جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

«لونلى بلانت» الأسترالى: مصر معجزة ونهر النيل أسطورتها الخالدة ومنبع حضارتها

نهر النيل
نهر النيل

أكد موقع «لونلي بلانت» الأسترالي أن مصر دولة معجزة، لأنه على الرغم من أن الصحراء تحاوطها من كل اتجاه فإن نهر النيل يرسم شريطا أخضر عبر البلاد، وفي بعض الأحيان ينجح في دفع رمال الصحراء على بُعد بضع مئات من الأمتار فقط من ضفة النهر.

وتابع أن نهر النيل يعد أحد أطول الأنهار وأكثرها أسطورية في العالم، وهو يقطع مسافة تزيد على 6500 كيلومتر (4100 ميل) عبر خمس دول، ولكنه الأكثر ارتباطًا بمصر، وبالفعل، فقد انكشف الكثير من التاريخ المصري على طول نهر النيل، لدرجة أن جميع المدن الرئيسية في البلاد والمقابر والمعابد القديمة تقع على طول هذا الشريان الخصب الواهب للحياة.

وأضاف أن المصريين القدماء استخدموا النهر كطريق سريع، وأرسلوا حملات تجارية وعسكرية وحملوا تماثيل آلهتهم بين المعابد، حيث أطلق المؤرخ اليوناني هيرودوت في القرن الخامس قبل الميلاد على مصر لقب «هبة النيل» وحتى الآن بعد آلاف السنين، لا يزال الإبحار في النيل أفضل طريقة للمسافرين لمشاهدة مصر.

رحلة العمر

وأكد أنه لا يوجد مكان آخر في العالم يتشابك فيه الماضي مع الحاضر أكثر من مصر، ويعتبر عام 2022 وقتًا رائعًا لتجربة كليهما، حيث صنفت شركة «لونلي بلانيت» للسفر مصر كواحدة من أفضل 10 دول يمكن زيارتها هذا العام، حيث من المتوقع افتتاح المتحف المصري الكبير الذي طال انتظاره في نوفمبر ليتزامن مع الذكرى المئوية لاكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، الفرعون الذهبي الشهير.

وتابع أن شهر سبتمبر الماضي صادف مرور 200 عام على فك رموز حجر رشيد، وكشفت معاني الكتابة الهيروغليفية واستعادت المعرفة التي فُقدت لقرون، وتتواصل الاكتشافات الأثرية الجديدة على قدم وساق في الأقصر وسقارة وأماكن أخرى والتي تحافظ على إعادة كتابة التاريخ.

وأضاف أن السياحة وصلت إلى مستوى قياسي في مصر في عام 2019 وكان من المتوقع أن تنمو أكثر في عام 2020، لكننا جميعًا نعرف ما حدث في ذلك الوقت، ومثل العديد من الأماكن، دخلت السياحة في مصر الآن في وضع التعافي، مما يجعل الأشهر القادمة وقتًا رائعًا ولا يزال هادئًا نسبيًا - للزيارة.

وأشار إلى أن بعض شركات الرحلات النيلية واصل مشاريع البناء التي شهدت إطلاق قوارب جديدة على النهر، بما في ذلك الظهور الأول في أغسطس 2022 لسفينة «فايكينج أوزوريس» وهي جديدة سعة 82 راكبًا تم تصميمها خصيصًا للإبحار في نهر النيل.

وأضاف:  في حين أن الرحلات البحرية قد تتعرض لسمعة سيئة في أماكن أخرى من العالم، فإن السفر بالقوارب على نهر النيل في مصر تقليد عريق يمتد إلى العصر الفرعوني، فعلى طول ضفاف النهر، تستمر الحياة بالطريقة التي كانت عليها منذ زمن سحيق، والتي تتميز بالمنازل من الطوب اللبن تخرج من خلف أوراق الشجر، ويلوح الأطفال بحماس عند مرور السفن، ورجل وحيد يجدف على زورق مطلي باللون الأزرق مكدس بالبرسيم من أجل ماشيته الجائعة تتدلى أشجار النخيل المليئة بالتمر الذهبي بانتظار الحصاد.