جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

خبرة الكوارث.. كيف يمكن لإسرائيل مساعدة تركيا بعد الزلزال؟

زلزال تركيا
زلزال تركيا

على مدار عقود، أولت إسرائيل أهمية كبيرة لحالات الكوارث الطبيعية، واستثمرت العديد من الجهود والخبرات في مجالات البحث والإنقاذ، كما تمتلك إسرائيل سجلا طويلا من تقديم المساعدات لدول العالم في أعقاب الزلازل والكوارث الطبيعية، فقدمت إسرائيل الدعم لليونان في زلزال عام 1953، والمكسيك عام 1985، وأرمينيا واليونان وتركيا في التسعينيات. وفي الآونة الأخيرة، قدمت إسرائيل أيضًا مساعدات في الهند وسريلانكا وهايتي ونيبال والمكسيك.

علق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على صفحته الرسمية على "فيسبوك" قائلاً: باسم جميع مواطني إسرائيل أرسل خالص التعازي إلى مواطني تركيا في هذه الأوقات الصعبة التي مروا بها جراء الزلزال الذي ضرب منطقتنا، وبناء على طلب الحكومة التركية لقد أوعزت إلى كل السلطات بالاستعداد فورًا لتقديم المساعدات الطبية ومساعدات الإنقاذ والإغاثة".

سجل المساعدات الإسرائيلية

قدمت إسرائيل المساعدة بعد الزلزال الهائل الذي ضرب هايتي في عام 2020، الذي سبب تدمير نسبة كبيرة من مدينة بورت في الزلزال. وهذا يعني أن أي فريق يصل لم يضطر فقط إلى التجول في المنطقة المدمرة للبحث عن ناجين تحت المباني المنهارة، بل كان عليهم أيضًا مساعدة العدد الكبير لنازحين حديثًا.

ساعدت إسرائيل أكثر من ألف مريض في هايتي. فيما أشار مقال في مجلة نيو إنجلاند الطبية على أساس التجربة الإسرائيلية هناك إلى أن "حكومة إسرائيل أرسلت قوة عمل عسكرية تتألف من 230 شخصًا: 109 من أفراد الدعم والإنقاذ من قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي و121 فردًا طبيًا. أفراد من مستشفى الجيش الإسرائيلي الميداني. كانت المهمة الأساسية للقوة هي إنشاء مستشفى ميداني في هايتي".

كان لإسرائيل أيضًا دور كبير في المساعدة في جهود الإنقاذ في ميامي بعد انهيار مبنى Surfside في عام 2021. وكان المفتاح للعثور على ناجين في مبنى منهار أو كوارث أخرى هو إجراء البحث في غضون 72 ساعة الأولى لأن الناجين قد يكونون مصابين أو لا يمكنهم الوصول إلى ماء.

وقال مسئول لوسائل الإعلام في ذلك الوقت: "لقد أحرزنا بعض التقدم مع الحريق والدخان، وتمكنا من مواصلة البحث بقيود أقل، فيما استخدمت أطقم العمل آلات ثقيلة متخصصة لإيجاد طريقة للتغلب على الدخان واللهب ومعالجة كومة الخرسانة والحطام ". كما تم استخدام كلاب K-9 ، إلى جانب المعدات الثقيلة والسونار والكاميرات. 

كيف تعمل إسرائيل؟

أشار تقرير نشرته صحيفة جيروزاليم بوست إلى أن جهود الإنقاذ الأولية تتوقف فاعليتها على مدى معرفة قوات الإنقاذ بالمجتمع المحلي، ليس معرفة اللغة، ولكن معرفة تخطيط المنطقة والمباني التي انهارت.

في المناطق المتضررة من الزلزال، قد تكون هناك مبانٍ يسكنها أشخاص غير مسجلين أو يكون الناس محاصرين تحت الأنقاض، كما تكون هناك مخاوف بشأن المزيد من توابع الزلزال أو غيرها من التهديدات، مثل الحرائق وانسكاب الوقود. 

طورت إسرائيل، خلال السنوات الأخيرة، تكنولوجيا البحث والإنقاذ، إذ يمكن للتكنولوجيا الإسرائيلية الآن رسم خريطة لمنطقة ما، وتحديد شكلها قبل التدمير، وبالتالي المكان الذي من المرجح أن يوجد فيه الناجون.

يمكن ربط هذا النوع من التكنولوجيا في طبقات من البيانات التي يمكن أن تساعد في البحث والإنقاذ، كما  يمكن أن تساعد البيانات في تحديد الأماكن التي قد تتوافر فيها أسرة المستشفيات وأيضًا أنظمة التتبع مثل المياه والكهرباء التي قد تتأثر أو تحتاج بعد وقوع كارثة.