جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

الانتقام والرد.. الجيش الإسرائيلى يقصف مواقع لحركة حماس.. هل التصعيد قريب؟

 صواريخ إسرائيلية
صواريخ إسرائيلية على غزة

قام سلاح الجو الإسرائيلي، خلال الليلة الماضية، بقصف موقع لتصنيع الصواريخ تابع لحركة حماس في قطاع غزة، بالإضافة إلى قصف نفق جنوبي القطاع، بعد رصد عملية إطلاق واحدة من قطاع غزة تجاه بلدات غلاف غزة، وفق ما أفاد بيان للجيش الإسرائيلي. 

وأفادت تقارير بأن الصاروخ من قطاع غزة سقط في منطقة مكشوفة قرب حدود قطاع غزة في حقل مفتوح بالقرب من بلدتي "ناحال عوز" و"كفار عزة"، مساء أمس السبت. فيما تم الكشف عن ثلاث عمليات إطلاق أخرى من قطاع غزة، لكنها فشلت وسقطت في قطاع غزة. 

قال الجيش الإسرائيلي إنه لم يتم إطلاق أي صواريخ اعتراضية. ثم أعلنت حركة الجهاد الإسلامي مسئوليتها عن إطلاق النار، وقالت إنه جاء ردًا على مقتل قائد في "لواء جنين". وقال الجناح العسكري لحركة حماس كتائب عز الدين القسام، بعد وقت قصير، إنه استهدف الطائرات الإسرائيلية بنيران مضادة للطائرات وصواريخ أرض– جو.

من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إنه يهاجم غزة ردًا على الضربة الصاروخية مساء السبت، والتي أنهت شهرًا من الهدوء النسبي، مضيفًا أن موقعًا مركزيًا لصنع الصواريخ تستخدمه حماس كان من بين المنشآت المستهدفة.

يذكر أنه لأول مرة منذ شهر، يتم إطلاق صاروخ من قطاع غزة باتجاه الأراضي الإسرائيلية، حيث أطلق صاروخ باتجاه مجلس أشكول ولم يسفر عن إصابات في أوائل نوفمبر الماضي، فيما تعتبر هذه هي المرة الثانية التي يطلق صواريخ فيها منذ انتهاء المواجهة العسكرية بين إسرائيل والجهاد الإسلامي التي تسمى في إسرائيل باسم "الفجر الصادق" في أغسطس الماضي.

انتقام الجهاد 

بحسب التقديرات، فإن حركتى حماس والجهاد الإسلامي تردان على اغتيال محمد السعدي القائد الميداني في "لواء جنين" وعضو في لواء الجهاد الاسلامي خلال اشتباك مع القوات الإسرائيلية، فـ"السعدي" الذي أعلن بعد وفاته إضرابا عاما في جنين، كان قائدًا معروفًا مسئولًا عن تسليح النشطاء وإطلاق النار على القوات الإسرائيلية، وأحد المسئولين عن اختطاف الشاب تيران فرو، البالغ من العمر 18 عامًا، من مستشفى في جنين. كما قتل مع السعدي نعيم زبيدي، ابن عم زكريا الزبيدي، في نفس العملية في جنين.

وتقول إسرائيل إنها تحمّل حماس المسئولية عن جميع أعمال العنف الصادرة من القطاع، وترد بشكل عام على إطلاق الصواريخ من القطاع بضربات جوية ضد حماس، بغض النظر عن الجهة التي شنت الهجوم.

هل توجد فرصة للتصعيد؟

أجرت المستويات الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية تقييمًا للأوضاع على خلفية مقتل اثنين من المقاتلين في صفوف الجهاد الإسلامي (محمد السعدي ونعيم الزبيدي) في مخيم جنين، وكانت التقديرات تشير إلى ارتفاع احتمالية رد الجهاد الإسلامي على عملية الاغتيال، وكان ضمن هذه التقديرات أن يقوم الجهاد الإسلامي بإطلاق صواريخ، فيما كانت هناك شكوك حول تدخل حركة حماس في التصعيد.

حتى هذه اللحظة، لا تزال الأوضاع تحت السيطرة، حيث تتوافر عدة عوامل تحول دون تدهور الأوضاع إلى جولة عسكرية جديدة، أولها أن "حماس" غير معنية بالدخول في مواجهة عسكرية مع إسرائيل ما يجعلها تبذل جهدًا لمنع الجهاد الإسلامي من إطلاق المزيد من صواريخ، حتى لا تتدهور الأوضاع، إذ في المواجهة في أغسطس الماضي، لم تتدخل حماس في الجولة القتالية.

العامل الثاني هو التدخل المصري لقف التصعيد، حيث تبذل الوساطة المصرية جهودًا لوقف أي تصعيد محتمل.

العامل الثالث هو التدخل القطري، حيث أرسلت قطر برسالة عاجلة إلى حماس تحذر الحركة من خلالها من الذهاب إلى تفجير الأوضاع الأمنية خلال المونديال، الذي تستضيفه الدوحة، والجارية أعماله حتى العشرين من الشهر الجاري.