جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

نظرية المؤامرة.. «لبيد» الباحث عن الأصوات الانتخابية

.. بحسب إمكانية تحقق نظرية المؤامرة، وضعت الكاتبة اليهودية (كاري كيلر لين، التي تكتب في شبكة تايمز أوف إسرائيل، الرسمية المدعومة من الخارجية الصهيونية)، رؤية جيو سياسية أمنية، تقول إن رئيس حكومة تصريف الأعمال الصهيوني العنصري لبيد، هو [الرابح السياسي] في عملية غزة. 
المؤامرة التي أشارت إليها كاري كيلر لين،  قدمتها عبر السؤال الآتي:
لكن هل يمكن تحويلها-غزو غزة - إلى أصوات انتخابية؟
لبيد، أظهر  قدرته الصهيونية على قيادة عملية عسكرية-بدت - محدودة، ولكن في بلد-عنصري صهيوني- حيث يكون الأمن ضروريًا ولكنه غير كافٍ، يحتاج إلى بذل المزيد من أجل نجاح الانتخابات.

*كتاب يهود في عمق المؤامرة.

لفهم نظرية  المؤامرة، التي جاءت لشرح حدث أو موقف اعتماداً على مؤامرة لا مبرر لها، وعموماً تأخذ المؤامرة في مضمونها على أفعال غير قانونية أو مؤذية تنفذها حكومة أو منظمة أو أفراد، من هنا التقطت الكاتبة، دلالات ان العدوان على قطاع غزة، يعزز فهمها، وربما معها كتاب يهود، هم نتاج  نظريات المؤامرة (...) وفي أغلب الحالات، يعتمدون في تقيم العدوان والإجرام والعنصرية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، حسب افتراضات تتناقض مع الفهم التاريخي السائد للحقائق البسيطة، وهي هنا حق الشعب الفلسطيني بالدفاع عن مقدسات وحياته والعماله واطفال، لهذا تمارس إسرائيل احتلالها، بقوة وبطش بدعم غربي أميركي، اوروبي غالبا ودائما.


.. الصورة تساوي ألف كلمة

تعتمد، كاري، على مشاهدات واحداث منها ما تصفه:
يقولون أن الصورة تساوي ألف كلمة، لكن هل تستحق مقاعد الكنيست؟

٠٠وتابعت،يوم الأحد ، حقق رئيس الوزراء يائير لبيد ما فشل سلفه ، نفتالي بينيت ، في القيام به لمدة عام: تم تصوير لبيد وهو يقدم إحاطة أمنية لزعيم المعارضة بنيامين نتنياهو.

لهذا،تبدو الصورة، علامة، لها مكانتها في الثقافة العبرية والعنصرية الصهيونية، بالذات :في موسم الانتخابات هذا ، يقوم نتنياهو مرة أخرى بحملته الانتخابية على أساس التصور بأنه وحده القادر على ضمان أمن إسرائيل. بعد الإطاحة به العام الماضي بعد 12 عامًا متتالية كرئيس للوزراء ، أمضى نتنياهو العام الماضي ينتقد بينيت ولبيد لعدم قدرتهما على التعامل مع الوضع الأمني. يتمتع لبيد بنقطة ضعف خاصة في هذه المسألة ، كونه رئيس وزراء إسرائيلي صهيوني، نادر بدون بروتوكولات وحراسة

.. وتقول:بدأ الإحاطة المصورة ، ومعالجة لبيد للصراع العسكري في غزة الذي عجل به ، في معالجة بعض أوجه القصور السياسية لرئيس الوزراء المؤقت. ومع ذلك ، سيتعين على لبيد أن يعمل بجد لتوسيع كتلته المحتملة إذا كان يريد تحويل رئاسة الوزراء المؤقتة إلى حكومة دائمة في نوفمبر.

.. وهي، تمارس، ككاتبة، عنصرية مقيتة بقولها:
بقيادة لابيد ووزير الدفاع بيني غانتس ، يمكن اعتبار عملية كسر الفجر التي استمرت ثلاثة أيام واحدة من أنجح غارات إسرائيل-الصهيونية العنصرية- في غزة على وجه التحديد بسبب ضآلة تحقيقها،على عكس العديد من الصراعات السابقة ، حددت عملية الفجر أهدافًا ملموسة قابلة للتحقيق ، وبمجرد تحقيقها ، انتهت. كانت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية أضعف خصماً من حماس ، وركزت العملية على إنهاء تهديدات،تصفها كاري بأنها- إرهابية - محددة ضد جنوب إسرائيل بدلاً من تدمير قدرات  واسعة.
بينما تؤيد كاري، ما يردده  الجيش الإسرائيلي المعتدي، إلى ما  انتهت، اليه العملية قبل وقوع حادث مدني جماعي ودون سقوط قتلى في إسرائيل(....)، بحسب ما ورد في شبكة  تايمز أوف إسرائيل  التي تمثل الإعلام الصهيوني الدولي.

