«بالجملة».. «صابرين» وفرت في مصاريف البيت
لا يمكن إنكار أن الجميع الآن يشعر بزيادة أسعار المواد الغذائية عالميا وبالطبع هذا أثر على الوضع الاقتصادي المصري، ولكن كذلك النساء المصريات على مر العصور لديهم طرق تقليدية ومبتكرة في تقليل النفقات، وتلك الطرق بسيطة بشدة لدرجة تجعلك تتسائل كيف لم نفكر فيها من قبل؟
صابرين مهندسة وربة منزل من الطبقة المتوسطة العليا، وكما يقال "كبيرة العيلة"، قررت العمل على تقليل النفقات لبيتها وكذلك لأفراد عائلتها وأسرهم، سألتها "الدستور" على فكرتها التقليدية وقالت "مشكلة الناس الآن الرغبة في الظهور، وكذلك وهم الماركات العالمية الذي امتد إلى المواد الغذائية وهذا أمر جديد على الثقافة المصرية، هذا بدون وعي لآثار ذلك سواء على الأطفال الذين ينظرون لأهلهم بعين المتلقي أو على نفقات الأسرة".
في أحد أيام الجمعة التي يتقابل فيها أفراد العائلة في منزلها، اشتكت النساء من زيادة أسعار الخضروات والفواكة، فجاءت بحل لم تتحمس له العائلة في البداية، فقد قررت صابرين استغلال سيارتها في الذهاب إلى سوق العبور مرة كل أسبوعين وجلب الخضروات والفاكهة لأسرتها وعائلتها بالجملة، في بداية التجربة واجهت صعوبة إقناع العائلة بالأمر حيث كانوا يشترون الخضروات والفاكهة قطاعي من أحد الأسواق التجارية الشهيرة كونهم ظنوا أنها الطريقة الصحية في جلب تلك المنتجات، ولكن التجربة أثبتت عكس هذا، حيث وجدت العائلة أن الجودة ثابتة بل وأكثر من تلك المنتجات التي تباع في الأسواق المعتادة.
أضافت صابرين في تصريح خاص لـ"الدستور": «عندما قسمنا المنتجات التي اشتريتها بالجملة على كل منزل وبعد إضافة تكلفة الوقود التي استخدمته السيارة والأموال التي منحت للشيال لنقل المنتجات (طلعنا وفرنا كتير) وهذا (الكتير) فاق مئات الجنيهات، وبالتالي قررت توسيع الفكرة واستغلالها في اللحوم والأسماك والدواجن كذلك».
ذهبت "الدستور" سريعا إلى سوق العبور لتعرف كيف يمكن تحقيق ذلك بشكل دوري ولتسهيل التجربة على القارئ، في البداية تبلغ تكلفة دخول سيارة ملاكي إلى داخل السوق ١٠ جنيهات بتذكرة رسمية، وعلى الجمهور السؤال على التذكرة عند دفع الرسوم حتى تذهب إلى مكانها الصحيح، قابلت "الدستور" الحاج أحمد الصعيدي، وهو تاجر فاكهة بسوق العبور منذ أكثر من ١٠ أعوام، وقال: «نبيع هنا بالجملة داخل السوق، ويبيع بعض التجار في مدخل السوق نصف قطاعي، ولكن لتوفير أكثر يفضل الشراء من داخل السوق، وكل المنتجات طازجة».
كان هناك بعض العمال يفرغون شحنة سيارة نقل فسألتهم «الدستور» عن الكميات وطزاجتها، وعرفت أن الكميات تنقسم إلى فئتين، وكلاهما على هيئة «شوال» الأول حوالي ٢٠ كيلو، والثاني حوالي ١٠ كيلو، ويحسب كلاهما بناء على سعر الكيلو الواحد ضرب مجموع الكيلوات بالكسور إن وجدت، هذا في الخضراوات، أما في الفواكهة فتباع بالكرتونة وكل كرتونة بين ٥ إلى ١٠ كيلو، وكلاهما شديد الطزاجة، حيث يتم نقلها فور قطفها من المزارع إلى سوق العبور.