الكنيسة تطلق شرحًا لمعاني «عيد التجلي» من الإنجيل بمناسبة الاحتفال به
تحتفل كنيسة الروم الأرثوذكس، بمصر والعالم، بعيد التجلي، وبهذه المناسبة أطلقت صفحة «إيماننا الأرثوذكسي القويم»، المنبثقة عن كنيسة الروم الأرثوذكس، دراسة عن عيد التجلي قالت فيها إن كَلِمَةُ تَجَلِّي فِي اليُونانيَّةِ، كما أَتَتْ في النَّصِّ الإِنْجيلِيِّ، هيَ «ما هُوَ أَبْعَدُ منَ الشَّكْلِ».
عيد التجلي من الإنجيل
وأضافت: «ونجدُها نفسَها في الرِّسالَةِ إلى رومِيَةَ عندما يُناشِدُ بولُسُ الرَّسولُ المؤمنينَ قائِلًا: «وَلا تَتَشَبَّهُوا بِهٰذا الدَّهْرِ، بَلْ تَحَوَّلُوا إِلى صُورَةٍ أُخْرى، بِتَجْدِيدِ عُقُولِكُمْ، لِتَعْرِفُوا مِشِيئَةَ اللهِ: ما هُوَ صالِحٌ، وَما هُوَ مَرْضِيٌّ، وَما هُوَ كامِلٌ»، إِذ تَأتي تَحَوَّلُوا إِلى صُورَةٍ أُخْرى، وهُنا لا بُدَّ لنا منَ التَّوقُّفِ عندَ كلمَةِ مورفي الَّتي تختلِفُ تَمامَ الِاختلافِ عَنْ الكَلِمَةِ الَّتي يَستَعملُها بولسُ الرَّسولُ عندَما يقولُ: لِأَنَّ هَيْئَةَ هٰذا الْعالَمِ فِي زَوالٍ».
وتابعت: «فالكَلمةُ الأُولى تعني تَغْييرًا جَذْرِيًّا في العُمْق، تغييرًا كُلِّيًّا؛ أمَّا الأُخرى، فهيَ خارجيَّةٌ فَقَطْ، وعِنْدَما تَجَلَّى الرَّبُّ يَسوعُ المسيحُ، كَشَفَ عن عُمْقِهِ، عن طَبيعَتِهِ، عن حَقيقَتِهِ بِالكامِلِ، وعِنْدَما يَطْلُبُ مِنَّا بولُسُ الرَّسولُ أَنْ نتغيَّرَ، يَطْلُبُ مِنَّا أَنْ نَتَغَيَّرَ بالكامِلِ، بالعُمْقِ، وليسَ مِنَ الخارِجِ فَقَط».
من جانبه أجاب الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا والغربية، في تصريح له عن سؤال: «لماذا يُبارك العنب في عيد التجلّي؟»
وقال: «نصّ مجمع قرطاجة (٤١٩) على أن تكون هذه التّقادِم خارج الذّبيحة الإلهيّة، وفي القانونَين ٣٧ و٤٤ لهذا المجمع قُرّر ألّا يُجمع أوّل ثمار الخبز والنّبيذ مع العسل و الحليب وسواهما، ولكن أن تُبارَك الثّمار الأخرى على حدة؛ لأنّ ذلك يتعارض مع تقديس جسد المسيح ودمه، لذلك سُمح للمؤمنين بتقديم العنب والقمح على أنّها الثّمار الأولى لا كذبيحة، غير أنّ هذه العادة القديمة استمرّت في بعض الكنائس لغاية القرن السّابع الميلاديّ، فكانوا يمزجون عصير العنب البكر بالكأس المقدّسة ويوزّعونها على المؤمنين في الوقت عينه، أمّا في المجمع المسكونيّ السّادس، في ترولّو، فقد نصّ القانون ٢٨ على أن يبارك الكاهن العنب على حدة ويوزّعه على المؤمنين شكرًا لله المُعطي الثّمر لغذاء الجسد وقوته بحسب تدبيره الإلهيّ».