جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

محمود شاهين: أنظمة الإنذار المبكر تحتاج تحديثًا.. وافتتاح متحف الأرصاد قريبًا (حوار)

خدمات الأرصاد الجوية،
خدمات الأرصاد الجوية،

حصلت الهيئة العامة للأرصاد الجوية الأربعاء، على موافقة اتخاذ ما تراه لازمًا في تحقيق أهدافها من خلال مشروع مقدم للحكومة، ونص المشروع على أن تختص الهيئة العامة للأرصاد الجوية بتقديم جميع خدمات الأرصاد الجوية، باختلاف أنواعها وأغراضها، على كل المستويات المحلية والإقليمية والدولية بما يتفق مع القوانين الإقليمية والدولية، كذلك لها الحق في منح التراخيص والموافقات اللازمة لممارسة أي نشاط في مجال الأرصاد الجوية، والعمل على مساهمة القطاع الخاص في تقديم ونشر خدمات الأرصاد الجوية، والإشراف على إنشاء وإعداد محطات الأرصاد الجوية والبحرية اللازمة لأنشطة جميع الجهات المعنية بالدولة، والاشتراك في دراسة وتحقيق الحوادث التي تقع في الدولة نتيجة التغيرات الجوية، لمعرفة أسبابها، والعمل على تلافيها مستقبلًا، فضلًا عن المساهمة في تشجيع البحث العلمي في مجال الأرصاد الجوية. 

وحول دور هيئة الارصاد الجوية في رصد التغييرات المناخية، التقت «الدستور» الدكتور محمود شاهين مدير عام الإنذار المبكر بالأرصاد الجوية ليوضح لنا ماذا يحدث من تغيرات مناخية خلال العقود الأخيرة وكيف تواجه الدولة تلك التغييرات.

حدثنا عن مشاركة هيئة الأرصاد في قمة المناخ؟

استضافة مصر لقمة المناخ تعتبر إنجازًا عظيمًا، خاصة وأنها تعتبر أول الدول النامية التي تستضيف حدثًا كبيرًا بهذا الحجم بحضور حشد كبير من رؤساء ومسئولي الدول العظمى وغيرها من الدول الإفريقية والأوروبية وهذا في حد ذاته إنجاز كبير جدًا.

والحقيقة أن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بعضوية مصر أسندت مشاركتها في القمة للهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية نيابة عنها لكون مصر عضوًا أساسيًا في المنظمة، بالإضافة لكونها أحد أهم المؤسسين للمنظمة الدولية للأرصاد الجوية بحضور رئيس المنظمة وقياداتها المتواجدين وذلك يعتبر ثقة كبيرة لنا كهيئة بالنسبة للمنظمة الدولية للأرصاد.  

والأرصاد هيئة عريقة منذ إنشائها 1829، لديها قاعدة بيانات كبيرة جدًا، عند رصدها من قبل الهيئة تبين فعلًا خلال عرضها في قمة المناخ أن مصر تعرضت لتغيرات مناخية متغيرة خلال السنوات الماضية بمعدل 10 أضعاف المعدل الطبيعي لاختلاف الظواهر الجوية سواء في حدتها أو في الظواهر الجوية الجديدة التي لم نرها من قبل. 

ما أهم الموضوعات التي تم طرحها في قمة المناخ ومدى الاستجابة والدعم لها؟ 

وشاركت الهيئة في العديد من الجلسات التي تم عقدها في قمة المناخ بشرم الشيخ، وتم استعراض دور مصر في التعامل مع التيارات المناخية والإنذارات الجوية والأجنحة المصاحبة لحالات الطقس العنيفة التي بدأت تحدث في مصر والدول العربية في الفصول المختلفة. 

واستعرضت هيئة الأرصاد الجوية جهودها في رصد التغيرات المناخية وتأثيراتها على قطاع الطيران ومنظومة الإنذار المبكر خلال فعاليات قمة المناخ، وإيمانًا بأهمية البعد البيئي في مجال الطيران كونه محورًا رئيسيًا للاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050.

