فى ذكرى ميلاده.. أبرز المعلومات عن الكاتب الأرجنتينى خورخى لويس بورخيس
يحل اليوم الأربعاء الموافق 24 أغسطس ذكرى ميلاد خورخي لويس بورخيس، كاتب الأرجنتين الأشهر، والمولود في مثل هذا اليوم من العام 1899، والذي يعد من أشهر وأبرز كتاب أمريكا اللاتينية في النصف الأول من القرن العشرين. وأحد أهم كتاب الواقعية السحرية.
ومن أهم مؤلفاته: "كتاب الرمل"، "الصانع"، "سداسيات بابل"، "مرآة الحبر"، صنعة الشعر"، "وسم السيف"، "تقرير برودي"، "النمر الآخر" وغيرها.
وفي مقدمة ترجمته لكتاب “مرآة الحبر”، للكاتب الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس، يذهب الشاعر والمترجم محمد عيد إبراهيم إلى أن: "يعتبر خورخي لويس بورخيس، باكورة الإحياء في القصة بأمريكا اللاتينية منذ إدجار آلان بو، عالم من الدهشة، نمور الحلم، هلوسات الوحشة، مديح الظلام، ومتاهات العدم والوجود.
تعرف خورخي لويس بورخيس على ثقافات الشرق ــ العربية خصوصا ــ من الصغر وقال في هذا الصدد: “طفولتي كلها مرت من المكتبة ــ مكتبة أبي الكبيرة، سمح لي بقراءة أي الكتب حتي المحرمة علي سني.. قرأت ”ألف ليلة وليلة" من أولها لأخرها، احتشدت بالسحر، كنت مأخوذا به، ثم اكتشفت أني لم أخرج قط عن هذه المكتبة، ولمدة طويلة شعرت أني غير كفء لكتابة القصص، رغم ذلك كانت النوع الذي فضلته علي الدوام.
ــ محطات في مسيرة خورخي لويس بورخيس الإبداعية
ولد خورخي لويس بورخيس في بيونس آيرس عام 1899، بعدها عاش في أوروبا حتى سنة 1921، حيث عاد إلى بلاده حتي رحيله في عام 1989، حياته الشخصية كانت غامضة وهادئة، كان أمين مكتبة في الضواحي، أبدله “بيرون” لفترة عملا كمفتش دواجن، وما أن سقط حتي قلدوه منصب الأمين العام للمكتبة القومية بالإضافة إلي لمحاضراته عن الأدب الانجليزي في الجامعة.
وظل خورخي لويس بورخيس، أحد شعراء الطليعة حتي أواسط الثلاثينيات، اتجه بعدها لكتابة القصة. وقد خفت نور عينيه سنة 1955 فكان يقول: “أنا كاتب يهتم بالشكل، منذ حين لا أستطيع القراءة أو الكتابة، فأقوم بتصميم النص في ذهني، ثم أفتش عن الطرائق المؤدية، ولما أجد الشكل قرب النهائي، أبدأ الإملاء.”
ويضيف “عيد”: "سألوا خورخي لويس بورخيس لماذا لا يكتب الرواية؟، رد: “لا أستطيع، أنا كسول، والرواية تتطلب مجهودا.. ثم إنا نكتب ما نقدر عليه، المهم أن يبقي أربع أو خمس صفحات من كل ما يكتبه كاتب”.
ويلفت محمد عيد إبراهيم إلى أن خورخي لويس بورخيس لم ينل طول عمره إلا جائزة متواضعة ــ فومنتور ــ مناصفة مع صامويل بيكيت.
ــ كتاب المخلوقات الوهمية
وفي مقدمة كتاب “المخلوقات الوهمية”، يقول خورخي لويس بورخيس: “قد حصل لي بطريق السمع والبصر والفكر والنظم حكم عجيبة، فأحببت أن أقيدها لتثبت، وكرهت الذهول عنها مخافة أن تفلت. وعلي الناظر في كتابي هذا أن يعني في جمع ما كان مبددا أو تلفيق ما كان مشتتا، وقد ذكرت فيه أسبابا تأباها طباع الغبي الغافل، ولا ينكرها نفس الذكي العاقل، فأنها إن كانت بعيدة عن العادات المعهودة والمشاهدات المألوفة لكن لا يستعظم شئ مع قدرة الخالق وجبلة المخلوق وجميع ما فيه من عجائب صنع الباري تعالي: ”وذلك إما محسوس أو معقول، لا ميل فيهما ولا خلل، وإما حكاية ظريفة منسوبة إلي رواتها لا ناقة لي فيها ولا جمل، وإما خواص غريبة، وذلك مما لا يفي العمر بتجربتها ولا معني لترك كلها لأجل الميل في بعضها".
ــ خورخي لويس بورخيس الرجل غير المرئي
أما المترجم صالح علماني، فيذهب إليىأن خورخي لويس بورخيس، عندما وصل إلى جامعة هارفرد الأمريكية في العام 1967، كمحاضر زائر ليلقي سلسلة محاضرات عن الشعر، كان ينظر إليه منذ زمن طويل، علي أنه رأسمال ثمين، وبنبرته المميزة في التقليل من قيمة نفسه كان يؤكد على أنه: “رجل مغمور، نوع من ”الرجل غير المرئي" في بلاده، أما معاصروه الأمريكيون فكانوا واثقين من أنه أحد الأسماء المكرسة للبقاء طويلا على مر السنين.