أحد ملوك الأسرة الخامسة.. حكاية مقبرة الملك تي بمنطقة سقارة

تعجّ المتاحف المصرية بالكثير من الآثار الفرعونية والقبطية والإسلامية وتحوى الآلاف من المقتنيات التي تتمثل في التماثيل والأواني والذهب والأثاث التي تحكى عن حقب تاريخية معينة في حضارة مصر.

نتعرف من خلال تلك الآثار عن الحياة قديمًا بكل تفاصيلها وكيف كان يعيش الإنسان القديم في هذه العصور، وذلك من خلال المبادرة التي أطلقها قطاع المتاحف المصرية تحت عنوان"معلومة من متحف" التي تهدف إلأى نشر الوعى الأثرى، واطلاع الجمهور على ما تحويه تلك المتاحف من كنوز عظيمة.

ومن بين القطع الآثرية التي تحدث عنها قطاع المتاحف عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي"فيسبوك" التعريف بمقبرة "تى" بمنطقة سقارة التي تقع في الجزء الشمالي من منطقة سقارة، على بعد نحو 500م، شمال غرب هرم زوسر، كان تي موظفًا كبيرًا في عصر آخر ملوك الأسرة الخامسة، وكان يشغل وظيفة المشرف على أهرامات الملوك نفر اير كا رع وني أوسر رع وعلى معابد الشمس الخاصة بساحورع ونفر اير كا رع ونفر إف رع وني أوسر رع بأبو صير.

وفي 1877، اكتشف «أوجست مارييت» المقبرة والتي تتكون من مدخل يؤدي إلى فناء كبير ذي أثني عشرة عمودًا مربعًا وقد عثر على تابوت تي فارغًا في بئر الدفن الذي يقع في منتصف الفناء الخارجي. 

بينما في الحائط الجنوبي يوجد ثلاث فتحات يري من خلالها نسخة من تمثال لـ"تي" داخل السرداب حاليًا، أما التمثال الأصلي فموجود بالمتحف المصري. ويمكن لروح المتوفى من خلالها متابعة الطقوس الجنائزية التي كانت تجري بالمقبرة حيث كان بإمكان المتوفي الاتصال بعالم الأحياء.

ومن أهم مناظر المقبرة منظر تي وهو محمول على محفة، وكذلك مناظر تغذية الأوز والطيور، وهي تشبه الطريقة التي يتبعها أهلنا في الريف الآن، وكذلك مناظر المغنيات والموسيقيين.

وكذلك نرى مشهد لـ"تي" وزوجته يشرفان على بعض العمال الذين نُقشوا في عدة صفوف، فنشاهد مجموعة وهي تشعل فرن لصهر الذهب، ومناظر للنحاتين وصناع الفخار، ومراحل صناعة الخبز، ولصانعي الأواني الحجرية والنجارين، كما يوجد العديد من المناظر الأخرى مثل تقديم القرابين للمعبودات، ومناظر صيد الأسماك والغزلان وغيرها من مناظر الحياة اليومية.