وزيرة التضامن: معرض «بيت العرب» إقرار بمساعينا نحو التمكين الاقتصادى
قالت نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، إن ثقافات الدول وتراثها جزء لا يتجزأ من قوتها الناعمة، وثراء تاريخها وصميم هويتها، وخصوصية فنونها، ومهنية صانعيها التي غزلوها ونسجوها ليس فقط بأياديهم، ولكن بأرواحهم الوطنية وأياديهم الشريفة لتوجد لنا إرثًا حضاريًا مميزًا ومنتجات يدوية تنوعت وتراكمت عبر حقب زمنية مختلفة، نستهدف إبرازها عبر مشاركتنا اليوم في هذا المعرض، الذي نأمل أن يصبح مصدر قوة للتعاون العربي المشترك اقتصاديًا وثقافيًا واجتماعيًا.
جاء ذلك خلال افتتاح وزيرة التضامن الاجتماعى، المعرض العربي للأسر المنتجة "بيت العرب"، والذي يقام تحت رعاية رئيس الجمهورية، وبالتعاون مع جامعة الدول العربية وبحضور السفير أحمد أبوالغيط أمين عام جامعة الدول العربية، الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، والدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، والمهندس محمود عصمت وزير قطاع الأعمال العام، واللواء خالد عبدالعال محافظ القاهرة، والدكتورة منال عوض محافظ دمياط، والسفير هيفاء أبوغزالة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، ووزراء الشئون الاجتماعية لدول الأردن، الإمارات، قطر، الكويت، لبنان، ليبيا، فلسطين، السوادان، اليمن، بالإضافة إلى وفد رفيع المستوي من المملكة العربية السعودية، ووفد من سلطنة عمان، والصومال، وكذلك مشاركة 11 سفارة عربية تمثل دول "السعودية - الإمارات – قطر- الكويت- لبنان- جيبوتي- المغرب – فلسطين- اليمن- موريتانيا- البحرين"، فضلًا عن المندوبين الدائمين لدي جامعة الدول العربية.
وأوضحت وزيرة التضامن الاجتماعي أن المعرض يشكل فرصة مهمة ليس فقط للاطلاع على منتجات الأسر العربية، والتعرف على ثراء وخصوصية ثقافات الدول العربية شرقًا وغربًا في مجال الصناعات اليدوية والحرفية، وحماية كثير من الصناعات من الاندثار في وجه الثقافات الأخيرة التي قد تؤثر على أصالة هذه الحرف وتاريخها المشرف، هذا بالإضافة إلى فتح مجالات رائعة لتبادل الخبرات والتجارب الناجحة بين أرباب الحرف ومنتجيها وعارضيها، وبين قطاعات الأسر المنتجة بوجه عام.
وأكدت القباج الحرص الشديد على استضافة الدول الشقيقة في معرض "بيت العرب" ليصبح المعرض تجمعًا إقليميًا يضم عددًا كبيرًا ومتنوعًا من المنتجات الإبداعية والعروض الحية لتوفير فرص تسويقية متميزة نستشرف بها سبل التعاون في ذلك المجال بين الدول العربية، مشيرة إلى أن مبادرة مصر بتنظيم المعرض العربي للأسر المنتجة "بيت العرب"، تأتي إقرارًا واستمرارًا لمساعينا نحو تعزيز سبل التمكين الاقتصادي، والذي يعد أحد أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، مع إعطاء أولوية للمرأة العربيَّة، والأسر الأولى بالرعاية، وذوي الهمهم طبقًا لقدراتهم ومهاراتهم، والارتقاء بالعلم والعمل، وهما رافدان رئيسيان في دفع قاطرة التنمية المستدامة، وبعزيمة صادقة وإصرار مستمر ومتجدد، متعهدة أن نقدم جميع أوجه الدعم الفني والمادي للاستثمار في العنصر البشري، والارتقاء بمهاراته وقدراته في جميع القطاعات لنهضة بلادنا الحبيبة.
وأشارت إلى أن المعارض الحرفية والتراثية الصديقة للبيئة تعزز منهج الحفاظ على مبادرات الاقتصاد الأخضر، واقتصاد المستقبل القائم على المعرفة والتكنولوجيا والرقمنة وهي جوانب تعتمد على العنصر البشري في المقام الأول ويمكنها تعظيم القدرات الاقتصادية والتنموية للمنطقة العربيَّة بأسرها.
وطالبت القباج بعدد من التوصيات، مشددة على أنه بالتعاون بين جامعة الدول العربية ووزارة التضامن الاجتماعي ووزارة الثقافة، والوزارات المعنية الشريكة، ومنظمات المجتمع المدني اعتماد المعرض العربي للأسر المنتجة "بيت العرب" كمبادرة مصرية لدعم الأسر العربية المنتجة، وإطلاق موقع إلكتروني لِدَعم تسويق منتجات الأسر المنتجة العربية والمصرية، فضلًا عن تعاون غرف الصناعات الحرفية لعمل دورات تدريبية وتسويقية للأسر المنتجة العربية الرائدة للتكامل عربيًا، والمنافسة دوليًا، وكذلك إِقامة منتديات للمتخصصين للخروج باستراتيجية عربية في مجال الحفاظ على الصناعات التراثية ذات الطابع العربي الأصيل، بالإضافة إلى الشراكة مع المؤسسات المصرفية في مصر والدول العربية للعمل على تصميم برامج تمويلية وادخارية ملائمة، وتعزيز الوعي العربي نحو تثمين التراث المصري والعربي بكل أشكاله الحرفية والفنية، مع مراعاة ضمان تناقل تلك الثقافات عبر الأجيال.
ووجهت وزيرة التضامن الاجتماعي رسالة إلى كل أسرة عربية بضرورة المشاركة في حركة العمل والإنتاج من أجل البناء والعمل، من أجل النهوض بمجتمعاتنا العربيَّة، فالفرص دائمًا موجودة وبلادنا العربية في حاجة إلى الأيادي القوية المنتجة فالغد ملك لمن يصنعه، والتَّنْمية المسْتدامة تَتَطلَّب حُسْن استغلال مواردنا البشرية والطبيعية والتكنولوجية، ونحن نثق في قدرة شبابنا وفتياتنا على العمل والإنتاج والانخراط في دائرة البناء من أجل تحسين فرص الحياة الكريمة، وكتابة مستقبل مشرق مزدهر لشعوبنا العربية يتناسب مع ثقافاتنا العريقة وتاريخنا المجيد.