جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

«تغذية العقل العربى».. وزراء الإعلام العرب يحددون أولويات العمل المشترك: مكافحة التطرف

مجلس وزراء الإعلام
مجلس وزراء الإعلام العرب

انطلقت أعمال الدورة العادية ٥٢ لمجلس وزراء الإعلام العرب، الخميس، برئاسة كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، الذى تسلم الرئاسة من وزير الثقافة والإعلام بجمهورية السودان.

وعلى مدار الأيام الثلاثة الماضية، انعقدت أعمال اللجنة الدائمة والمكتب التنفيذى لمجلس وزراء الإعلام العرب، فى مقر جامعة الدول العربية، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، لمناقشة أبرز القضايا المحورية لمواصلة تطوير العمل الإعلامى المشترك على الساحة العربية، لضمان تحصين المجتمعات العربية من الشائعات وأبواق التضليل التى تسعى لنشر الفوضى والخراب والاستفادة من الاضطرابات العنيفة التى تضرب استقرار العالم بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية التى خلفتها جائحة فيروس كورونا وفاقمت آثارها تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.

كرم جبر: مصر ستظل تدافع عن الأمة العربية وفى مقدمتها القضية الفلسطينية

دعا الكاتب الصحفى كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إلى صياغة أفكار مختلفة لتطوير آليات التعاون الإعلامى العربى المشترك، وتصحيح الصورة الموجودة لدى الآخر عن العالم العربى، ونقل وجهة نظره للعالم الخارجى، مع العمل على نشر وترسيخ ثقافة التسامح وقبول الآخر.

ورحب «جبر» بوزراء الإعلام العرب والوفود المشاركة فى الدورة ٥٢ لاجتماعات مجلس وزراء الإعلام العرب، التى تستضيفها مصر تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، وتسلم رئيس «الأعلى لتنظيم الإعلام» رئاستها من وزير الثقافة والإعلام السودانى، الدكتور جراهام عبدالقادر.

ونقل رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام تحيات الرئيس السيسى للحضور، مشيرًا إلى دعم الرئيس للتواصل بين الدول العربية الشقيقة، والدفاع عن قضاياها، وحماية وحدة الصف العربى، والحفاظ على الدولة الوطنية واستقرارها.

وقال كرم جبر إن «مصر ستظل تدافع عن الأمة العربية وقضاياها واستقرارها، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية»، مضيفًا: «كلنا نتمنى أن يعقد هذا الاجتماع فى القدس الشريف عندما تعلن عاصمة لدولة فلسطين المستقلة».

وشدد على أن اجتماعات الدورة ٥٢ لمجلس وزراء الإعلام العرب تمثل نقلة نحو ترسيخ معالم منظومة إعلامية عربية متطورة وقادرة على التفاعل مع التحولات الثقافية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية العربية.

وأشاد بالروح الطيبة بين الوزراء، التى تبشر بأن الإعلام العربى سيشهد مرحلة جديدة وعودة الروح له، معربًا عن تمنياته فى استمرار هذا النهج الإيجابى، خاصة مع تشابه التحديات فى المجال الإعلامى بين الدول العربية.

وأوضح أن «الدول العربية تواجه تحديات وتهديدات، على ضوء الظروف الدولية غير المسبوقة، ومنها تداعيات الأزمة الروسية- الأوكرانية، وما يترتب عليها من أعباء اقتصادية ومالية».

وكشف عن أن جدول أعمال مجلس وزراء الإعلام العرب يتضمن عددًا من القضايا المهمة، فى مقدمتها القضية الفلسطينية، ودور الإعلام فى مكافحة الإرهاب، ورصد تأثير الألعاب الإلكترونية التى تشجع العنف، وموضوعات كثيرة مهمة أخرى.

وشدد على أن «الإعلام قوة لا يستهان بها، تسهم فى تنوير المجتمعات العربية، وزيادة الوعى، وحشد الجهود للدفاع عن مقدرات أوطاننا»، معتبرًا أن «الدول العربية لديها إعلاميون تفخر بهم، ويمثلون أهم أدوات القوى الناعمة العربية».

