جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

سلوى بكر: توجيه الرئيس السيسى بإنشاء المكتبات مجابهة حقيقية للإرهاب

سلوى بكر
سلوى بكر

علقت الروائية سلوى بكر على توجيه الرئيس عبدالفتاح السيسي بعدم الاكتفاء بإقامة الأنشطة التجارية والخدمية في عملية التطوير الجارية لمرافق وطرق وكباري العاصمة، وإضافة البعد الثقافي والمعرفي لتلك الأنشطة، خاصة إنشاء المكتبات، قائلة: يجب أن ننتهز الفرصة، خاصة إنها تعد المقصد الحقيقي لمواجهة الإرهاب.

وأضافت في تصريح لـ"الدستور"، أن المواجهة الثقافية هي المجابهة الحقيقية للإرهاب، بالإضافة للمواجهة الأمنية، لذا يجب تغيير العقول، لافتة إلى أنها عندما كانت في فترة مراهقتها، كان كل حي في القاهرة يوجد فيه مكتبة يتردد عليها أهله.

واستكملت أن أهالي أحياء القاهرة كانوا يترددون على هذه المكتبات إما للقراءة في الأوقات المسموح بها أو للاستعارة، وساهم ذلك في تكوين أجيال عديدة، خاصة الأسر والعائلات التي لم يكن في مقدورها شراء الكتب، لافتة إلى أن هذه المكتبات لم تعد موجودة بتغير الزمن. 

وأشارت إلى أن ضيق الحيز العمراني والمكاني مشكلة عميقة، حيث لم تعد الأراضي بوفرة لإنشاء مكتبات عامة، لكن يمكن استغلال الحدائق العامة الواسعة بتخصيص ركن مكتبة. 

وترى صاحبة رواية "البشموري"، أن أكشاك المنتجات والسلع الغذائية مهمة للغاية، لكن من الممكن أيضًا إنشاء "كشك" بمثابة مكتبة للقراءة، قالت: "ما الذي يمنع إننا نعمل كشك للقراءة زي ما بنعمل الحاجات المهمة زي أكشاك السمك أو اللحوم، ويكون فيه أكثر من ترابيزة في محيط الكشك".

وأضافت، أن طرح فكرة مراعاة البعد الثقافي والمعرفي خاصة إنشاء المكتبات، وعدم الاكتفاء بإقامة الأنشطة التجارية والخدمة في عملية التطوير المستمرة لمرافق وطرق وكباري العاصمة، مهمة للغاية، مؤكدة أن ما يشجع المواطنين على فكرة القراءة أحيانا أن يكون في المكان بعض المشروبات. 

وتابعت سلوى بكر، أن معرض هيئة الكتاب الموجود في شارع 26 يوليو بوسط البلد في القاهرة، الذي يقام فيه الندوات، من الممكن استغلال الدور السفلي: "ممكن يتحط فيه كام ترابيزة، وهو كان معمول كده في البداية، وقتما طوروا الفرع، لأن أي حد يحب يقرأ كتاب هيروح يقعد فيه ويشرب فنجان قهوة". 

واقترحت "بكر" أن يتم استطلاع آراء الشباب والمراهقين وطلبة الجامعات، لمعرفة الكتب التي يمكن أن توجد في هذه المكتبات والتعرف على ذائقتهم الأدبية والثقافة، فمن الضروري أن نعرف اهتماماتهم وأي الكتب التي يفضلون قراءتها، بالإضافة إلى أنه من الممكن توجيههم لأنواع من المكتب، ويمكن السير بعد ذلك في الخطين على التوازي.

وألمحت إلى أن غالبية الشباب يجهل تاريخ مصر رغم أن لدينا سلاسل جيدة ومهمة للغاية تصدر عن الهيئة العامة للكتاب، فمن الممكن أن يطلع عليها الشباب، واقترحت لتحقيق ذلك، تشكيل لجنة من خلال الهيئة العامة للكتاب وهيئة قصور الثقافة، لأننا نعاني من أزمة غياب قواعد البيانات، ونحتاج لاستغلال معرض القاهرة للكتاب باعتباره مؤشرا مهما للغاية على القراءة، والتعرف على ما يرغب الجمهور في قراءته في كل فئة من الأعمار على حدة، متابعة: "مخصص الإحصاء لا بد أن يجروا دراسات في هذه الموضوعات لمعرفة ما تفضله كل فئة عمرية من الكتب والكتب الأكثر مبيعًا في هيئة قصور الثقافة والهيئة العامة للكتاب". 

واختتمت حديثها مؤكدة ضرورة تكوين قاعدة بيانات قبل الشروع في أي خطوة، وأثنت على مقترح الرئيس عبدالفتاح السيسي ولفته نظر الجميع لهذه الفكرة وتكوين مكتبات؛ لإضافة بعد معرفي وثقافي.

يذكر أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، وجه بعدم الاكتفاء بإقامة الأنشطة التجارية والخدمية في عملية التطوير الجارية لمرافق وطرق وكباري العاصمة، وإضافة البعد الثقافي والمعرفي لتلك الأنشطة، خاصة إنشاء المكتبات. 

وجاء ذلك خلال اجتماعه، السبت 19 نوفمبر، مع اللواء أمير سيد أحمد مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمراني، واللواء أ.ح هشام سويفي رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، واللواء أشرف العربي رئيس المكتب الاستشاري بالهيئة الهندسية، والعميد عبدالعزيز الفقي مساعد رئيس الهيئة الهندسية لتصميمات الطرق.

وتتزامن هذه الخطوة مع الجهود المبذولة في مبادرة "حياة كريمة" التي أطلقها الرئيس السيسي بتطوير البنية التحتية وتوفير الخدمات ومحدودي الدخل، والاهتمام بالتوعية الثقافية وتنفيذ مشروعات "مكتبات متنقلة". 

وأتاحت هذه المكتبات المتنقلة للأهالي عددا كبيرا من الكتب والمجلات والأفلام التعليمية، بجانب الأنشطة الفنية والثقافية أمثال، جلسات الحكي والسينما الصغيرة ومسرح العرائس والمسابقات الثقافية.