جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

تقرير ياباني يكشف كيف أسس الفراعنة أقوى جيش لمصر في العالم

الجيش المصري القديم
الجيش المصري القديم

أكد موقع "نيوز" الياباني، أن أحد أسباب أهمية دراسة التاريخ هو التعلم من أخطاء الماضي والتحسين، وهو أمر صحيح في جميع جوانب الحياة، لكنه صحيح بشكل خاص في التاريخ العسكري، حيث فهم المصريون القدماء هذا أفضل من أي شخص آخر.

وتابع أنه على مدار تاريخهم الطويل، كرروا المحاولة وتعلموا الخطأ، وفي مرحلة ما، كونوا أقوى جيش عن طريق نسخ تكنولوجيا العدو وتطويرها.

تغييرات في الجيش المصري القديم

وأكد الموقع أن المملكة المصرية القديمة تم تأسيسها منذ آلاف السنوات وتحديدًا بداية من الأسرة الأولى التي تكونت عام 3000 قبل الميلاد وحتى عام 30 قبل الميلاد، عندما أطاحت الجمهورية الرومانية بسلالة البطالمة.

وتابع أن تاريخ مصر القديمة ينقسم عادة إلى ثلاث ممالك وفترتين وسيطتين، وكانت الفترة الوسيطة فترة حرب أهلية، وقت فوضى بين الممالك، ومع تقدم الزمن وتغير المملكة المصرية، كان هناك ميل لتحسن القوة العسكرية، وكان المصريون سادة يمكنهم التعلم من ماضيهم ومن أعدائهم لتحسين جيوشهم.

وأشار الموقع إلى أن المملكة القديمة استمرت من عام 2686 قبل الميلاد وحتى عام 2181 قبل الميلاد، وكانت حقبة مستقرة ومتكاملة ومزدهرة وناجحة بشكل مدهش. لقد سمحت لنا هذه الوفرة ببناء جيش أفضل من ذي قبل.

وأوضح أن الفراعنة قاموا بإخضاع قبائل النوموس القوية وأصبحوا خاضعين للإمبراطورية الفرعونية وكونوا بهم جيش قوي للغاية مع المتطوعين من المصريين، وبسبب قوة الدولة المصرية في هذا الوقت كان الفرعون قادر على حشد عدد كبير من القوات وتكوين جيش قوي من الفلاحين الأقوياء، ولكن ما يعيب جيش هذه الفترة هي الأسلحة الضعيفة والتي كانت تقتصر على السيوف والخناجر البرونزية والقوس.

وأضاف أن الأسلحة كانت هي المشكلة الكبرى في المدى المتوسط ​​الأول، ولكن مع الانتقال للمملكة الوسطى والتي بدأت مع أمنحوتب الثاني بدأ في تقليد أسلحة العدو وتطويرها وتوحيد مصر مرة أخرى وتأسيس العاصمة طيبة، ولم يعد الجيش عبارة عن مجموعات صغيرة من المتطوعين حيث ركز الفراعنة في هذه الفترة على وجود جيش دائم مدرب ومجهز جيدًا.

أقوى جيوش العالم

وأكد الموقع أنه خلال هذه الفترة كانت مصر بدأت تتعافى من الصراعات وكان التركيز هو تطوير الجيش حيث بنى سنوسرت الأول حصنًا حدوديًا في بوخن وأخذ جنوب النوبة كمستعمرة، وفي هذه الحقبة ، كان هناك وعي بأن كونك جنديًا كان، إلى حد ما ، شرفًا، لم يعد مجرد زريعة صغيرة غير مدربة ، بل أصبح الآن جنديًا متخصصًا، ولكن في نهاية الدولة الوسطى، كان يُنسب كل النجاح إلى الفراعنة، الذين أصبحوا راضين عن أنفسهم وضعفوا، مما أدى إلى تقسيم مصر مرة أخرى، واحتلالها من قبل الهكسوس.

وتابع أن أحمس ظهر في هذه الفترة ملك شاب قوي كون جيش أقوى من جيوش الهكسوس وطردهم بسهولة، وبفضل الهكسوس، كونت مصر أقوى جيوش العالم، فكان جيش لا يضاهي بسلاح الفرسان والأقواس والمركبات ونجحوا في صد هجمات الغزاه وعلى رأسها شعوب البحر، فكانت الدبابات المصرية أخف وزنًا وأسرع وأفضل تسليحًا من تلك الموجودة في جيوش الشرق الأوسط الأخرى، كانت العربات المصرية والأقواس المركبة مزيجًا مدمرًا يمكنه بسهولة القضاء على خطوط العدو.

كما تم ابتكار أسلحة ودروع جديدة لوحدات المشاة، وأعطت أسلحة مثل المنجل السيف كيبيس للمشاة المصريين ميزة واضحة على جيرانهم الأقل تقنية.

وأكد الموقع أن ما ميز الجيش المصري منذ الدولة القديمة وحتى أصبح أقوى جيوش المنطقة هو التنظيم الكبير والولاء.