضحة أنها تحب مشاهدة جميع البرامج التي كانت تعرض في شهر رمضان منذ عشرات السنوات، وذلك لأنها كانت جميعًا سواء كانت ترفيهية أو دينية او تاريخية أو اجتماعية فإنها لا أغير تردد قناة ماسبيرو زمان طول رمضان وتعبر عن زمن كانت معدل الجرائم المختلفة أقل كثيرًا عما يعيشها العالم حاليًا وهو ما يتناسب مع بساطته حينها حيث لم تكن ظهرت بعد وسائل التواصل الحديثة وما أحدثته من انفتاح جلب الكثير من الضرر.
وتابعت أنها تحب ليس فقط الرجوع إلى كل ما هو قديم في الاحتفالات بالشهر الكريم من خلال مشاهدتها لقناة "ماسبيرو زمان"، ولكن من خلال الحرص على اقتناء الفوانيس القديمة الصاج للاحتفال به، وكذلك اقتناء كل ما هو كان يحتفل به قديمًا بالشهر الكريم.
جمال فرويز: الحنين إلى الماضي ناتج عن كثرة الضغوط في الواقع والخوف من المستقبل
من جهته فسر الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي في حديثه لـ"الدستور" أن الحنين إلى الماضي يعكس شعورًا بعدم الرضا عن الحاضر نتيجة كثرة الضغوط والحرمان العاطفي، وكذلك الخوف من المستقبل الذي لم تعرف بعد أحداثه لذا يلجأ الشخص إلى الرجوع إلى الفترة الزمنية التي مرت في حياته بسلام حتى ولو لم تكن أفضل الفترات حالًا.
وتابع أن الحنين إلى الماضي يمثل الحنين كذلك إلى الأشخاص الذين عاشوا مع الإنسان هذا الماضي والذين ارتبط بهم وجدانيًا، ولكن غيبتهم الأقدار عنه فيعود إلى متابعة ما عايشوه من قبل، وكأنه يحاول أن يعيد الزمن ليبقوا معه من جديد.
الفوازير وبكار وخواطر الشيخ الشعراوي بين المتسببات في “نوستالجيا” رمضان
جدير بالذكر أنه كان هناك العديد من طرق الاحتفال لاستقبال شهر رمضان في المجتمع المصري داخل كل منزل وكل حي في فترة الثمانينات والتسعينات.
الأطفال مع رمضان كان لهم طقوس خاصة، إذ كانوا يقومون بالسهر ليالي قبل ليلة الرؤية لصناعة الزينة الورقية من أجل تزيين الشوارع، تلك العادة التي أصبحت شبه مندثرة حديثًا إذ احتلت الزينة الجاهزة بأشكالها المختلفة إلا في بعض الأحياء الشعبية.
رمضان في التسعينات والثمانينات كذلك اشتهر بلعب الأطفال بالفوانيس الصاج أو تلك البلاستيكية ذات الأشكال البسيطة والبدائية والتي كانت أغلبها تضاء بالشموع وهي ما أصبح من النادر حاليًا العثور عليها، كذلك لم يعد يمرحون ويلعبون بالفوانيس في الشوارع كما كانوا في السابق.
اشتهر كذلك رمضان في التسعينات بالعديد من برامج التسلية والفكاهة والمرح الراقي مثل فوازير "عمو فؤاد"، و"نيلي وشيريهان وفطوطة"، ومسلسل "ألف ليلة وليلة" بشخصياته المؤثرة "ريمة وكريمة وحليمة وفاطيمة"، وبرامج المسابقات الترفيهية والتي أبرزها "من غير كلام" تقديم الفنان الراحل حسن مصطفى، وكذلك برامج الفكاهة والضحكات وعلى رأسها "الكاميرا الخفية" للراحل إبراهيم نصر، و"اديني عقلك" بطولة "منير مكرم وحسين مملوك".
أما بين أشهر المسلسلات الدرامية التي قدمت في هذه الفترة بالشهر الكريم كانت هو وهي، ألف ليلة وليلة، ليالي الحلمية، المال والبنون، رأفت الهجان، ضمير أبلة حكمت، بكيزة وزغلول، بوابة الحلواني، زيزينا، العائلة.