جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

أسباب افتقاد الدافع نحو النجاح: وسائل التواصل واللوم المفرط للذات

النجاح
النجاح

هل تفتقر إلى الدافع أو لديك مشكلة فى تحفيز ذاتك؟، إذا كان الجواب هو نعم فأنت لست وحدك، فهذا الأمر يشكل صداعًا يوميًا لكثير من الناس الذين يستسلمون فى كثير من الأحيان قبل أن يبدأوا، لأن الدافع هو القوة الكبيرة التى تجعل الإنسان يركض وراء أهدافه.

ووفقًا لتقرير نشره موقع «purposefairy»، فإن هناك ٥ أسباب رئيسية وراء افتقاد الإنسان الدافع الذى يحفز على العمل بجدية وحماس أكبر لتحقيق المزيد من الإنجازات، موضحًا أن هناك العديد من أنواع التحفيز المختلفة، منها الدافع الداخلى الذاتى الذى ينشأ من داخل الإنسان، والخارجى الذى تدفع إليه القوى الخارجية.

وأكد التقرير أن وسائل التواصل الاجتماعى تعد أحد الأسباب الرئيسية التى تجعل الناس يفتقرون إلى الحافز اليومى، لأن لها تأثيرًا كبيرًا على الأدمغة وتجعل الإنسان يعتقد أنه بحاجة إلى المزيد منها للشعور بالرضا والسعادة، خلافًا للحقيقة.

وقال: «على سبيل المثال، إذا كنت تقضى كثيرًا من الوقت على منصات التواصل الاجتماعى مثل Facebook وInstagram وغيرهما فقد تسبب لك الشعور بالملل والضيق عند عدم استخدامها، لأنها تمنع عقلك من أن يكون واضحًا ومركزًا عند عمل شىء مهم، مثل كتابة مقال أو إجراء بحث، أو غيرهما».

وأضاف: «بسبب تلك المواقع يميل البعض إلى مقارنة أنفسهم بالآخرين، اعتمادًا على ما يرونه من صور وإنجازات لدى البعض عبر الإنترنت، وهذا يجعلهم يشعرون إما بالتفوق أو الدونية، كما يختار كثير من الأشخاص الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعى بشكل كبير حالة الإشباع الفورى، التى تسببها لهم هذه المواقع، بعيدًا عن العمل الجاد لتحقيق أهدافهم وأحلامهم، لأنهم لا يرون النتائج وسيل الإعجاب بسرعة كافية، أو لأنهم يرون الآخرين الذين حققوا أهدافهم بالفعل، فيعتقدون أنهم يفتقرون إلى المهارات اللازمة لفعل الشىء نفسه».

ودعا الموقع إلى أخذ استراحة من جميع وسائل التواصل الاجتماعى، لأن هذا يمكنه أن يعزز الإبداع وينهى الحلقة المفرغة للمقارنة الاجتماعية.

السبب الثانى لفقدان الدوافع هو الافتقار إلى الهدف، فقد لا يعرف الإنسان ما هو الهدف من حياته، لأن معرفة الهدف وامتلاك الإحساس الواضح بالمكان أو المسار الذى يريد أن يذهب إليه فى الحياة أمر بالغ الأهمية عندما يتعلق الأمر بالتحفيز.

والحل هنا هو أن يسعى الإنسان لاكتشاف هدف حياته وأن يضعه على رأس أولوياته، لأنه يمكن لتحديد الأهداف المستقبلية والأشياء التى يريد الإنسان فعلها فى حياته، ثم تطويرها، أن تأخذه نحو قرارات وإجراءات حاسمة لتنفيذها.

أما السبب الثالث فهو الشعور بالإرهاق والتعب من الأهداف، وقال التقرير: «ربما تكون لديك بالفعل فكرة واضحة عما تريد أن تكون، وعن أهداف حياتك التى تريد تحقيقها، ولكن هذه الأهداف التى حددتها لنفسك تجعلك تشعر بالقلق والارتباك، لذا لا تقلق، فإن كثيرين ممن يسعون نحو تحقيق النجاح فى الحياة كثيرًا ما افتقروا إلى الثبات الذهنى للتعامل مع جميع المخاطر والتحديات التى تنتظرهم، فاعلم جيدًا أن هذه التحديات والتضحيات ضرورية لتنمية حياتك وجعلك شخصًا أقوى منك، وكلما شعرت بذلك أحِط نفسك بالأشخاص الذين يسعون أيضًا لتحقيق أحلامهم».

أما السبب الرابع فهو الافتقار إلى الانضباط الذاتى، لأن كثيرين لم يحاولوا تدريب أنفسهم وتأديبها لفعل ما تحتاج إلى القيام به دون الحاجة إلى أن يُطلب منهم ذلك، وهذا الأمر ممكن من خلال ملاحقة الشغف والشعور بالهدف، وبذل الجهد لتحقيقه.

وأضاف التقرير: «إذا كنت غير قادر على ذلك، فاسأل نفسك لماذا وكيف يمكننى ضبط نفسى لتحقيق شىء ما أو تحسينه فى مجال معين؟، ثم خصص وقت فراغك لاكتشاف شغفك والبحث عنه». 

وأشار موقع «purposefairy» إلى أن السبب الخامس لفقدان الدافع هو اللوم المفرط للنفس، وقال: «كلما شعرت بمزيد من الكراهية تجاه نفسك كان الدافع وراء تحقيق حلمك أقل، بسبب خوفك من نفسك وشكوكك ولومها بشكل مفرط، والشعور الدائم بأنك غير مؤهل وغير قادر على أداء المهام التى تحتاجها».

وأضاف: «إذا كان الأمر هكذا، فأنت تواجه صعوبة فى قبول ذاتك وحب نفسك، وقد يكون هذا أحد الأسباب التى تجعلك تجد صعوبة فى البقاء متحمسًا أو الحفاظ على دوافعك وحماسك، لذا عليك أن تحب نفسك، لأن الأشخاص الذين لا يحبون أنفسهم لديهم معتقدات سلبية حول قدراتهم وقيمتهم، فقم بتغيير أى افتراضات ضارة للذات أو متصورة عن نفسك لتجد نجاحك فى الحياة».