جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

البيزنطية بعيد الدمشقي: الله منحنا يوما في الأسبوع للصلاة والراحة

جان ماري شامي
جان ماري شامي

تحتفل كنيسة الروم الملكيين المعروفة بالكنيسة البيزنطية اليوم، برئاسة المطران جان ماري شامي، بذكرى القديس يوحنّا الدمشقي

ولد القدّيس يوحنا الدمشقي في دمشق، سليل أُسرة عريقة في الشرف. وكان أبوه سرجيوس إبن المنصور من كبار موظّفي البلاط الأموي في عهد الخليفة عبد الملك (685-705). حرص أبوه على أن تكون له ثقافة عميقة في الدين والدنيا. وإذ كان كل شيئ يبتسم له، زهد في الغنى الوالدي، وغادر موطنه وأسرته، وانتحل الحياة الرهبانية في دير القدّيس سابا بالقرب من القدس، ومعه القدّيس قزما الذي أضحى في ما بعد أسقفاً على مايوما.

ولقد عكف الإثنان في الدير على نظم الأناشيد والقوانين إكرامًا للكلمة ووالدة الإله والقدّيسين، فكانا "قيثارة الروح".

رقّاه يوحنا بطريرك اورشليم (706-734) إلى درجة الكهنوت. وحارب في اندفاع الأبطال ضلال محطّمي الأيقونات، وخلّف مؤلفات كثيرة في اللاهوت، وهو اوّل من نسّق هذا العلم على الطريقة المدرسيّة الشاملة جميع نواحيه. وهذه الآثار كانت ولا تزال الينبوع الغزير الذي يروي الجميع، وكان لها النصيب الأوفر في تكوين الفكر اللاهوتي لدى ملافنة العصور الوسطى، كتوما الأكويني والبرتوس الكبير وغيرهما. 

وانتقل إلى الحياة الأبديّة في دير القدّيس سابا، وقد طعن في السن، وذلك، على الأرجح، في 4 كانون الأوّل سنة 749. ولا يزال قبره إلى اليوم يؤمّه الزوَّار في الدير المذكور. وقد أعلنه البابا لاون الثالث عشر "ملفان الكنيسة الجامعة". وهناك أسطورة يذكرها كاتب سيرته في القرن العاشر، يوحنا بطريرك اورشليم، تفيد أن الهراطقة محطّمي الأيقونات قطعوا يده انتقاماً، الاَّ أن العذراء والدة الإله ردّتها اليه.

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة قالت خلالها: بالتأكيد، يتضمّن الأسبوع سبعة أيّام: أعطانا الله ستّة منها للعمل، وواحدًا للصلاة والراحة لكي نتحرّر من خطايانا. إذا كان الأمر كذلك، وإن كنّا قد ارتكبنا الخطايا خلال الأيّام الستّة، يمكننا أن نتوب عنها في يوم الأحد وأن نتصالح مع الله.

توجّه في الصباح الباكر إلى كنيسة الله، واقترب من الربّ لتعترف له بخطاياك. قرّب له الصلاة والتوبة بقلبٍ تائبٍ نادم. كن حاضرًا خلال القدّاس الإلهي كلّه، واختم صلاتك ولا تخرج قبل نهاية القدّاس. تأمّل ربّك في الوقت الّذي يُكْسًرُ جسده ويوزّع بدون أن يتلف. وإذا كان ضميرك نقيًّا، تقدّم وتناول جسد الربّ ودمه. 

لقد أُعطِي لنا هذا اليوم للصلاة والراحة. "هذا هو اليَومُ الَّذي صَنَعَه الرَّبُّ فلنبتَهِجْ ونَفرَحْ فيه". لنمجّد ذاك الذي قام من الموت في ذلك اليوم، كما نمجّد الآب والرُّوح القدس الآن ودائمًا وإلى أبد الآبدين.