وفاء الحكيم: 12 من أبنائنا التحقوا بأكاديمية الفنون
شهادة وفاء الحكيم مدير مسرح الشمس السابق
كنت حريصة منذ بداية حياتى العملية على شق طريق خاصة بى، وعلىّ أن أكون فاعلة فى محيطى الاجتماعى، وكان لنشأتى مع أم تربوية وأسرة قوامها باحثون وأكاديميون، دورٌ فى ألا أكتفى بكونى ممثلة، فحصلت على دبلومة فى علم الجمال والفلسفة الإسلامية والنقد الفنى، وحين عملت بالسينما والتليفزيون كنت حريصة على أن أقدم أدوارًا فارقة، ومن قبل مسرح الشمس عملت كثيرًا مع المكفوفين وأطفال الشوارع لمحاولة إكسابهم مهارات تمكنهم من العيش بكرامة وتحميهم.
وحين جاء قرار الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة السابقة، بإنشاء فرقة لدمج ذوى الاحتياجات الخاصة، وكلفتنى بأن أكون مديرة لتلك الفرقة، وبدأت فصلًا جديدًا ومختلفًا فى حياتى.. كنت فى البداية مرتبكة ومتخبطة، فكيف سأستطيع إدارة مسرح كهذا وتسويقه؟
وضعت خطتى للعلاج بالفن عبر ١٢ ورشة: للعلاج بالرسم والتخاطب والرقص الإيقاعى والعلاج بالطاقة والحكى والموسيقى والعرائس.. إلخ.. وأطلقت إعلانًا لدعوة ذوى الاحتياجات للمشاركة فى الورش والعروض، وبدأنا بـ«أنتيكا»، وهو عرض تعامل مع شرائح مختلفة من ذوى الهمم باحتياجاتهم المتباينة.
بدأت الرحلة من هنا، وتواصلت مع أصحاب الخبرات والعاملين بمؤسسات المجتمع المدنى، سواء الذين لديهم خبرة وإمكانات لتقديمها أو ممن هم محتاجون لتلك الخبرة، لتأهيلهم وإكسابهم الخبرات، وكان لهذا التشبيك أثر كبير فى التعريف ونشر فكرة مسرح الشمس.
أستطيع أن أقول إن وفاء الحكيم قبل أن تدخل تلك التجربة مختلفة عن وفاء الحكيم الآن، فأعدت تقييم النعم التى منحنى الله إياها.
حين يلتحق ١٣ من أبناء المسرح بأكاديمية الفنون، فإن قدرتنا أن نصل لتلك المرحلة مع أولادنا كانت نعمة كبيرة أنعم الله بها علىّ فى فترة عملى فى مسرح الشمس، وغيرت حياتى، حيث لم أعد أستطيع أن أجلس فى بيتنا وأترك هؤلاء مرة أخرى، لذا أسست فرقة «طاقة حب» لتدريب ذوى الاحتياجات، وبعد شهر ونصف الشهر من تدريب الفرقة سعدت بالنتيجة التى شاهدتها فى أول حفلة للفرقة، رغم ما أصابنى من تعب بسبب الجهد المتواصل، الذى تسبب فى إصابتى بالانزلاق الغضروفى، لكننى رغم ذلك سعيدة بأن هذا التعب لن يمنع عقلى من ابتكار وسائل طوال الوقت لتعليمهم وإسعادهم وإعدادهم لمواجهة الحياة وهم قادرون ومستحقون للحياة.