جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

وزير الخارجية الأمريكى يتجه إلى الضفة الغربية للقاء أبو مازن

بلينكن
بلينكن

يتوجه وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الثلاثاء، إلى الضفة الغربية المحتلة، ليلتقي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس «أبو مازن»، في ختام جولة دبلوماسية مكثفة سعى خلالها لخفض التصعيد بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

ومن المتوقع أن يطالب بلينكن، عباس، مجددا، ببذل المزيد من الجهود لوقف الهجمات على الإسرائيليين، وذلك في أعقاب وقف السلطة الفلسطينية التنسيق الأمني مع إسرائيل إثر العملية الدامية التي قام بها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين، الخميس الماضي، وأسفرت عن سقوط عشرة شهداء فلسطينيين. 

وانتقدت الولايات المتحدة هذه خطوة وقف التنسيق الأمني، مبدية مخاوف من أن تؤدي إلى مزيد من التدهور.


وأجرى بلينكن، قبل توجهه إلى الضفة، سلسلة لقاءات مع مسئولين إسرائيليين، كما سيلتقي أطرافًا من المجتمع المدني الإسرائيلي والفلسطيني.

وطالب وزير الخارجية طرفي النزاع على اتخاذ خطوات عاجلة لإعادة الهدوء، وسط دوامة جديدة من أعمال العنف الدامية لم تنجح الدعوات الدولية إلى وقفها.

واتخذت زيارة بلينكن، المقررة منذ فترة طويلة، والتي بدأها الأحد في مصر، منعطفًا مختلفًا مع تدهور شديد ومفاجئ في الوضع الأمني منذ بضعة أيام.

وصرح بلينكن، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد محادثاتهما: "نطالب جميع الأطراف الآن على اتخاذ خطوات عاجلة لاستعادة الهدوء ونزع فتيل التصعيد".


وقال: "نريد أن نتأكد من وجود بيئة يمكننا فيها، كما آمل في مرحلة ما، أن نخلق الظروف للبدء باستعادة الشعور بالأمن للإسرائيليين والفلسطينيين على السواء".

والتقى بلينكن نظيره الإسرائيلي إيلي كوهين، والرئيس إسحق هرتسوج.

وتتواصل التوترات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، باعثة مخاوف من الدخول في دوامة جديدة.

وفي أعقاب الهجمات الأخيرة، أعلنت حكومة نتنياهو، الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، عن إجراءات تهدف إلى معاقبة أقارب منفّذي الهجمات.

وفي السياق، أغلقت القوات الإسرائيلية منزل عائلة فلسطيني قتل ستة إسرائيليين وامرأة أوكرانية، الجمعة، في القدس الشرقية، بهدف هدمه.


وشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات في اليوم نفسه على غزة ردًا على إطلاق فصائل فلسطينية صواريخ في اتجاه إسرائيل من القطاع المحاصر.

وكانت إسرائيل نفّذت، الخميس، عملية عسكرية في مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة قتل فيها عشرة فلسطينيين، وهو العدد الأكبر من القتلى في عملية واحدة منذ سنوات طويلة.

والأحد توفي فلسطيني متأثرًا بجروح أصيب بها الخميس، لترتفع بذلك إلى عشرة حصيلة قتلى العملية في جنين.

وشهدت القدس الشرقية، السبت، هجومًا جديدًا، حين فتح فتى فلسطيني عمره 13 عامًا النار وأصاب رجلًا وابنه بجروح، قبل أن يصاب بدوره على أيدي إسرائيليين مسلحين ويتم توقيفه.

وقتل حرّاس إسرائيليون، الأحد، فلسطينيًا في الضفة الغربية التي تحتلّها إسرائيل منذ العام 1967. والإثنين، قتلت القوات الإسرائيلية فلسطينيًا في الخليل في الضفة الغربية، وفقًا للسلطات الفلسطينية.

وبدأ بلينكن جولته في مصر التي تلعب تقليديًا دور الوسيط بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.


ويعتبر المراقبون أنّ هامش المناورة المتاح لوزير الخارجية الأمريكي يبقى محدودًا ولم يخف مسئولون أمريكيون في الأحاديث الخاصة استياءهم من التصعيد والطريق المسدود الذي وصل إليه النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.

وفيما من المتوقّع إحراز تقدّم ضئيل على مستوى خفض التصعيد، تسعى واشنطن إلى التواصل مجددًا مع نتنياهو الذي أدت حكومته اليمين الدستورية نهاية العام الماضي.

وفي هذا السياق، قام عدة مسئولين أمريكيين مؤخرًا بزيارات إلى القدس، كما يتحدث بعض الخبراء عن زيارة محتملة لنتنياهو إلى البيت الأبيض في فبراير.