كما شاركت هيئة الأرصاد في جلسة أخرى ناقشت آلية التنسيق لتوفير معلومات الأرصاد وفقًا لمتطلبات المستخدمين، وقدم ممثل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية معلومات عن المستويات العالمية لغازات الاحتباس الحراري، وإجراءات التخفيف والتكيف المناخي في العالم، وكذلك الإمكانيات الحالية لقياس غازات الاحتباس الحراري في مصر والدور الهام الذى تقوم به هيئة الأرصاد الجوية بهذا المجال ونظام مراقبة الانبعاثات الكربونية، بالإضافة لمناقشة دور تغير المناخ في إثارة المخاوف بشأن مستقبل الغبار والعواصف الترابية، وتأثيراتها على معدلات جودة الهواء والصحة العامة وخفض كفاءة مصادر الطاقة المتجددة.

ما أهم التغيرات المناخية التي مرت بها مصر خلال العقود الثلاثة الأخيرة؟ 

حدث في العقود الثلاثة الأخيرة تغيرات مناخية مثل هطول الأمطار بغزارة وبشكل غزير جدًا في مواسم سقوط الأمطار، خاصة على المناطق والمدن الساحلية بما فيهم طبعًا مدينة الإسكندرية صاحبة النصيب الأكبر من هذه الأمطار على الساحل، نظرًا لطبيعتها الجغرافية وتواجدها في هذه المنطقة، واكتشفنا من خلال عمليات الرصد أن كميات الأمطار التي تسقط على هذه المحافظات في العقود الأخيرة تمثل عشرة أضعاف المعدلات الطبيعية التي تتساقط الأمطار في هذه المواسم، بالإضافة إلى أن انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء خاصة فترات الليل حتى الصباح تصل إلى الصقيع على المزروعات، ما أثر سلبيًا على إنتاج تلك الزراعات، وكذلك تبين من خلال عمليات الرصد انخفاضات درجات الحرارة بشكل قوي على المحافظات الساحلية عامة، ومحافظات الوجه البحري ووسط وجنوب سيناء ومحافظات شمال الصعيد وتقريبًا أغلب محافظات مصر. 

أما شمال الصعيد تحديدًا، كان الصقيع متزايدًا بشكل كبير جدًا وتسبب في إتلاف بعض المحاصيل مثل محصول الزيتون والمانجو خلال عامي ٢٠١٩ / ٢٠٢٠.

أما في فصل الصيف تبين أن ارتفاع درجات الحرارة تجاوز الأرقام المتوقعة عن المعدلات الطبيعية، وكان لها تأثير سلبي طبعًا على المزروعات خصوصًا في بداية نموها. 

هل تم تحديث أجهزة الإنذار المبكر؟

تم تحديث بعض الأجهزة منذ 3 سنوات وبالفعل خلال الثلاث سنوات الماضية حدثت طفرة في عملية التنبؤات نتيجة للرؤية السريعة للإنذار المبكر التي تستطيع أن تكتب وترسل إنذارًا للجهة أو للمنطقة في وقت قياسي وتكون الاستجابة بشكل أسرع والتعامل مع الظاهرة بشكل سريع من خلال التعامل مع كل قطاعات الجمهورية والجهات المعنية بالمحافظات بفضل امتلاك الهيئة لأجهزة الرادارات ومحطات الرصد الجديدة. 

هل هناك اتجاه لتطوير منظومة الإنذار المبكر لمواجهة التغيرات المناخية؟ 

الحقيقة أن وزارة الطيران المدني حريصة على تطوير منظومة الإنذار المبكر ورصد مخاطر الطقس والمناخ والتنبؤ بحدوثها وآثارها من خلال هيئة الأرصاد الجوية بهدف مواجهة مخاطر التغيرات المناخية. 