*ماذا تقول كاري عن ساسة الكيان الصهيوني؟

.. كاري، تتابع فرصتها بالاشارة إلى أنه، كما هو معتاد في الأزمات الأمنية ، وضع غالبية السياسيين الإسرائيليين اليهود سياستهم جانبًا واحتشدوا حول الجيش الإسرائيلي والدولة. من الجمعة إلى الأحد ، شعر الإسرائيليون بتأجيل قصير من التشهير عبر الكتل ، وأدلى سياسيون من اليمين المتحالف مع نتنياهو ببعض تصريحاتهم الأكثر إيجابية لدعم القادة الذين أمضوا العام الماضي في محاولة الإطاحة بها.
.. وكشفت ان ما ركز عليه  نتنياهو، هي ملاحظاته على دعم الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن ، وفعل الشيء المسؤول والتقى لبيد في جلسة إحاطة أمنية. على الرغم من أنه من المتوقع أن يتلقى كزعيم للمعارضة إحاطات أمنية منتظمة من رئيس الوزراء ، إلا أن نتنياهو رفض القيام بذلك خلال العام الماضي لحكومة بينيت ولبيد ، ولم يرغب في التخلي عن صورة رجل الدولة الأكبر الذي يتمتع بصورته الأمنية من أجل الحصول على صورة لإلقاء محاضرة من قبل رئيس الوزراء، وغالبا كمنافس سياسي.

.. وتضع كاري، إجمالي تصورتها بالقول:
ومع ذلك ، من الصحيح أن نتنياهو أصدر رسالة بعد الإحاطة يقول فيها إنه قدم نصيحة من تجربته بالإضافة إلى تلقيه التحديث من لبيد. ربما كان إصرار نتنياهو على إصدار نسخة من صورة الإحاطة حيث يبتسم الزعيمان معًا لتعزيز رواية لقاء بين شخصين متساويين.

*زعيم الصهيونية الدينية اليمينية المتطرفة.

تحيلنا الكاتبة إلى دلالات مهمة كشفتها العمليات الدوانية اليهودية ضد قطاع غزة، ولفتت كاري، إلى انه:ربما كان زعيم الصهيونية الدينية اليمينية المتطرفة بتسلئيل سموتريتش قد أدلى بتصريحاته المجاملة هذا العام تجاه لابيد وغانتس ، عندما قال لإذاعة الجيش يوم الإثنين إن الاثنين "تصرفا بشكل ممتاز" في الحفاظ على عنصر المفاجأة في العملية من خلال عدم عقد مجلس الوزراء الأمني ​​مسبقًا. يوم الأحد ، أصدر سموتريتش بيانًا قدم فيه دعمه للحكومة التي يقودها لبيد لمواصلة عمليتها ، وسط همسات أولى لوقف إطلاق النار المتفاوض عليه والذي دخل حيز التنفيذ الآن.
.. هل فعلا اجتاز لبيد هذا الاختبار الأول ، فإن عملية عسكرية ضد أبرياء عزل في غزة، محدودة لمدة ثلاثة أيام ضد حركة الجهاد الإسلام، وليس حركة حماس، ليست سجلاً - تقصد عسكريا أمنيا-حافلاً لقيادة الأمور الأمنية بشكل موثوق. الأمن شرط ضروري لكنه غير كاف ليكون رئيساً لوزراء إسرائيل. يتجمع غالبية اليهود الإسرائيليين - مثل سياسييهم - حول الدولة وجيشها عندما يكون الأمن في خطر. طمأن الناخبين الذين قد ينظرون إليه بغض النظر ، وبينما لم يتم نشر استطلاعات الرأي بعد العملية ، فمن غير المرجح أن يتحول الناخبون الأيديولوجيون اليمينيون إلى لبيد بسبب أدائه.

*استطلاعات الرأي حول أصوات لبيد المتوقعة.

كتبت كاري لين، تؤشر إلى خلاصة  أحدث استطلاعات الرأي  اليهودية في المجتمع الصهيوني العبري، إلى أن[ كتلة يسار الوسط] التابعة لبيد تحوم في الخمسينيات الدنيا في الكنيست المكون من 120 مقعدًا ، دون حزب "راعم" الإسلامي أو "الروح الصهيونية الجديدة" برئاسة أييليت شاكيد. 
المصادر، تقول ان لبيد سيحتاج  إلى مزيد من المقاعد لجذب جماعة[ راعم] إلى ائتلاف واسع - هناك حاجة إلى 61 مقعدًا على الأقل للائتلاف - لأن شركائه غير مستعدين للاعتماد على الحزب الإسلامي ليكون أصواته التي تحدد الأغلبية بالنظر إلى أن القضايا الأمنية والأيديولوجية تميل. للضغط على انضباط الائتلاف.

