سر الثروة.. ملياردير ينصح الشباب: الاستثمار فى الأسهم أفضل من العقارات

جميعنا نهتم بالمال، لأنه يعنى القدرة على توفير احتياجاتنا، لكن للأسف لا يجيد الجميع التعامل مع الأموال، وهذا يتسبب فى مشكلات كثيرة، منها عدم القدرة على تكوين ثروة أو تحقيق أهداف الحياة، ووفقًا لكتاب «أب غنى.. أب فقير»، لرائد الأعمال، المياردير روبرت تى كيوساكى، فإن العقل قد يكون من أبرز قيود تعلم إدارة الأموال.

ويقول «تى كيوساكى»، فى مذكراته: «غالبًا ما نعد أنفسنا للفشل من خلال إخبار أنفسنا بأشياء مثل (أنا لست ذكيًا بما يكفى لإدارة الأموال) أو (الأموال محيرة للغاية ولا يمكننى معرفة كيفية إدارتها)»، مؤكدًا أن التعليم المالى الذى يتلقاه معظم الناس غير ملائم على الإطلاق، قائلًا: «المدارس مهتمة أكثر بحشو أذهاننا بالعديد من المعادلات الجبرية لتعليمنا الائتمان.. يشعر آباؤنا بالضياع تمامًا كما نشعر به عندما يتعلق الأمر بإدارة الأموال».

ومن خلال تجربة المؤلف، فإن هذا النقص فى التعليم يسلط الضوء على الانقسام الطبقى المروع بين الأغنياء والفقراء، الذى تجب معالجته إذا أردنا تحسين التعليم المالى فى المدارس، وهنا تحديدًا يلجأ الكاتب روبرت تى كيوساكى إلى سرد تجربته الشخصية كمصرفى استثمارى، لتوضيح الاختلاف بين ما يُعلمه الآباء الأغنياء والفقراء لأبنائهم عن المال.

يشير المؤلف إلى أنه «عندما يتعلق الأمر بالمال، فإن الناس مدفوعون بأحد أمرين: الجشع أو الخوف»، ويدعونا إلى تخيل سيناريو افتراضى: «لنقل إنك بدأت للتو وظيفة جديدة مع زيادة هائلة فى الراتب، رائع، لكن تأتى الخطوة التالية فى تحديد ما يجب فعله بهذه الأموال، لتحديد مدى روعة مستقبلك المالى، هل ينبغى شراء منزل جديد وجعله أقرب ما يكون إلى منزل الأحلام؟ هل يجب شراء سيارة جديدة؟ ملابس أجمل؟ أو أى من القطع العصرية الأخرى التى من شأنها أن تجعل حياتك تبدو أكثر بريقًا؟ أم يجب أن تستثمر فى شىء مثل الأسهم والسندات؟».

وأوضح أن الأثرياء يُعلمون أطفالهم التمسك بثرواتهم، حتى لو كان ذلك يعنى إعادة توزيعها عن طريق الاستثمار فى الأسهم، فيدرك الأشخاص الذين يتخذون هذا الخيار أنه حتى إذا كنت تضحى بالقليل من ثروتك على المدى القصير، فإن هذه الاستثمارات ستجعلك تحقق المزيد من المال على المدى الطويل، وهذا يجعلها خيارًا جيدًا. 

بينما يتخذ الأشخاص الذين لديهم تعليم مالى أقل، خيارات أخرى تفتقر إلى هذا النوع من الاستثمار، فيبدو الاستثمار فى الأسهم بالنسبة لهم شيئًا وهميًا وغير واقعى، وقد يشعر هؤلاء الأشخاص بعدم الارتياح تجاه هذا الموضوع، وقد لا يعرفون ما الذى يشكل استثمارًا جيدًا، وقد يخشون أن يتسبب الاستثمار فى خسارة المال، لذلك، فى محاولة مخيفة للحفاظ على أموالهم آمنة، تجدهم ينفقونها على أشياء ملموسة أكثر مثل الممتلكات والسيارات. 

وحسب الكاتب: «قد تكون هذه المشتريات براقة ورائعة، وقد تبدو أكثر صلابة وأمانًا لأنك تستطيع أن ترى حرفيًا إلى أين تذهب أموالك، ولكن على عكس الاستثمارات، فإن منزلك الجديد أو سيارتك الجديدة أو أية كماليات لن تدر عليك المال أبدًا، وفى الواقع، فإنها تمتص ثروتك وتسحبها منك تدريجيًا».

