جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

على خُطى القاعدة.. من أين حصل عناصر تيار التغيير الإخوانى على الدعم والتمويل؟

الإخوان
الإخوان

فى الأيام الماضية حدث اختراق داخل جماعة الإخوان الإرهابية، هكذا يعتبر بعض المتابعين للحراك الجاري داخل جماعة التنظيم فى الخارج خاصة أن هدنة كانت سارية - بين جبهتي الإخوان في لندن وإسطنبول إثر صراع التخوين والزعامة لكل منهما على بقايا التنظيم، اخترقها انقلاب مجموعة تطلق على نفسها "تيار التغيير" داخل الجماعة وطالبوا بـ"ضرورة مواصلة العنف" وعدم قبول مزاعم المهادنة التي طرحها إبراهيم منير، محاولين استئناف "الكماليون" ممن أطلقوا استراتيجية الخلايا النوعية المسلحة. 

فيما يعتبر فريق آخر من المتابعين إن ما جرى ليس سوى تحالف مبطن بين "تيار التغيير" وجبهة لندن بهدف إزاحة جبهة إسطنبول، وأن كواليس تجرى هناك بين "التغيير" و"لندن"  لتبادل أدوار المهادنة واستعادة لغة العنف وإعلان العداء تجاه الدولة المصرية لتعطيل مسيرتها، بعدما طالت الانتقادات "منير" وحديثه عن تراجع الجماعة عن العمل السياسي والالتزام بالعمل الدعوي، حسبما زعم.

وبين الرؤيتين، لا يخفي على أحد أن "وجوه الإخوان" متعددة لكن الانشقاق الحالي يعد الأخطر داخل الجماعة خاصة أن "تيار التغيير" ليس جديداً ولكنهم كانوا يتبعون المكتب العام للجماعة منذ 2014، وأنهم بعد الملاحقات الأمنية لهم حاولوا جمع شتاتهم وحصلوا على تمويلات وقيادة مختلفة.

إلا أن اللافت فى الأمر بحسب مصادر لـ"الدستور"، فإن هذا التيار قد عقد اجتماعًا فى فترة ماضية وظهر خلال الاجتماع عناصر سلفية وجهادية وتيارات مما تطلق على نفسها "إسلامية" ويتخطون فكرة الحدود شاملة لعدد من الهاربين من تلك الجماعات فى خارج بلادهم لإثارة الأوضاع، وتنفيذ عمليات عنف فى محاولة لاستقطاب شباب الجماعة فى الخارج، والعناصر الاساسية التى لا تزال تتبع فكر حسن البنا وسيد قطب. 

وبحسب ما تم إعلانه من قيادات الإرهابية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فإن "تيار التغيير" يتولى قياداته محمد منتصر المتحدث الأسبق للتنظيم، ورضا فهمي، وعمرو دراج، وجمال عبدالستار، وعمرو حامد، وأحمد مولانا، وعلى المستوى التنظيمي يقودها الإخواني الهارب يحيى موسى.

من جانبه، قال عماد عبدالحافظ الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن الصراع الجاري داخل الجماعة حالياً وإعادة نشاط "تيار التغيير" ليس أمرًا صوريًا كما يظن البعض خاصة أن جبهتي لندن واسطنبول تتصارعان على الزعامة، بينما تيار الكماليون يحاول جذب عناصر بفكرة الثورة والعنف.

ولفت عماد لـ"الدستور" أن هذا التيار يشبه بالظبط تنظيم القاعدة لأنه يشمل عناصر من عدد من الدول العربية وحتى المختلفين فيما بينهم عقائدياً فى التيارات الإسلامية، مشيراً إلى أنهم يخططون لإعادة ما يسمى بـ"الربيع العربي" فى دول المنطقة ويقوده من الخارج، مؤكداً أن تلك المجموعة بالتأكيد حصلت على دعم مالي ولوجستي عبر جهات وكيانات ودول تقف خلفهم لدعمهم فى تنفيذ ما يرونه.

وبحسب عماد فإن هذه المجموعة بدأت فى تجميع قواها من ما تبقى من (حسم) و(لواء الثورة) و (المقاومة الشعبية) وغيرها من المجموعات التى كانت تتبع الخلايا النوعية لمجموعة الكماليون، لكنه أشار أنهم يحاولون فعل تلك البوباجندا من الخارج؛ لأنه لا وجود لعناصرهم فى مصر خاصة أن معظمهم هارب فى أكثر من دولة بعدما لفظهم المصريون ولاحقتهم الجهات الأمنية.

فى النهاية، عاد الإخوان على خلاف أوجههم وأشكالهم إلى طريقهم المعتاد الملىء بالدم والإرهاب والكره للمصريين لما فعلوه ضد نظامهم فى 2013، وبوجه يشبه "الدواعش"، فى محاولة لتصدير أن الدولة المصرية لا يزال لها أعداء من الإسلاميين الذين يتخذون من الدين غطاء لكل ما يقولونه وأن كل الفترة الماضية لم تشهد سوى إعلام تكتيكي لتلك المرحلة.