جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

بعد «كمين جولانى».. كيف تعمل كتيبة «عرين الأسود» الفلسطينية فى نابلس؟

القوات الإسرائيلية
القوات الإسرائيلية في نابلس

نصب مقاتلون من لواء جولاني الإسرائيلي كمينًا للكتيبة الفلسطينية "عرين الأسود" التي نفذت مؤخرًا عدة عمليات إطلاق نار، واكتسبت شهرة داخل نابلس خلال المواجهات الأخيرة بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين في الضفة الغربية.

فيما ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية اليوم الأحد تفاصيل العملية التي جرت فجر اليوم، وتسبب في مقتل عنصر من كتيبة "عرين الأسود" وجرح الباقين وفروا.

كمين "جولاني"

أُطلق مؤخرًا لقب "عرين الأسود" على عدة مجموعات من الفلسطينيين الذين ينشطون داخل نابلس، ويستخدمون أساليب خاصة في عملياتهم ضد القوات الإسرائيلية من بينها توثيق عملياتهم بالفيديو، حيث وثقت الكتيبة الفلسطينية إطلاق النار على مستوطنة هار براخا الأسبوع الماضي، فيما قدرت الاستخبارات الإسرائيلية أنهم سيحاولون إطلاق النار مرة أخرى على المستوطنة، لذلك نصبت القوات الإسرائيلية كمينًا لهم سرًا. 

ورصدت القوات الإسرائيلية خلال الليل دراجة نارية وسيارة فلسطينية تسير على الطريق المؤدي إلى حي السامري في نابلس بشكل مريب، وتتحرك في نفس المكان مرارًا وتكرارًا، فقامت القوة الإسرائيلية بالهجوم عليهم. إذ لقي سائق الدراجة النارية سعيد الكوني مصرعه على الفور واشتعلت النيران في سيارته، فيما أصيب كل من فتح الأشقر ومحمود بنا ومحمد الغنيدي في سيارة، لكنهم تمكنوا من الفرار عائدين إلى نابلس. ولم تقع إصابات بين الجنود الإسرائيليين. 

"عرين الأسود"

كتيبة أو جماعة "عرين الأسود" الفلسطينية أصبحت مشهورة داخل جنين ونابلس، في شمال الضفة الغربية، إذ توجد ما تعرف باسم كتيبة جنين في منطقة جنين، وخاصة في مخيم جنين، ومجموعة عرين الأسود في نابلس، وهم جماعتان تتكونان من شباب فلسطيني في العشرينيات من العمر.

الظهور الأول لـ"عرين الأسود" كان في مناسبات وطنية، مثل حفلات استقبال الأسرى المحرّرين من السجون الإسرائيلية ومواكب جنازات الشهداء، وحتى حفلات زفاف خاصة بأسرى محرّرين، وتدريجيًا بدأوا القيام بمواجهات مع القوات الإسرائيلية ازدادت مع الوقت، وبدا الجيش الإسرائيلي يستهدف عناصرهم بشكل خاص.

يمكن فهم أيديولوجيتهم من خلال "اسمهم"، وكذلك تحركاتهم على الأرض، فاختيار اسم "عرين الأسود" يعبر عن الخط العريض للكتيبة، وهو "العلانية"، مثل عرين الأسود المعروف مكانه لكل الغابة، فإنهم لا يتخفون، ولا يديرون عمليات سرية، وكما في أكثر من تسجيل تم بثه، فهم يتواجدون في أطراف مخيم نابلس، رغم التحذيرات التي يتلقونها بشأن ضرورة اختبائهم في قلب المدينة القديمة.

فيما يرفعون شعار "اللي بدخل القبر بنقبر"، والمقصود أن دخول القوات الإسرائيلية منطقة قبر يوسف، قرب مخيم بلاطة سيتم الرد عليه، بالنار.