وقد تخبرك مشاعرك بأن المنزل الجديد هو أفضل استثمار، لكن المشاعر قد تكون كاذبة، لذلك إذا كنت ترغب فى الحصول على ثروة، فمن المهم تحديد العوامل العاطفية التى تحفز علاقتك بالمال، ثم تعلم كيفية تجاهلها بدلًا من الاستماع إلى مشاعرك.. استبدلها بالمعرفة التى يمكن أن تساعدك فى اتخاذ قرارات سليمة بشأن أموالك.

وتابع المؤلف: «إذا صادفت شخصًا فى الشارع وطرحت عليه هذا السؤال: (هل تريد أن تكون مليونيرًا؟) فسيقول الجميع تقريبًا: (نعم! أود أن أكون مليونيرًا!).. امتلاك كمية زائدة من الثروة يمكن أن يكون إشكالية أكبر مما قد تعتقد، لأنه من السهل أن تصبح مليونيرًا ولكن من الصعب أن تظل مليونيرًا».

وأوضح: «على الرغم من أننا نميل إلى تصور أن (مليون دولار) هو مبلغ لا نهائى من المال، لكن الحقيقة ليست كذلك.. دعنا نتخيل أن لديك بالفعل مليون دولار، وأنفقت ما لا يقل عن نصفها فى منزل فاخر، وأنفقت أكثر على سيارة فاخرة، والقليل من هذا المبلغ على بعض الملابس المصممة لتناسب نمط حياتك الجديد، الآن ذهب جزء كبير من المبلغ اللامتناهى من المال، إذن كيف ستسدد دفعات منزلك الجديد؟ وكيف ستدفع مقابل تأمين أو إصلاحات سيارتك المبهرجة؟ كيف يمكنك مواكبة أصدقائك الجدد من الدرجة العالية؟ ماذا ستفعل عندما ينكسر شىء ما فى منزلك؟».

لاحظ المؤلف أن أصحاب الملايين الذين يخططون لمستقبلهم المالى ناجحون، مقارنة بالكثير من الشباب أصحاب الملايين والمشاهير الذين يسعون إلى ضخ أموال ضخمة فى كل مكان للحفاظ على نمط حياتهم الجديد، وهؤلاء هم الأشخاص الذين ينفد منهم المال بسرعة. 

على النقيض من ذلك، فإن أصحاب الملايين الذين يجرون القليل من عمليات الشراء باهظة الثمن، ويتحكمون فى ميزانياتهم بعناية، قادرون على الاحتفاظ بثرواتهم لفترة طويلة مقبلة. 

ويأخذنا المؤلف فى جولة سريعة للتعرف على الاستثمارات الذكية، وبعض المصطلحات المهمة من خلال تعلم الفرق بين «الأصول» و«الخصوم».

وقال: «الأصل هو استثمار سيساعدك على كسب المزيد من المال، مثل امتلاك أسهم فى شركات كبرى مثل Apple أو Google، أما الخصوم فهى استثمارات ستكلفك المال، مثل شراء سيارة مبهرجة ربما لا تستطيع تحملها نفقاتها، وبالمثل، غالبًا ما يُنظر إلى شراء منزل على أنه أحد الأصول، ولكنه فى الواقع يمثل خصومًا، لأنك تضخ الأموال باستمرار فيه، سواء كان ذلك بسبب الرهن العقارى أو بسبب الإصلاحات والتجديدات والديكور، فإن امتلاك منزل ما هو إلا مجرد حفرة مالية بعيدًا عما يفترضه الناس! ولكن الآن بعد أن ألقينا نظرة على بعض المصطلحات وبعض المفاهيم الخاطئة الشائعة، دعنا نتعمق ونعرف المزيد حول إجراء استثمارات ذكية».

وأضاف: «تمثل الأسهم أو أسهم الشركة حقوق الملكية فى الشركة، والتى تمنح المساهمين حقوق التصويت، إضافة إلى المطالبة بأرباح الشركات فى شكل مكاسب رأس المال وتوزيعات الأرباح، وأسواق الأسهم هى المكان الذى يجتمع فيه المستثمرون الأفراد والمؤسسات لشراء وبيع الأسهم فى مكان عام».

يستخدم المؤلف تجربته لصياغة خارطة طريق للنجاح المالى لك، من خلال شرح أساسيات سوق الأوراق المالية، وتحديد الفرق بين الأصول والخصوم، وكيفية إدارة أموالك ووضعها فى استثمارات ذكية.