جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

«شهامة كاذبة».. تفاصيل «ترند الفنكوش» لابنة الشرقية أمانى محمد

البطلة الوهمية
البطلة الوهمية

«طلعت فنكوش»، هكذا تفاعل رواد السوشيال ميديا مع ابنة الشرقية أماني محمد، 28 عامًا، التي تصدّرت ترند وسائط منصات التواصل على مدار يومين بعد أن أشاعت إنقاذها سيدتين وأربعة أطفال من الغرق بعدما انقلبت بهم سيارة في البحر أمام منطقة كوبري أبو طبل وأنها قامت بإجراء الإسعافات الأولية لهم وتوجهت معهم للمستشفى قبل أن جمهور الفضاء الأزرق كذب الرواية.

○ ظهور وانتشار

صباح أمس، طيّر رواد مواقع التواصل بغزارة منشور عبر حساباتهم على صفحات موقع التواصل الاجتماعى “فيسبوك” مصحوبًا بصورة لسيدة في أواخر العقد الثاني يحكي صاحبه قصة بطولة وشجاعة فتاة تدعى أمانى محمد نبيل بأن تمكنت من إنقاذ أسرة كاملة من الغرق جراء سقوط سيارة تستقلها سيدتين و4 أطفال داخل ترعة بمنطقة أبو طبل التابعة لمركز منيا القمح بالشرقية وزعمت قفزها فى المياه وفي يدها قطعة حديدية قامت من خلالها بكسر زجاج السيارة وإخراج الأطفال والسيدات من السيارة وإجراء الإسعافات الأولية لهم، ثم نقلهم بمساعدة الأهالى إلى المستشفى لتلقى العلاج اللازم.

سريعًا، تم نسخ المنشور وتداوله على نطاق واسع وقام أهالى الشرقية على وجه الخصوص بتداول الحكاية، بعد شعورهم بالفخر بابنتهم دون الانتباه لبعض النقاط التى كادت تكشف عدم صحة الواقعة المزيفة.

○ بداية الشك

وأثار الأمر بعض الجدل بعد أن أثيرت عدة تساؤلات، منها أن السيدة صاحبة الواقعة أفادت بأنها تعمل ممرضة ، حيث ظهرت أمانى فى بث مباشر على غالبية المواقع الإخبارية وكانت على وشك الظهور فى بعض القنوات التلفزيونية لولا أنه تم كشفها.

وبالبحث والتحري تبين أن تلك الأسرة غير موجودة إلا فى خيال صاحبة الواقعة وتمت محاولة أخيرة للاتصال بها، لتكون حلقة الوصل بيننا وبين أسرة الأطفال، لكنها تنصّلت من الرد على الهاتف، والإدلاء بأى معلومات حول هوية تلك الأسرة.

البحث عن الحقيقة

البطلة المزعومة حكت فى رواياتها أنها اصطحبت الأطفال لمستشفى جامعة الزقازيق بعد أن أجرت إسعافات أولية ومع بداية انتشار علامات تؤكد عدم صحة الواقعة، ليتم التواصل مع الدكتور وليد ندا، مدير مستشفيات جامعة الزقازيق الذى أكد أن المستشفى لم يستقبل أى حالات أطفال تعرضوا للغرق خلال اليومين الماضيين يتفق وصفهم مع الواقعة التى سردتها المدعوة أمانى من مركز منيا القمح. 

أضاف ندا، لـ«الدستور»، أنه لا توجد أى بيانات لأربعة أطفال قد تلقوا علاجًا بالمستشفى بعد تعرضهم لحادث غرق بمركز منيا القمح ولا توجد أي بيانات لحالات أطفال مشابهة قد تم تحويلهم من أي مستشفى بمنيا القمح.

○ مفتاح اللغز

“الدستور” تواصلت مع إحدى الرائدات الريفيات التى رفضت ذكر اسمها، وبسؤالها عن شخصية أمانى محمد بطلة الواقعة المزيفة قالت “دي كذابة ” فقد تم فصلها من عملها وهى الآن صاحبة كشك بالقرية إضافة إلى ذلك فإن زوجها وشقيقه يعملان في تسفير الراغبين إلى الخارج عن طريق الهجرة غير الشرعية.