جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

فكرة تجذب مليارات الدولارات لمصر

خارج الصندوق هكذا يلزم التعاطي مع مشاكل الحالة المصرية، لأن التعاطي التقليدي هو جزء ‏من بيروقراطية النظام الإداري للدولة القائم منذ ستينيات القرن الماضي والمتسبب الرئيسي في ‏كل مشاكل مصر، وأيضًا العائق الرئيسي أمام أي عوامل تنمية، فلا أعتقد أن هناك دولة في ‏العالم تدار بهذا الشكل بعد أن عولمت الإدارة الرقمية جميع مجتمعات العالم وجعلتها منصهرة ‏داخل بوتقة إدارة موحدة.‏

والسؤال المطروح رغم امتلاك مصر العنصر البشري الذي لديه كل قدرات صناعة الإدارة ‏الرقمية لمؤسسات الدولة، فلماذا لم تبدأ مصر بعد؟ مما ضيع عليها الكثير من الفرص ‏الاستثمارية والاقتصادية وجعلها تواجهه مشاكل في تأدية خدمات المواطن داخليًا.‏

والآن أنا المواطن المصري المتواجد في دولة المملكة العربية السعودية الشقيقة منذ سنوات ‏طويلة للعمل سأطرح عليكم تلك الفكرة التي أعتقد أنها قادرة علي جذب الكثير من رؤوس ‏الأموال إلى مصر.‏

شهادات الادخار والودائع، هنا الفكرة التي ستمثل الكثير من حل مشاكل مصر الدولارية، ‏والفكرة قائمة علي طرح مشروع متكامل للعاملين بالخارج بجانب الإخوة في دول الخليج، بحيث ‏يتم عرض عدة محفزات عن طريق ودائع أو شهادات ادخارية بالدولار، ولكن يكون العائد ‏الربحي منها بالجنية وأيضًا عند انتهاء مدتها يتم صرف قيمتها بما يوازي قيمة الجنيه في وقت ‏الصرف، وأهمية تلك الفكرة تكمن في أن الكثير من الإخوة في دول الخليج لديهم رأسمال ‏ويبحثون عن كيفية استثماره بطريقة آمنة بعيدا عن أي مخاطر. ‏

ولكن الفكرة تحتاج إلى الكثير من الأدوات أهمها الإدارة الرقمية، فمثلًا هنا في المملكة السعودية ‏أقوم بإجراء أي تحركات مالية خاصة بي من أي نوع في القنوات الإلكترونية للبنك المسجل ‏حسابي به، مع وجود خدمة عملاء مباشرة وإلكترونية علي أعلي مستوي، وهذا ما تحتاجه ‏البنوك المصرية من تطور حتى تستطيع مواكبة الحركة المالية العالمية في جذب التعاملات ‏الاستثمارية والتجارية بكل سهولة ويسر. ‏

فإن وجد المواطن الخليجي تلك الخدمة عبر قنوات تواصل إلكترونية للبنوك متكاملة الخدمات ‏مع وصول العائد المالي له شهريا في حسابه وأحقية صرفه أو تحويله في البنوك السعودية ‏ستكتمل الفكرة وتكون مجدية ويتم العمل بها بأقصى سرعة.‏

وقد أعلنت بعض بنوك الدولة المصرية عن قيام أفرع لها في بعض دول الخليج وأتمني أن تتضمن ‏الاستثمارات في تلك البنوك خطط عمل غير تقليدية يستفاد منها الاقتصاد المصري أقصى ‏استفادة ونصيحتي لبنوك مصر لا تأتي إلى دول الخليج إلا بعد اكتمال أدوات الإدارة الرقمية ‏لديها وأن تكون جاهزة تماما وعلى نفس قدر كفاءة بنوك الخليج وإلا ستكون النتيجة معاكسة ‏تماما وستفشل التجربة.

وبجانب شهادات الادخار والودائع يمكن ربط قيمة الشهادة بمحفزات أخري تجذب الكثير من ‏رؤوس الأموال فمثلًا عندما تكون قيمة الشهادة مليون دولار وما فوق يحق للعميل الاستفادة من ‏مميزات أخري مثل تسهيلات في طرق سداد لوحدات سكنية في المدن الجديدة في حال الرغبة ‏في الشراء أو مميزات ترفيهية مثل لكل عام أسبوع سياحة في إحدى المدن الساحلية أو تذاكر ‏طيران ذهاب وعودة سنويًا وهكذا من المحفزات المتنوعة.‏

أتمنى من القيادة السياسية والسادة المسئولين الاهتمام بتلك الفكرة وصياغتها عمليا، لاًن سيكون ‏لها تأثير كبير جدًا على الحركة المالية للأشقاء في الخليج علي مصر.