ماذا عن خطة الأرصاد الجوية في تحديث الرادارات بالمحافظات وهل هناك حاجة لأجهزة معينة وهل تمت مناقشة الأمر مع الجهات المعنية؟ 

عملية تحديد المحافظات التي تحتاج لتطوير وتحديث أجهزتها لا يمكن تحديديها بدقة في الوقت الحالي، خاصة أن أجهزة الرادار التي تم تحديثها مؤخرًا ساعدتنا في الرصد الجوي بشكل كبير جدًا، والحقيقة أننا لدينا 3 أجهزة رصد طقس يعملان بشكل ممتاز سواء كانت الأجهزة الموجودة في مطروح أو في القنطرة شرق تلك الأجهزة تغطي عمليات الرصد بشكل ممتاز، بالإضافة إلى منظومة الإنذار المبكر، وتسعى الهيئة جاهدة حاليًا لضم بعض أجهزة القياس الجديدة لنشرها في الأماكن التي تحتاج إلى ذلك. 

هل تم عمل دراسة جدوى للأجهزة وتحديد الميزانية المقترحة؟ 

المشروع قيد الدراسة ولم يتم تحيد التكلفة الإجمالية، لكن لدينا إدارة خاصة بهذا المشروع تعمل على دارسة المشروع بشكل كامل، وبحث كل الجوانب الفنية والمالية، وقريبًا سنرى عملية تطوير كبيرة جدًا في منظومة الأرصاد والتنبؤات. 

كيف يتم التعامل مع تحذيرات الأرصاد للمحافظات؟

الهيئة لديها منظومة إنذار مبكر حديثة، ونحن حريصون فيها أن نكون على تواصل كامل بكل قطاعات الدولة، سواء كانت قطاعات سياسية أو قطاعات وأجهزة تنفيذية أو على مستوى المواطنين العاديين من خلال غرف أزمات وعمليات مختلفة بالتعاون مع الجهات المعنية ورئاسة مجلس الوزراء في العاصمة الإدارية. 

والحقيقة أن كل غرفة أزمات بهيئة الأرصاد الجوية لها طبيعة عمل خاصة مثل منظومة الإنذار المبكر، حيث تعتمد أجهزة الدولة على نصائحها وتحذيراتها بسبب الأجهزة الحديثة والأقمار الصناعية والرادارات. 

ما تفسيرك لغرق بعض المحافظات رغم الإنذارات المبكرة التي ترسل لها خاصة الإسكندرية؟ 

الحقيقة الموضوع مش موضوع إنذار فقط وإنما الموضوع بنية تحتية تعتبر ومدى تطويرها كي تتعامل مع كميات المياه التي تتضاعف عن المعدل الطبيعي، فالمحافظة مظلومة خاصة أن هذا التدفق ونسبة الأمطار المتساقطة تكون فوق طاقة الأجهزة والمعدات والطاقة البشرية لكن ليس هناك شك رغم تضاعف هذه الكميات من الأمطار في معظم المحافظات، إلا أن الخسائر بدأت تقل بشكل كبير عن مكان كانت عليه قبل كده، فقبل ذلك كانت تحدث كوارث حقيقية قلت نسبتها بشكل ملحوظ.  

كيف ترى من وجهة نظرك الاستعدادات لتلك النوات؟ 

حتى نستطيع مواجهة كميات الأمطار لا بد من وجود استعدادات خاصة والتعامل والاستجابة السريعة بعد الإنذار الذي يتم إرساله من الأرصاد الجوية، والحقيقة ساهم بشكل كبير في تقليل الخسائر التي تحدث سواء كانت خسائر مادية أو بشرية رغم تضاعف كميات الأمطار. 

 ماذا عن ساعات العمل للمتخصصين في مجال رصد التنبؤات؟ 

في غرف الأزمات يوجد متنبئ جوي خاص بكل محافظة يتعامل معها أثناء حالة عدم الاستقرار خاصة محافظات إسكندرية وكفرالشيخ وباقي المحافظات من خلال لجان مختلفة تعمل على مدار ٢٤ ساعة من خلال غرفة أزمات ويتم التواصل على الواتس آب أو بالتليفونات. 

