جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

«أشاد بها نجيب محفوظ واختلفت مع نزار قباني».. حكايات مديحة كامل مع الأدباء

مديحة كامل
مديحة كامل

كشفت الفنانة مديحة كامل، عن اهتمامها بقراءة بالأدب، إذ كانت تقرأ الصحف بانتظام وتتابع كُتاب كبار في مختلف الفنون.

روى الكاتب محمد سرساوي، في كتابه "مديحة كامل.. سنوات الظهور والاختفاء" أن الفنانة مديحة كامل، أُعجبت بأنيس منصور، وعلي الجمال، الكاتب السياسي، ولويس عوض، في كتاباته الفنية، ومفيد فوزي، وكانت تتابع كتابات يوسف إدريس بشغف.

لم يكن لدى مديحة كامل، خطة محددة في تثقيف نفسها، بل كانت تختار ما يخطر على بالها دون خطة، أي تقرأ حسب مزاجها، فقرأت لإحسان عبدالقدوس، رواية “لا أنام”، ولنجيب محفوظ “ثرثرة فوق النيل”، و”ميرمار”، و”المرايا”، و”أولاد حارتنا”، وفتحي غانم “الرجل الذي فقد ظله”، وإحسان عبد القدوس “بعيدًا عن الأرض”.

وأشار "سرساوي" إلى أن الفنانة مديحة كامل، كانت تقرأ مجلة "ميكي" للأطفال في يوم، واليوم الذي يليه تقرأ عن النظرية النسبية والفلسفة وعلم النفس، إذ كانت تجد متعة معينة في تغير الظروف والزمن.

ولفت إلى أن الفنانة الراحلة كانت تحب الحديث مع الأدباء، ويدل لقائها مع الشاعر السوري نزار قباني على ذلك، ورصدت مجلة "الموعد" هذا اللقاء، حيث كُتب: "قبل أشهر قليلة التقت النجمة مديحة كامل صدفة، وفي إحدى السهرات الفنية بشاعر الحب نزار قباني، عندما كان يزور القاهرة، وتصادف أن وصلت النجمة الحسناء متأخرة إلى موعد الحفلة وصافحت الجميع، وفى النهاية انفردت بالشاعر الرقيق الذى رحب بها، وأكد لها أنه كان يريد أن يتعرف عليها منذ وقت طويل، وأكدت مديحة له أن هذا هو نفس شعورها، وأن غرضها الأول من هذا اللقاء،  هو أن تعرف: لماذا يناصب نزار المرأة العداء؟! ولماذا يتحامل عليها فى شعره؟".

وحكت مديحة كامل للشاعر السوري نزار قباني أن مكتبتها تضم العديد من أشعاره، فسألها: كيف تهتمين بعدو المرأة وأنا الشاعر الذي يصفونني بأنني شاعر المرأة؟، فردت مديحة كامل بأنها تتهمه بالتحامل على المرأة لأنه يخاطبها في أشعاره وكأنها شيء يكمّل الرجل، فشرح لها بأن يعتبر المرأة أفضل موضوع للحديث والشعر. 

اختلفت مديحة كامل مع نزار قباني لأنه قال إن الرجل الشرقي لا يفهم المرأة إلا في غرفة النوم، فأكد لها أن ذلك تحاملًا على الرجل الشرقي لا المرأة. طلبت مديحة كامل مع "قباني" أن يستأنف الحديث عن دواوينه في بيتها.

التقيا مديحة كامل ونزار قباني في اليوم التالي في منزلها، فطلب منها أن تشير إلي الأبيات الشعرية التي ترى أنه يهاجم المرأة فيها، فأكدت له أنها لا تزال ترى أنه تحامل على المرأة بقسوة مطلقة، إذ يطلب منها أن تعطي دوما وأن تقبل الأرض بين يدي الرحل وأن تشكر الله على قبول الرجل هذا العطاء.

أوضح قباني لمديحة كامل أنه يقصد من ذلك أن تحتفظ المرأة بأنوثتها، واختلفت الآراء بينهما إلى أن تناقشا حول قصيدة "رسالة من سيدة حاقدة" وقرأت منها بعض الأبيات، وكان الشاعر السوري سعيدًا بذلك، وانتهى اللقاء، وبعدها بأيام صدر ديوان لنزار قباني "أشعار خارجة على القانون" وكتب في مقدمته إهداء لمديحة كامل "إلى الصديقة الفنانة مديحة كامل مع أحلى مشاعري".

وسرد الكاتب محمد سرساوي، أن الفنانة مديحة كامل، التقت بالأديب جبرا إبراهيم جبرا في حفل تسليم جائزة النيل لنجيب محفوظ. 

وعرض عليها "جبرا" أن تكون بطل روايته السينمائية، فاندهشت وسألته: "لماذا أنا تحديدًا؟"، فرد، بأنه لم يفكر وهو يكتب القصة إلا وأن تكون هي بطلتها، لأنها بالنسبة إليه أكثر فنانات جيلها تقمصًا للأدوار السينمائية، حتى أن أديب نوبل نجيب محفوظ، أبدى إعجابه فيها في بعض الأفلام.

واقترح عليها أن تكون بطلة فيلم ينتجه مصطفى العقاد باللغة الإنجليزية بعدما علم منها أنها تجيدها بطلاقة، وعرض عليها قصته التي تدور بين الواقع والخيال وتمزج بين الواقع والتراث أيضًا، ويحرص في كتابتها لأن تكون جماهيرية.