جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

الجباس عن «نجيب محفوظ والسحار»: أول كتاب يطرح رؤية جديدة حول علاقتهما

كتاب   نجيب محفوظ
كتاب " نجيب محفوظ والسحار "

يصدر قريبا عن دار ريشة للنشروالتوزيع كتاب "نجيب محفوظ والسحار" للكاتب الروائي سامح الجباس.

 

قال الجباس للدستور "هذا الكتاب اعتبره إضافة إلى عالمي الذى جمع بين الروايات والكتابة للناشئين والترجمة، نشات منذ كنت طالبا فى الجامعة على التردد على شارع الفجالة حيث كنت أقف مبهورا أمام باب المكتبة التى تنشر روايات نجيب محفوظ وعبد الحميد السحار.

سامح الجباس 

وتابع الجباس "كنت ادخل إلى المكتبة برهبة كبيرة لاشتري الروايات وأنا اتخيل أن هذا المكان شهد تأبط عبد الحميد السحار لذراع نجيب محفوظ وساحبا اياه للتعرف على أخيه الناشر سعيد السحار وتقديم روايته الأولى رادوبيس.

 

ظلت هذه الذكريات تتجدد كل عام وانا اتردد على المكتبة أحيانا أقف على رصيفها شاردا أرى بعيني الخيال محفوظ والسحار يراجعان بروفة رواية جديدة لنجيب.

 

ولفت الجباس إلى أن "بعد سنوات طويلة وبعد أن قرأت مذكرات الأخوين السحار وعن علاقتهما بنجيب محفوظ، بدأت العلاقة الإنسانية بينهما تتضح أمامي، لكن هذا لم يكن كافيا، فعكفت على دراسة متانية للأعمال الروائية للصديقين نجيب والسحار  باحثا عن إجابة سؤال ظل يراودني، هل تأثر نجيب والسحار ببعضهما البعض روئيا وأبداعيا؟

 

وختم الجباس  استمرت دراستى عاما كاملا وكانت إجابة السؤال مفاجأت واكتشافات ضمها هذا الكتاب الذى اعتبره الأول من نوعه في هذا الطرح الإبداعي والرؤية الجديدة لنجيب والسحار."

 

من اجواء الكتاب 

لماذا هذا الكتاب ؟ 

 

1-    يقول  رونان ماكدونالد في كتابه (موت الناقد) :( لقد حل الناقد الذى يُشرك الآخرين في انفعالاته الشخصية وحماسته الذاتية محل الناقد المُعلم، الحكم الموضوعي، والناقد الخبير.. ) 

 

اذا قلت أنى أقرأ روايات نجيب محفوظ منذ تعرفت عليها في بداية التسعينيات من القرن العشرين – سنوياً بانتظام – حتى الآن، فأنا أذكر الحقيقة بدون مبالغة .أما عبدالحميد السحار فقد قرأت رواياته – في الحقيقة – مرات أقل من نجيب محفوظ إلا أن خاطراً كان يومض بين الحين والآخر في ذهني بأن هناك ( شيئاً ما / خيطاً خفياً ربما ) يربط ما بين إبداع عبد الحميد وإبداع نجيب.

وشرعت منذ سنوات أبحث عن المذكرات أو الأفكار التي تركها عبدالحميد السحار وشقيقه الناشر سعيد السحار عن علاقتهما بنجيب محفوظ. وبدأت في دراسة هذا العالم الثنائي القطبين ( نجيب / عبد الحميد ) وبدأت الصورة تتضح – شيئاً فشيئاً – أمام ناظرى . 

 

2-  أما لماذا عالم الرواية تحديداً على الرغم من أن كلا الأديبين كان لهما إبداعهما فى القصة القصيرة ؟ 

 د/ جابر عصفور يقول فى كتابه ( القص فى هذا الزمان )  2014 ( 2 ) 

 واصفاً الرواية : ( فضلاً عن كونها كتابة فرد يحتج على عصره، ويتوجه إلى فرد مثله على مستوى القراءة ... )ولذلك فقد وجدت الرواية هى الجنس الأدبى الذى يُعطى أفضل صورة بانورامية شاملة عن الأديبين. 

 

يكتب الروائى التشيكى " ميلان كونديرا " فى كتابه ( ثلاثية حول الرواية )  ( 3  ): ( لكن اذا كان سبب وجود الرواية يقوم على جعل " عالم الحياة " تحت إنارة مستمرة، وعلى حمايتنا ضد "نسيان الكائن"، أولا يغدو وجود الرواية اليوم أشد ضرورة من أي وقت مضى ؟)

 

والرواية عند إدوارد سعيد كما جاء فى كتاب ( إدوارد سعيد – الثقافة والمقاومة ) ( 4 )  : ( هى الثقافة التي تحصّن أصحابها وتحميهم من الذوبان فى منظومة الهيمنة التي تُملى عليهم من الخارج . )

                   

3-   لقد وجدت فى كلا الأديبين إصرار على الإجادة في فن الرواية ومحاولة استكشاف عوالم جديدة توسع من أفق الرواية، خاصة بعد ظهورهما على الساحة الأدبية منذ بداية الأربعينيات من القرن العشرين.

 

4-  ولقد وجدت في كلا الأديبين – خاصة نجيب محفوظ – ما ينطبق عليه مما جاء في كتاب ( زمن القص) للدكتور جابر عصفور ( 6 ): 

( ولأن الكتابية بنية حوارية بالضرورة، تنطوى على حوار الأنا مع نفسها على مستوى الوعي الذات، وحوارها مع غيرها على مستوى المشاركة في الوجود).

 

5-  لقد تركت روايات نجيب محفوظ، وبعض روايات عبدالحميد السحار أثراً وبصمة كبيرة فى مسيرة وتاريخ الرواية العربية.

كما أنه ينطبق عليهما ماذكره الناقد " روبير ستيفنسون " فى كتابه ( محاولات عن فن التخييل )  2007 حيث كتب :

( الكتب التي لها تأثير أكثر دواماً، هي الأعمال التخييلية، إنها لا تربط القارىء بعقيدة يتعيّن عليه لاحقاً أن يكتشف خطأها، ولاتُعلمه درساً سيتحتم عليه أن يمحوه من ذاكرته فيما بعد. إنها كتب تكرر وترتب وتوضح دروس الحياة. إنها تحررنا من أنفسنا وترغمنا على معرفة الآخرين، وهى تدلنا على نسيج التجربة، لا كما يمكن أن نراها بأنفسنا، وإنما من خلال تغيير أساسي،, وهو أن ذلك " الأنا " الغول الملتهم الكامن فينا سيوجد في هذا الظرف التخيلي مُلغي". 

 

وسامح الجباس طبيب وروائي من مواليد يناير 1974. عضو اتحاد كتاب مصر وعضو نادي القصة بالقاهرة. صدر له العديد من الأعمال الأدبية٬ نذكر من بينها: المجموعة القصصية "المواطن المثالي"٬ رواية للأطفال بعنوان "بحر العواصف"٬ رواية "بورتوسعيد"٬ رواية "كريسماس القاهرة"٬ "الذئب الأزرق"٬ و"لعنة سومانات" روايتين للأطفال٬ رواية "حبل قديم وعقدة مشدودة"٬ رواية "علي سبيل المثال"٬ كتاب "كيف تكتب السيناريو"٬ ورواية "نادي النيل الأسود السري".