الصالون الثقافى لإدوار الخراط!!

انعقد في السابعة من مساء الإثنين ٣٠ يناير ٢٠٢٣ أول اجتماع لصالون إدوار الخراط الثقافي، بالمكتبة التذكارية، للكاتب الروائي الراحل إدوار الخراط (١٦ مارس ١٩٢٦ - ١ ديسمبر ٢٠١٥) ، بحضور نخبة من المفكرين والمثقفين والدكتور إيهاب الخراط والأستاذ أيمن الخراط.  وناقش الصالون أول كتاب للكاتب الكبير إدوار الخراط "حيطان عالية" والذي صدر عام ١٩٥٨، بالإضافة لمناقشة أولى روايات الشاعر أحمد الشهاوى والتي صدرت تحت عنوان "حجاب الساحر".
وأدار الصالون باقتدار الدكتورة ميرفت العماري، وعلق على الكتَابيْن الشاعر الكبير الأستاذ أحمد الشهاوي والباحث المدقق الأستاذ أشرف راضي،  كما علق الدكتور إيهاب الخراط على رواية الأستاذ أحمد الشهاوي وقد نشرت الطبعة الخامسة من "حيطان عالية" للخراط عبر دار إنسان أما رواية "حجاب الساحر" للشهاوي  فنشرتها الدار المصرية اللبنانية،
وأقيم الصالون في مقر المكتبة التذكارية للكاتب الروائى الراحل إدوار الخراط في ١٣ ميريت باشا بميدان التحرير، الدور الثالث.
وأكد المتحدثون على التأثير الفكري والأدبي لإدوار الخراط وأشادوا بتواضعه الجم وإنكاره لنفسه وحرصه على تشجيع صغار الكتاب والشعراء ونقل خبراته إليهم بكل حب وتفان.
وكان قد أصدر الكاتب الكبير الراحل إدوار الخراط مجموعته الأولى "حيطان عالية" فى الإسكندرية عام ١٩٥٩ وهو أمر طبيعى فقد ولد الخراط فى الإسكندرية سنة ١٩٢٦، وعمل فيها بعد تخرجه في كلية الحقوق ما بين البنوك والترجمة في السفارة الرومانية، وقد طبعت مجموعته الأولى حيطان عالية أكثر من مرة.
وجاء فى المقدمة أن القصص كتبها إدوار الخراط في أيام شبابه الأولى بدءا من سنة ١٩٤٣ لكنه عدل فيها بعد عودته للكتابة فقد انقطع بين عامى ١٩٤٥ و١٩٥٥ عن الكتابة .
ويغلب على القصص جو شاعرى كما يقول الدكتور محمد مندور  ولصدور المجموعة قصة طريفة يذكرها إدوار الخراط فى مقدمة الكتاب وهي أنه اضطر لطبعها على نفقته الخاصة ما اضطره أن يكتب كمبيالات على نفسه قيمة الكمبيالة الواحدة عشرة جنيهات على أن يفى بسداد العشرة جنيهات شهريا لمدة ٣ سنوات، مؤكدا أنها كانت مبلغا محترما أواخر الخمسينيات، وقد أخذ الخراط الثلاثة آلاف نسخة بعد طباعة المجموعة ووزع "حيطان عالية" بنفسه.
وقد صدر لإدوار الخراط أكثر من ٥٠ كتابًا قصصيًا وشعريًا ونقديًا، ومن مؤلفاته الشهيرة: "حيطان عالية، رامة والتنين، الزمن الآخر، أضلاع الصحراء، يقين العطش"، كما قام بترجمة أربعة عشر كتابا إلى اللغة العربية، وعدد من المسرحيات والدراسات. وإدوار الخراط ولد بالإسكندرية لعائلة أصلها من أخميم محافظة سوهاج  وحصل على ليسانس الحقوق من جامعة الإسكندرية عام ١٩٤٦م، وعمل في مخازن البحرية البريطانية في الكبارى بالإسكندرية، ثم موظفا في البنك الأهلي بالإسكندرية، وعمل بعدها موظفا بشركة التأمين الأهلية المصرية عام ١٩٥٥م، ثم مترجما بالسفارة الرومانية بالقاهرة.
شارك إدوار الخراط في الحركة الوطنية الثورية في الإسكندرية عام ١٩٤٦ واعتقل في ١٥ مايو ١٩٤٨م في معتقلي أبوقير والطور. وعمل في «منظمة تضامن الشعوب الإفريقية والآسيوية» وفي «منظمة الكتاب الإفريقيين والآسيويين» من ١٩٥٩ إلى ١٩٨٣م. وتفرغ بعد ذلك للكتابة في القصة القصيرة والنقد الأدبي والترجمة، فاز بجائزة الدولة التشجيعية لمجموعة قصصه «ساعات الكبرياء» في ١٩٧٢م.
إن صالون إدوار الخراط يعد إضافة جديدة وشمعة متوهجة مضيئة نتمنى ألا يخبو نورها لعلها تسهم في تقليل مساحة الأصولية والظلامية من حولنا!!.