ما حدث في غزة، العدوان والمؤامرة على الأوسط كافة في فلسطين المحتلة والكيان الصهيوني، قد يجذب المزيد من الناخبين الوسطيين أو اليساريين ، فإن هذا لا يساعد لبيد في الحفاظ على كرسيه ، لأن اللعبة تدور حول تشكيل كتلة بدلاً من مجرد تعظيم استحواذ حزبه.

على الرغم من أن فريق حملته يقول إن حزب لبيد ، يش عتيد ، يتجه لكل تصويت ، فمن غير المرجح أن يقتطع لبيد جزءًا كبيرًا من أصوات اليمين.

*.. والنتيجة؟

لتشكيل حكومة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل ، قد يستخدم لبيد مجموعته السياسية الأكثر قوة الآن(...) لمحاولة زيادة حجم الكعكة لكتلته ، من خلال جذب ناخبين جدد لم يحسموا أمرهم أو غابوا عن هذه الانتخابات القادمة - الخامسة من كل ثلاثة وأخرى. نصف سنة - وربما الآن أقل حذرًا من قدرة رئيس الوزراء على حماية أمن إسرائيل، العنصرية التي  قصفت أهدافا في غزة بعد إطلاق صواريخ باتجاه الجنوب لليلة الثانية على التوالي، فيما قام الجيش الإسرائيلي العدواني، بقصف حركة الجهاد الإسلامي في أنحاء غزة ، ويقتل قائدًا بحجم سعيد الجعبزي وخالد منصور .
قبل نجاح الهدنة التي قاعدتها الدولة المصرية، بينما يشعل الجهاد الإسلامي الصراع بين غزة وإسرائيل الصهيونية؛ ، فإن كل الأنظار تتجه نحوهدوء حماس، الذي بقى في حالة سكون وتجنب المواجهة مع الجيش الإسرائيلي. 
*الخارجية الفلسطينية.. والكيان  الإسرائيلي

بعد سريان الهدنة؛ حملت وزارة الخارجية الفلسطينية الحكومة الصهيونية  الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن جرائم قوات الاحتلال والمستوطنين واعتداءاتهم ونتائجها التي تهدد بإغلاق أي فرصة أمام الحلول السياسية للصراع، إن لم يكن تفجير ساحة الصراع برمتها واستبدالها بدوامة مستمرة من العنف والاجرام؛ والإفلات  من المحاسبة والعقاب وتعايشها مع سقف ردود الفعل الدولية، خاصة تجاه الاستيطان وجرائم المستوطنين، وغياب الإرادة الدولية لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة عوامل تشجع دولة الاحتلال على التمادي في تقويض فرصة حل الصراع بالطرق السياسية السلمية التفاوضية.
وشددت على أن استمرار صمت المجتمع الدولي عن معاناة ومأساة الشعب الفلسطيني والظلم التاريخي الذي حل به، يؤدي إلى المزيد من التآكل في المنظومة الدولية ومؤسساتها ومرتكزاتها، وتعميق ٠الاحتلال وتكريس نظام الفصل العنصري (الابرتهايد) في فلسطين المحتلة، مشيرة إلى أن إجراءات وتدابير الاحتلال الاستعمارية تؤكد باستمرار غياب شريك السلام الإسرائيلي، والحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لا يوجد على طاولتها وبرامج عملها أي مشاريع سياسية أو نوايا لحل الصراع بالطرق السياسية.

*تعميق الاستيطان
تمارس حكومة لبيد العنصرية، عمليات تعميق الاستيطان ومحاولة إلغاء الوجود الفلسطيني في القدس وعموم المناطق المصنفة "ج" وتسريع وتيرتها كجزء من المزاد الانتخابي الإسرائيلي، وهدم المنازل وجرائم المستوطنين وقوات الاحتلال المستمرة ضد الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم ومنازلهم ومقدساتهم.

*غزة جرح المقاومة، وألم كل فلسطين.

في وعي الكاتبة اليهودية كاري لين، اقتراب من حاجتنا لفهم أسباب استمرار القيادات الصهيونية، وكيفية إعادة تديرها لتبقى مكبا لنفايات العنصرية الصهيونية التي، تمارس أجراها وقابلتها على خداع العالم. 
غزة، وكل المدن الفلسطينية المحتلة، هي العنوان الصعب لكل لحظة ألم في أرض فلسطين المحتلة، لهذا نحتاج إلى كشف مؤامرة الحكومة الصهيونية المأزومة في إسرائيل.