أحمد أبوالغيط: مناهج دراسية لتحصين الشباب من خطابات العنف والتضليل

قال الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبوالغيط، إن هناك أهمية قصوى لمواصلة العمل بكل مسئولية وإصرار من أجل الإسهام فى تأمين صلابة بيتنا العربى الذى نعتز بالانتماء إليه فى نطاق أشكال متطورة وخلاقة من التعاون الإعلامى.

وعبَّر، فى كلمته التى ألقاها نيابة عنه السفير أحمد رشيد خطابى، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بالجامعة العربية، عن تقديره أنشطة مجلس وزراء الإعلام العرب فى تشجيع التعاون وتبادل التجارب فى مختلف المجالات المتنوعة والإسهامات المهنية للمنظمات والاتحادات التى تعمل تحت مظلة الجامعة العربية فى مجالات البث الفضائى والإنتاج البرامجى والدرامى والعمل التليفزيونى والإذاعى والتبادل الإخبارى.

وقال «أبوالغيط» إن قوة وحيوية الفعل العربى ترتبط بصفة عضوية بقوة وتماسك دولنا التى ما زال البعض منها، مع الأسف، يواجه ظروفًا استثنائية وصعبة وإن الرهان الأكبر هو تحقيق الأمن والاستقرار والبناء المؤسساتى وتعبئة قدراتنا من خلال جميع ميادين العمل العربى المشترك، بما فيها الإعلام الذى يشكل قوة دفع حقيقية نحو توطيد دعائم الترابط الإقليمى، ومد جسور الحوار والتواصل، واضعين فى كل الظروف والأحوال المصالح العربية فوق كل الاعتبارات.

وأشاد بجهود تنفيذ أهداف الاستراتيجية الإعلامية العربية بالتنسيق مع خطة التحرك الإعلامى التى تهدف فى المقام الأول لمواصلة الدفاع عن مشروعية القضية الفلسطينية وفى صلبها الدفاع عن الوضع التاريخى والقانونى والروحى لمدينة القدس التى تحتل مكانة وجدانية خاصة فى قلوب العرب، والتى تظل مفتاح السلام والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط.

وأشار «أبوالغيط» إلى التجاوب مع المبادرة الفلسطينية لجعل يوم ١١ مايو يومًا عالميًا للتضامن مع الإعلام الفلسطينى، والذى يتزامن مع ذكرى اغتيال الشهيدة الإعلامية شيرين أبوعاقلة، تعبيرًا عن التضامن المطلق مع الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين الذين يعانون الأمرين من المضايقات الممنهجة لسلطات الاحتلال الإسرائيلى أثناء تأدية رسالتهم المهنية بكل نكران للذات.

وأشاد أمين الجامعة العربية بالدور الفاعل لوسائل الإعلام العربية فى التصدى لظاهرة الإرهاب والتيارات المتطرفة المسيئة للقيم الأصيلة، المهددة للأفراد والجماعات ولسلامة دولنا الوطنية، مؤكدًا جدوى الاعتماد على الإعلام الرقمى فى تعزيز المبادرات فى هذا الاتجاه.

وقال إنه مما لا شك فيه أن التوصيات الصادرة عن الملتقى الإعلامى المنعقد بالمملكة الأردنية الهاشمية فى شهر يوليو الماضى بشأن إدراج مادة الإعلام التربوى فى مناهج التدريس ببلداننا العربية- خطوة عملية لتحصين شبابنا من خطابات العنف والتضليل، وتحفيز مهارات الفكر النقدى بعيدًا عن القوالب النمطية الأحادية.

وأكد الأهمية الخاصة لاستحداث المرصد والمنصة المدمجة، واستكمال النظام الداخلى للجنة العربية للإعلام الإلكترونى، على هدى المقاربة التوافقية، والتطلع لبلورة إعلام عربى يمتلك مقومات كسب ثقة الرأى العام والتفاعل الموضوعى والنزيه مع انشغالاتنا الاقتصادية والاجتماعية والحقوقية تماشيًا مع ضوابط وأخلاقيات ميثاق الشرف الإعلامى العربى.

