جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

«سأكون أسعد الناس بلقائك فى فرنسا».. تفاصيل رسالة من طه حسين لـ توفيق الحكيم

توفيق الحكيم
توفيق الحكيم

في كتابه "وثائق من كواليس الأدباء" لتوفيق الحكيم الصادر عن أخبار اليوم عام 1977 نشر الحكيم العديد من الرسائل والخطابات وتوضيح حول هذه الرسائل ووقت وظروف كتابتها.

ومن ضمن هذه الخطابات كان هناك خطاب من عميد الأدب العربي طه حسين للمفكر توفيق الحكيم يتدارسان فيه اللقاء في فرنسا.

يقول نص الرسالة

فندق لوتسيا

باريس في 11 يوليو

43 يولفار راسباي – باريس 6

أخي العزيز

صورة من االخطاب

تلقيت كتابك وسأكون أسعد الناس بلقائك في فرنسا وكنت أود أن انبئك بأني أنتظرك في هذا المكان أو ذاك من المصايف الجبلية في فرنسا، ولكن شئونًا كثيرة تمسكني في باريس إلى أوائل الشهر المقبل إن شاء الله على الأقل. ولم نحدد بعد المكان الذي سنصطاف فيه، فإذا وصلت إلى مارسيليا فاكتب لي في باريس لندبر وسائل لقائنا وليس أحب إلى من أن نحاول العمل الذي اقترحته ومن يدري لعلنا نوفق فيه إلى الخير.

وإني أشكر لك أجمل الشكر استعدادك ما قد أحتاج إليه من مصر ولن أحتاج إلا لشىء من السجائر وأنت رجل لا تدخن ولك مع ذلك الحق بمقتضى القانون الفرنسي أن تدخل في فرنسا مقدارًا لا بأس به من السجائر لا يقل عن الألف.

فإذا اتصل بك الدكتور توفيق شحاتة وطلب إليك أن تجد في إحدى حقائبك مكانًا لعدد متواضع من السجائر فلا تبخل بهذا المكان ولك الشكر مقدمًا ومؤخرًا وعسى أن يكون لهذه السجائر أثر في إنجار العمل الذي نريد أن نشرع فيه، فأنت تعلم أن السيجارة تلهمني كما يلهمك الجلوس في القهوة، ولك منا جميعًا أصدق التحيات وإلى اللقاء إن شاء الله.

وكتب توفيق الحكيم تعقيبًا على الرسالة يقول فيه: "مضت نحو ثلاث عشرة سنة على اجتماعنا أنا وطه حسين في فرنسا منذ أن أقمنا في مصيف "سالانش" عام 1936، نتماذح في الفصول التي نشرت باسم "القصر المسحور" بدلًا من كتابة المسرحية التي كان ينتظرها منا "خليل مطران". 

وفي خلال هذه الأعوام الطويلة كانت الحرب العالمية الثانية قد قامت وغيرت وجه الدنيا ثم وضعت أوزارها وبدأنا نسعى إلى المصايف في فرنسا مرة أخرى، وكان هذا العام هو أول عام أقرر السفر فيه إلى فرنسا بعد أن انتهت الحرب.

ورأيت ألا نضيع هذه المرة أيضًا اجتماعنا الصيفي في اللهو والعبث، بل نعوض ما فاتنا في الماضي بكتابة المسرحية التي سبق أن فكرنا في كتابتها معا، ولكن خليل مطران كان قد توفى إلى رحمة الله في ذلك العام، والفرقة القومية لم تعد هي الفرقة القومية التي كانت في عهد شاعر القطرين الكبير.

إذن فليكن العمل من أجل العمل، ولنترك النتائج للمقادير، وكتبت إلى طه حسين مرة أخرى أخبره بعزمي على السفر إلى فرنسا والالتقاء به هناك فجاءني منه هذا الخطاب.