جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

قرار متأخر.. افتتاح سفارة أذربيجان فى إسرائيل.. الأسباب والتداعيات

نتنياهو وعلييف
نتنياهو وعلييف

 أقرّ رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف القرار الذي اتخذه البرلمان في 18 نوفمبر الماضي، بشأن فتح سفارة لدولة أذربيجان في إسرائيل، وذلك بعد تدشين العلاقات بين إسرائيل وأذربيجان، ورغم وجود سفارة إسرائيلية هناك منذ سنة 1993، فإن «باكو» لم تتخذ قراراً بافتتاح سفارة لها في إسرائيل إلا مؤخراً. 

ما الأسباب؟

عدد من الأسباب شجع أذربيجان على افتتاح سفارة لها في إسرائيل يمكن رصدها على التالي:

السبب الأول: شجَع توقيع اتفاقات أبراهام وتطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل في أغسطس الماضي أذربيجان على اتخاذ تلك الخطوة، إذ ترتبط أذربيجان بعلاقات وثيقة مع كل من تركيا والإمارات.

السبب الثاني: يبدو أن أذربيجان كانت قد اتخذت قرارها بافتتاح سفارة لها في إسرائيل قبل عامين (وقت توقيع اتفاقات ابراهام) لكن وقفت الحرب في ناغورنو-كاراباخ ضد أرمينيا في سنة 2020 وراء تأجيل هذه القرار، إذ كما يبدو فضلت "باكو" الانتظار حتى انتهاء الحرب وحسم النتائج لصالحها.

هناك من يعتقد أن "باكو" أجلت إعلان القرارخوفاً من تصويت دول عربية وإسلامية ضدها في المحافل الدولية، ولكن الآن بعد الحرب، أصبحت أذربيجان أقل حاجة إلى التأييد في الساحة الدولية. وجدير بالذكر أن أرمينيا نفسها فتحت سفارة في إسرائيل سنة 2020، وهناك من رأي تلك الخطوة مغازلة لإسرائيل في حينه لدعمها في الحرب.

السبب الثالث: لا يمكن فصل العلاقات المتوترة بين إيران وأذربيجان، عن قرار افتتاح السفارة الأذربيجانية في إسرائيل،بسبب وضع الأقلية الأذرية في إيران، ودعم طهران لأرمينيا في الحرب؛  رغم إعلانها رسمياً وقوفها على الحياد إلا أن تسربت أنباء بدعم إيران لتنظيم "كتائب حسينيّون" المعارض لحكومة أذربيجان. مما يشير إلى انضمام أذربيجان إلى حلف إسرائيل والدول السنية في مواجهة إيران.

ما التداعيات؟

تطوير العلاقات بين أذربيجان وإيران وانتقالها إلى مرحلة العلنية، سيمنح إسرائيل فرصة أكبر للتعاون مع أذربيجان لمواجهة إيران، وربما تنفيذ عمليات ضد إيران من باكو. مع حقيقة التوتر والمخاوف لدى أذربيجان من إيران وتواجدها بالقرب من حدودها، والتدريبات العسكرية التي تجريها هناك.

يسهم تطوير العلاقات إلى تنمية التعاون بين البلدين – القائم بالفعل- في الجوانب الاقتصادية، إذ تصدر أذربيجان النفط إلى إسرائيل، وتصدر إسرائيل الصناعات الأمنية إلى أذربيجان، بالإضافة إلى التعاون الاستخباراتي بين الدولتين؛ مؤخراً، وفي أعقاب الحرب في أوكرانيا، زاد تصدير الحبوب من أذربيجان إلى إسرائيل، ومشاركة شركات إسرائيلية في منشأة تحلية مياه بحر قزوين، فضلا عن الرغبة في تطوير قطاع السياحة والرحلات بين البلدين.

كما أن التقارب بين أذربيجان وإسرائيل سيسهم بشكل فعال في تطوير العلاقات بين تركيا – حليفة أذربيجان وإسرائيل، مع حقيقة أن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف كان دائما يتوسط بين تل أبيب وأنقرة.

وأخيراً، فإن التقارب العلني بين أذربيجان كدولة إسلامية كبرى وإسرائيل من شأنه أن يشجع دولاً إسلامية أخرى على التطبيع مع إسرائيل.