جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

أسرار وادى الملوك.. كيف أصبح مركز مقابر لحكام ونبلاء مصر القديمة؟

وادي الملوك
وادي الملوك

أكد موقع "Nguoi" الآسيوي أنه على طول طريق نهر النيل، ترك المصريون القدماء الذين عاشوا على طول نهر النيل العديد من المعالم التاريخية للبشرية، وعلى وجه الخصوص، يعد وادي الملوك، أحد أكبر ألغاز التاريخ الفرعوني في مصر القديمة.

وتابع أنه بالإضافة إلى الأهرامات، وأبي الهول برأس أسد، ومعابد الأقصر - الكرنك - أبو سمبل، لا تزال المسلات العملاقة قائمة بعد حوالي 4 آلاف عام، لكن عندما رحلوا، ترك الفراعنة المصريون أيضًا العديد من الألغاز.

وأضاف أنه من القاهرة إلى جنوب النيل بحوالي 600 كم تقع مدينة الأقصر من الشرق ومدينة طيبة الصغيرة إلى الغرب من النهر، إذا كانت الأقصر تضم المعابد المشهورة عالميًا مثل معبد الأقصر ومعبد الكرنك، فإن طيبة هي نقطة الانطلاق لوادي الملوك.

مدينة طيبة القديمة

وأشار الموقع إلى أنه في الماضي، من الأقصر للذهاب إلى وادي الإمبراطور، كان على المرء أن يعبر النهر بالقارب، لكن اليوم، بنى المواطنون جسراً يربط بين شرق وغرب النيل، ويمكن للزوار الوصول بسهولة إلى مجمع مقابر طيبة لما يزيد قليلاً على 30 دقيقة بالسيارة من الأقصر، وهو مجمع كبير إلى حد ما يضم وادي الملوك ووادي الملكات ووادي النبلاء والدير البحري المعروف باسم معبد حتشبسوت ومعبد رمسيس الثالث ومعبد سيتى الأول وكولوسي ممنون. 

وأكد الموقع الآسيوي أنه من أجل لمحة عامة عن منطقة مقابر طيبة، من الأفضل استخدام رحلة منطاد جوية حتى تتمكن من رؤية المنطقة بأكملها من الأعلى، ومن هنا يمكن مشاهدة كل معلم، علاوة على ذلك، عندما تشرق الشمس، يكون الهواء حول مقبرة طيبة في أبهى صوره وبالتالي يمكن التعرف على المدينة التاريخية الساحرة بسهولة.

وأضاف أنه لو كان الزائر محظوظا فيمكن أنه يستمتع بمنظر الفرعون أمنحتب الثالث وهو يشاهد شروق الشمس من النيل، كنت محظوظًا بما يكفي لرؤية الشمس تشرق ببطء أمام تماثيل الفرعون القائمة في مكانها منذ 3300 عام.

وأشار إلى أن هذه التماثيل للفرعون أمنحتب الثالث جالسًا أمام معبده الذي بني قبل 3300 عام، لكن المعبد انهار، ولم يبق منه سوى التمثال، وتم ترميم هذين التمثالين في العصر الروماني، وفي وقت من الأوقات، أطلق على التمثالين لقب "الغناء عند الفجر"، فقط لأن الناس سمعوا صوت الرياح وهي تهب من خلال شقوق التمثال كل صباح وخاصة في رياح فبراير ومارس القوية، ليثير التساؤلات "هل صممه المصريون القدماء على هذا النحو أم أنه الزلازل وعوامل الزمن تسببت في تشقق التمثال".

أسرار وادى الملوك

وحسب الموقع الآسيوي، فإنه تاريخيًا فقد تم إنشاء وادي الملوك في عصر الأسرة الثامنة عشرة لمصر القديمة، والتي بدأها الفرعون تحتمس الأول (1493-1482 قبل الميلاد) حتى الأسرة العشرين (حوالي 1025 قبل الميلاد)، ولم يكن الفراعنة موجودين في هذا الوادي باستثناء فرعون واحد وهو أمنحتب الرابع  الذي عرف بعد باسم "إخناتون" فلم يتم العثور على مقبرته في الوادي الشهير بعد، ولكن ما سر وادي الملوك ولماذا تم اختيار هذه المنطقة بالتحديد لتكون مركز مقابر النبلاء والملوك، يكمن الجواب في شكل المنطقة وهي منطقة هرمية، وقد يكون هذا السبب في اختيارها، لتصبح هرما عظيما آخر مثل تلك الأهرامات الموجودة في الجيزة.

وأضاف الموقع أن وادي الملوك يعد من أجمل المواقع التراثية والأثرية في العالم، وفقط من خلال الشخصيات المصرية القديمة يمكن لعلماء الآثار تمييز مقابر الفراعنة في السلالات المذكورة أعلاه.