جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

الأولى منذ شهور طويلة.. لماذا انخفضت أسعار البيض بشكل مفاجئ؟

البيض
البيض

تشهد أسعار البيض خلال الفترة الأخيرة اختلافات في أسعارها بين الارتفاع لفترات ومن ثم الانخفاض مرة أخرى، في وقت نجحت فيه مصر خلال السنوات الماضية بالرغم من أزمة فيروس كورونا في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الدواجن والبيض وكذلك اللحوم وبعض أنواع الحبوب والبقوليات.

وتعاني معظم دول العالم من أزمة اقتصادية واختلاف في معدلات التضخم بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، والتي أدت إلى صعوبة الحصول على العملة الصعبة وأثرت على كثير من المنتجات، إلا أن مصر لازالت في المنطقة الآمنة في الاكتفاء الذاتي من بعض المنتجات.

انخفاض في الأسعار

وبالأمس، شهدت أسعار البيض، انخفاضًا كبيرًا في منافذ البيع ومنافذ وزارة الزراعة، وذلك على إثر طرح وزارة الزراعة في منافذها، كراتين البيض بتخفيضات تبلغ بنحو 30% عن أسعار السوق، وسبق ذلك تدخل من مجلس الوزراء، بالتعاون مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، والبنك المركزي واتحاد منتجي الدواجن لحل أزمة الأعلاف والتي أسفرت عن الإفراج عن عدة شحنات من الأعلاف لتغذية السوق، ليأتي بعدها تراجع كبير في الأسعار.

وبلغ إجمالي حجم إنتاج القطاع التجاري من الدواجن في مصر ما يقرب من 1.4 مليار طائر، بينما يبلغ إنتاج القطاع الريفي حوالي 320 مليون دجاجة، كما تنتج مصر حوالي 14 مليار من بيض المائدة سنويًا، في وقت تنخفض فيه أسعار البيض.

بحسب بيان وزارة الزراعة، فإنها أتاحت كراتين البيض منذ الأسبوع الماضي، بأسعار تبدأ من 68 جنيها لكرتونة البيض الأبيض، و70 جنيها لكرتونة البيض الأحمر، وذلك في إطار حرص الوزارة على خفض الأسعار وتوفير السلع للمواطنين بأسعار مخفضة. 

ويصل سعر كيلو الدواجن البيضاء إلى 35 جنيها، وطبق الكبد والقوانص بـ 20 جنيها، أما البانيه فيصل سعره إلى 80 جنيها، بسعر أقل من السوق بنحو 30%. ويسجل كيلو الأجنحة 35 جنيهًا، ويصل سعر كيلو الأرانب إلى 79 جنيهًا، أما كيلو الشيش طاووق فوصل سعره 89 جنيهًا، في منافذ وزارة الزراعة.

تاجر بيض: "ارتفاع أسعار الأعلاف هو السبب"

عبدالعظيم محروس، أحد تجار البيض في منطقة حلوان، بين أن سوق الدواجن والبيض في الوقت الحالي عليه ضغط شديد بسبب الانسحاب الذي حدث من قبل التجار في المرة الأولى التي ارتفع فيها أسعار البيض بشدة، ما قل العرض في وقت يزيد فيه الطلب ما أدى إلى ارتفاع السعر بسبب الاستغلال.

ويوضح أنه"في وقت سابق وصلت كرتونة البيض الواحدة داخل المزرعة 90 جنيهًا، وهنا يضطر التاجر عند الشراء رفع السعر حتى يحقق ربح مادي، فكانت تصل للمستهلك بسعر يقارب الـ100 جنيهًا، في وقت يعاني فيه المزارعين من ارتفاع أسعار الأعلاف بشكل كبير".

وعن ما فعلته وزارة الزراعة لخفض أسعار البيض رأى أنه حل مؤقت فلا بد من إيجاد حلول لأسعار الأعلاف حتى لا تضطر سلسلة البائعين من مزارعين وتجار إلى رفع الأسعار إلى أن تصل للمستهلك المصري، فيشعر بأن السعر مرتفعًا عليه هو فقط في حين أن المزارعين يتعرضون لخسائر.

وتابع: "مزارع الدواجن تتكبد أموال ضخمة بسبب ارتفاع سعر الذرة والصويا وهما غذاء الدواجن لجلب البيض، وهو ما يدفعهم إلى وزيادة أسعار الكرتونة في تلك الأوقات ومن ثم انخفاضها بعد تدخل الزراعة".

ويبلغ إنتاج مصر من الدواجن ما يقارب مليار و400 مليون دجاجة وهو معدل جيد يحقق نسبة من الاكتفاء الذاتي بحسب بيانات رسمية سابقة لوزارة الزراعة، لاسيما أن مصر أصبح لديها 390 ألف جدة دواجن ساهمت في إنتاج 14 مليون أم دواجن وتقليل الاستيراد.

وفي وقت سابق، رأى حازم المنوفي، عضو شعبة المواد الغذائية، أن الأزمة مستوردة من الخارج، وتحتاج إلى تعاون من المواطن العادي بسبب شراء ما يزيد عن حاجته فيحدث نوع من الشح للسلعة في السوق، بالرغم من ارتفاع معدلات هدر الغذاب في مصر.

وبين أن البيض مثل أي سلعة زادت أسعارها بسبب معدلات التضخم العالمية، مبينًا أن هناك استغلال من التجار بسبب أن أسعار الأعلاف لم تزيد إلى الدرجة التي تجعلهم يرفعون الكرتونة لتلك الأسعار، فلا بد أن يكون هناك دور للمواطن.

وفي فبراير الماضي، وصلت مصر إلى الاكتفاء الذاتي من الدواجن، بعد زيادتها 40 مليون بيضة يويمًا أي 13 مليار بيضة سنويًا، ما يعني تحقيق الاكتفاء الذاتي من الدواجن بنسبة 100٪.