وشدد على أهمية وجود إعلام قادر على مسايرة التطور التكنولوجى والتحولات الرقمية فى ظل هيمنة كبريات الشركات الإعلامية، بما يتطلب الإسراع بتفعيل استراتيجية موحدة فى التعامل معها، سواء فى بعدها المالى أو على مستوى المحتوى.

لبنان: لن نوفر جهدًا لتعزيز العمل الإعلامى

أكد وزير الإعلام اللبنانى، زياد مكارى، أن القضية الفلسطينية ستظل روح القضية العربية وريحانها بالرغم من تكاثر المآسى العربية، وأن وقوف بلاده إلى جانب فلسطين واجب رغم تواصل التحديات التى يواجهها لبنان. 

وأكد أن وزارة الإعلام اللبنانية لن توفر جهدًا للمساهمة فى تعزيز العمل الإعلامى العربى المشترك، بهدف إظهار الوجه الحقيقى للمجتمع العربى بعيدًا عن الإسقاطات المضللة التى يستخدمها أحيانًا بعض وسائل الإعلام الغربية.

جراهام عبدالقادر: وضع استراتيجية موحدة للتعامل مع الشركات المسيطرة على الإنترنت

دعا وزير الثقافة والإعلام السودانى، جراهام عبدالقادر، إلى تعزيز العمل الإعلامى العربى المشترك، وفقًا لاستراتيجية موحدة لمواجهة أجواء عالمية تشهد انتشار التنمر والكراهية.

وشدد وزير الثقافة والإعلام السودانى، خلال كلمته لمجلس وزراء الإعلام العرب، باعتباره رئيس الدورة السابقة للمجلس- على أهمية تنفيذ الاستراتيجية الإعلامية العربية، وبلورة أهدافها، والتوافق على ميثاق الشرف الإعلامى العربى، والدعوة لوحدة مصير هذه الأمة وتعزيز التعاون الإعلامى بين الدول العربية، ودعم القضية الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطينى من أجل إقامة دولته المستقلة على أرضه، وعاصمتها القدس.

وأكد ضرورة التصدى لظاهرة التطرف ومواصلة خطة التحرك الإعلامى العربى بالخارج، وتطوير جهود التعاون العربى فى مجال البث الإذاعى والتليفزيونى، خاصة البث الرياضى، وبناء المنصة الإعلامية لتصحيح صورة العالم العربى فى الخارج، وتعزيز مهارات الاستخدام النقدى لشبكة الإنترنت.

ونوه إلى أهمية البند الموجود على جدول الأعمال الخاص بوضع استراتيجية عربية موحدة للتعامل مع كبريات الشركات العالمية الكبرى التى تسيطر على شبكة الإنترنت.

ودعا الوزير السودانى الدول العربية إلى الاستثمار فى بلاده، خاصة فى مجال الزراعة، قائلًا إن السودان هو أرض الفرص الاستثمارية الواعدة، وإنه يفتح أبوابه للأشقاء العرب للاستثمار، داعيًا إلى ضرورة العمل على استغلال الموارد الطبيعية بكل الدول العربية، وفتح آفاق جديدة للاستثمار فى مجال الزراعة.

وأشار إلى أن الإعلام السودانى يلعب دورًا مهمًا فى إدارة التنوع فى البلاد، وتعزيز قيم الانتقال الديمقراطى فى السودان، منوهًا بدور وسائل الإعلام السودانية فى كثير من الأزمات، كما بدا فى أزمة السيول التى شهدتها البلاد مؤخرًا وأدت لخسائر فى الأرواح وخسائر مادية.

ووجه الشكر للدول التى وقفت مع السودان فى مواجهة أزمة السيول، ونوه بدور الإعلام فى التحذير من الكارثة وتعريف الرأى العربى بحجمها.