جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

فيضانات جديدة تهدد جنوب باكستان

فيضانات
فيضانات

يستعد إقليم السند في جنوب باكستان لفيضانات جديدة مع خروج الأنهار من مجاريها، فيما تخطّت حصيلة القتلى جرّاء الأمطار الموسمية الألف هذه السنة.

تغذّي نهر السند الذي يعبر في ثاني المناطق الأكثر تعدادا للسكان في البلد، عشرات الروافد الجبلية المتوجهة شمالا والتي فاض الكثير منها إثر هطول كميات قياسية من الأمطار وذوبان أنهار جليدية.

وحذّر مسؤولون من سيول عارمة يتوقّع أن تصل إلى السند في الأيام القليلة المقبلة وستفاقم سوء حال الملايين المتضرّرين من الفيضانات الحالية.

وقال «عزيز سومرو»، المشرف على السدّ إن نهر السند يشهد حاليا فيضانا كبيرا، والسدّ وهو من البنى التحتية الضخمة التي شيّدت في الحقبة الاستعمارية، يضبط المياه المتدفّقة من النهر بالقرب من سوكور ليعيد توجيهها إلى نظام واسع من القنوات.

وتعدّ الأمطار الموسمية ضرورية لريّ المحاصيل وتجديد مخزون الأنهر والسدود في شبه القارة الهندية، لكنها تعيث دمارا.

وبحسب مسؤولين، طالت الأمطار الموسمية هذه السنة أكثر من 33 مليون شخص، أي واحد من كلّ سبعة أشخاص في باكستان، ودمرت أو ألحقت أضرارا جسيمة بحوالي مليون مسكن.

وأعلنت الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث في البلد الأحد أن حصيلة الوفيات الناجمة عن الأمطار الموسمية هذه السنة بلغت 1033، مع مقتل 119 شخصا في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.

وكشفت أن فيضانات هذه السنة توازي تلك التي وقعت في 2010 وكانت الأسوأ على الإطلاق، عندما لقي أكثر من ألفي شخص حتفهم وغمرت المياه حوالي خُمس أراضي البلاد.

وقال رئيس الوزراء شهباز شريف الذي ألغى زيارة إلى بريطانيا للإشراف على عمليات الإغاثة، إنه لم يرَ شيئًا كهذا من قبل. وأضاف بعدما تفقد إقليم السند على متن مروحية "زالت بلدة تلو البلدة. دُمرت ملايين المنازل. هناك دمار هائل".

وطُلب من آلاف الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من أنهار فاضت مياهها في شمال باكستان إخلاء مناطق الخطر. وما زال الجيش بمروحياته وعمّال الإغاثة يساعدون في نقل السكان.

وقال عامل الإغاثة عمر رفيق في تصريحات لوكالة فرانس برس "أُبلغ الناس حوالي الثالثة أو الرابعة فجرا بإخلاء منازلهم". وأضاف "عندما اجتاحت الفيضانات المنطقة، كان علينا إنقاذ الأطفال والنساء".

وفاض عد كبير من الأنهار في هذه المنطقة التي تستقطب السيّاح بجبالها ووديانها الوعرة، مدمّرة عددا كبيرا من المباني بينها فندق من 150 غرفة جرفته السيول.

وكشف ناصر خان صاحب الفندق الذي تضرّر بشدّة إثر الفيضانات في 2010 أنه خسر كلّ ما يملكه، قائلا إن السيول جرفت ما تبقّى من الفندق.