جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

بالسلاح تستطيع قتل الإرهابيين.. لكن بالتعليم نقتل الإرهاب

عنوان المقال ما هو إلا عبارة أطلقتها سيدة ناشطة باكستانية تدافع عن تعليم الإناث وحائزة علي جائزة نوبل وتصدرت جهود الناتو لمكافحة الإرهاب، حيث عقدت ثلاثة اجتماعات منها اجتماع في لندن عام ٢٠١٩، حيث تم تناول الألوية السياسية الواضحة لتصدي الحلف لهذا التهديد العالمي المتواصل الذي لا يعرف أي حدود أو جنسية أو دين.
وقد حقق تصميم الناتو وتضامن بلدانهما مواجهة التحدي المتطور الذي يمثله الإرهاب نموا متواصلا منذ قام الحلف بتفعيل بند الدفاع الجماعي لأول مرة في تاريخه، وذلك ردا علي الهجمات الإرهابية علي الولايات المتحدة الأمريكية في الحادي عشر من سبتمبر عام ألفين وواحد.
لقد اكتسب الحلف خبرة كبيرة في مكافحة الإرهاب من المهام والعمليات التي أنجزها منذ ذلك الحين، والحلف لن يستطيع دحر الإرهاب بمفرده، ولكننا لحسن الطالع لا نقف وحدنا، وإحدى نقاط القوة التي يستند اليها التحالف ويبني عليها تتمثل في مشاركتنا مع شبكة عالمية من البلدان الشريكة والمنظمات الدولية الأخرى التي توفر ذخيرة ضخمة من الخبرة والمعرفة. وقد ساهم عدد كبير من الشركاء في تطوير هذا المنهج المرجعي جنبا إلي جنب مع مجموعة الشراكة من أجل السلام التي تضم أكاديميات دفاعية ومعاهد للدراسات الأمنية.
إن تكوين الفهم الواضح للتهديدات الإرهابية المطروحة اليوم والغد لا يتطلب منا الارتقاء بمستويات الوعي بقضايا الإرهاب فحسب، يستدعي أيضا انتهاج أسلوب التعلم المستمر والاستثمار المتواصل في تعليم الأجيال المقبلة. ونحن نأمل مخلصين أن يخدم هذا المنهج أسرة مكافحة الإرهاب الموسعة باعتباره وثيقة مرجعية معمقة.
وأنه عند الإسهام في عملية التعليم يمكن مكافحة الإرهاب علي نحو متعمق حتي يمكن لجميع المندوبين عن الدول الأعضاء في منظمة حلف شمال الأطلسي أي الناتو، وكذلك الدول والمنظمات الشريكة بغض النظر عن خبراتهم الراهنة من تكوين صورة متكاملة تجمع القضايا والتحديات التي شهدها الماضي، حيث إن جميع الدول عاشت حالات من الإرهاب والتطرف والتشدد والطائفية، مع العلم الموثق أن أشكال التعصب ليست من مكونات أي ديانة أو عقيدة أو عرق بشري بعينه ولا ترتبط بأي منها حصرا، فالإرهاب تهديد عالمي يستدعي إيجاد حلول مشتركة لمكافحته
وهناك بجانب المنظمات الإرهابية المعروفة والمدروسة بكثافة، بيئة ديناميكية ومتطورة باستمرار تطرح تحديات متجددة علي الأجهزة الأمنية في الدولة وتمد استمرارية الإرهاب تكتيكا واستراتيجية وأسلوب حرب، علي أنه باق رغم أنف الدول العازمة علي دحره وسيتطور وتنبثق منه حركات جديدة تطرح تهديدات لم تكن متوقعة.
ولكن مع هذه الصورة القاتمة للإرهاب لا ننسي مجهودات القيادات الحكيمة التي نعتز بها لملاحظاتها الدائمة للقضاء علي كل اساليب الخداع والأسي ومرض الترهيب والتهديد لسلامة الأوطان وشعوبها مهما تعددت وسائل الإرهاب ولديها من الأدوات الكافية لمكافحة المحور المهدد بكل أساليبه ووسائله، حيث يتم تقييم الأدوات المتوافرة علي المستوي الدولي الإقليمي والوطني ولمساعدة الدول الأخرى لضمان افضل حماية لمواطنيها ومؤسساتها مع تحديد الهيئات والأجهزة المختصة باستخدام هذه الأدوات وكيف يمكن الجمع بينها لتشكيل استراتيجية وطنية متماسكة وتعزيز قدرات مكافحة الإرهاب، وتبقي مصر عفية قوية شعبا وجيشا بقيادة حكيمة ليدرك العالم مكانة مصر مهد الحضارة والأمن والأمان قبل الزمان بزمان.
ومن متابعتي لتاريخ مصر قبل غالبية دول العالم الكائنة عبر التاريخ قبل آلاف السنين أي قبل مولد السيد المسيح بأكثر من الألف عام كانت مصر الأمن والأمان والحضارة ستقي منها كافة الدول التي ظهرت بعد مصر بألفي عام.