الهيئة العامة للأرصاد الجوية فيها مركز الإنذار المبكر الذي نعمل به، ويتم توزيع نظام العمل بنظام الشيفتات من خلال الإدارة العامة، حيث يتواجد المتخصصون على مدار 24 ساعة سواء كانت في إدارة التنبؤات الإنذار المبكر التي تصور الأقمار الصناعية.

توقعات الهيئة لموسم الشتاء الحالي؟

نحن في فصل الخريف ولا نستطيع الحكم أو التنبؤ أو نتوقع شيئًا على الشتاء في الوقت الحالي، بينما فروق درجات حرارة تجاوزت ١٥/١٠ درجة مئوية في بعض المحافظات وهذا تسبب نزلات برد خصوصًا لدى الأطفال وكبار السن، خاصة بارتداء نوعية الملابس لذلك تقدم دايمًا هيئة الأرصاد الجوية بعض الإرشادات فيما يتعلق بالملابس سواء في فترات النهار أو في فترات الليل. 

هل تم عرض الدراسة المقترحة بتطوير الأجهزة وتحديثها مع الجهات المعنية؟

الهيئة تدرس الموضوع من خلال اللجان المختصة والمتخصصين في عمل الدراسة الخاصة بتطوير المنظومة، وتم عرض الدراسة ومناقشتها مع وزارة الطيران المدني، لأن الهيئة العامة للأرصاد الجوية تابعة لها، بالإضافة لعرضه على الجهات المعنية وننتظر الموافقة على تحديث منظومة الإنذار المبكر قريبًا.  

هل تحديث أنظمة الإنذار المبكر له أهمية في الوقت الحالي خاصة بالتزامن مع مواجهة العالم للتغيرات المناخية؟ 

بالتأكيد نحتاج لتحديث المنظومة حتى نواكب التغيرات المناخية التي تحدث حاليًا مثل باقي دول العالم المتقدم.

ما الذي تحتاج إليه الأرصاد لتظل رائدة في المنطقة؟ 

منظومة أجهزة الرصد منظومة كاملة تحديثها أساسي لمواكبة التغيرات الحالية.

ما هو دور المنظمة الدولية للأرصاد الجوية في التعامل معنا والدعم الذي تقدمه للدول؟ 

تواجدنا كأعضاء بالمنظمة العالمية للأرصاد الجوية في حد ذاته يجعلنا دائمًا على علم بكل ما يحدث في العالم كله، خاصة من ناحية العلوم والتعامل، فيتم تبادل البيانات والمعلومات المناخية بيننا وبين كل دول العالم من خلال الرادارات الجوية التي تصل لنا على رأس كل ساعة، ويتم تبادل هذه المعلومات بيننا وبين كل دول العالم بشكلٍ مباشر عن طريق البروتوكولات الدولية مع المنظمة. 

التعامل مع الدول يتأثر بالجانب السياسي والعلاقات بين الدول؟ 

إطلاقًا ليس في مجال الأرصاد الجوية ما يسمى التعامل السياسي أو أزمة في العلاقات، التعامل بمجال الأرصاد الجوية ليس له علاقة بالعلاقات السياسية، نتعامل مع الدول من خلال الفضاء والحقيقة ليس هناك حدود سياسية في الفضاء بين الدول وبعضها. 

وأخيرًا ماذا عن تفاصيل متحف الأرصاد الجوية ومتى سيتم الافتتاح؟

فكرة متحف الأرصاد الجوية موجودة بناءً على اقتراح اللواء هشام طاحون رئيس الأرصاد الجوية، بعد تولي المسئولية كخطوة جديدة خاصة، وذلك بالتعاون مع مركز الوثائق الاستراتيجية الذراع التوثيقي بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار وسيتم افتتاحه قريبًا حيث تم الانتهاء منه استعدادًا للافتتاح