البابا فرنسيس: قمة المناخ بمصر فرصة للتنفيذ الفعال لاتفاقية باريس
وجّه البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، رسالة بمناسبة اليوم العالمي للصّلاة من أجل العناية بالخليقة ٢٠٢٢، والتي جاءت بعنوان "أصغ إلى صوت الخليقة" بهدف الدعوة لزمن الخليقة لهذا العام.
وقال البابا فرنسيس: "يبدأ الزمن المسكونيّ في الأوّل من سبتمبر باليوم العالميّ للصّلاة من أجل العناية بالخليقة، وينتهي في الرابع من أكتوبر بعيد القدّيس فرنسيس، إنّه زمن خاص لجميع المسيحيّين لكي يصلّوا ويعتنوا معًا ببيتنا المشترك. هذا الزمن، المستلهم في الأصل من بطريركيّة القسطنطينيّة المسكونيّة، هو فرصة لكي نعزز "ارتدادنا الإيكولوجي"، وهو ارتداد شجع عليه القدّيس يوحنا بولس الثاني كجواب على "الكارثة الإيكولوجيّة" التي سبق ونبَّه لها القدّيس بولس السادس في عام ١٩٧٠.
وتابع أن «الله علّمنا أن نصغي إليه، وسنلاحظ في صوت الخليقة نوعًا من عدم الانسجام. من ناحية، هو نشيد عذب يسبِّح خالقنا الحبيب، ومن ناحية أخرى، هو صوت صرخة مريرة تشكّو من سوء معاملتنا الإنسانيّة للبيئة. يدعونا نشيد الخليقة العذب لكي نمارس "روحانيّة إيكولوجيّة"، متنبّهة لحضور الله في العالم الطبيعيّ. إنّها دعوة لكي نؤسِّس روحانياتنا على "الوعي المُحبّ بأنّنا لسنا منفصلين عن بقيّة الخلائق، وإنما بأننا نكوِّن مع باقي الكائنات شركة كونيّة جميلة"».
وأضاف البابا فرنسيس أن قمّة (COP 27) للمناخ، التي ستُعقد في مصر في نوفمبر ٢٠٢٢، تمثّل الفرصة القادمة لكي نُعزز معًا التنفيذ الفعّال لاتفاقيّة باريس. ولهذا السّبب أيضًا، أردتُ أن ينضمَّ الكرسيّ الرّسوليّ، باسم دولة حاضرة الفاتيكان وبالنيابة عنها، إلى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول التغيّرات المناخيّة وإلى اتفاقيّة باريس، آملاً أنّ يتمُّ تذكُّر إنسانيّة القرن الحادي والعشرين على أنّها تحمّلت بسخاء مسئولياتها الجسام، و يُعدُّ بلوغ هدف اتفاقيّة باريس المتمثّل في الحدّ من ارتفاع درجة الحرارة إلى ١٫٥ درجة مئويّة أمرًا صعبًا جدًّا ويتطلّب تعاونًا مسئولًا بين جميع الأُمم من أجل تقدّيم خطَط مناخيّة، أو مساهمات محدّدة على المستوى الوطني، تكون أكثر طموحًا من أجل تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراريّ إلى درجة صفر على وجه السّرعة قدر الإمكان، مضيفاً أن هذا الأمر هو مسألة "تغيِير" نماذج الاستهلاك والإنتاج، بالإضافة إلى أنماط الحياة، في اتجاه يضمن مزيدًا من الاحترام للخليقة والتنميّة البشريّة المتكاملة لجميع الشّعوب الحاليّة والمستقبليّة، تطوّر يقوم على المسئوليّة والفطنة والحذر، وعلى التضامن والاهتمام بالفقراء وأجيال المستقبل. وفي أساس كلّ شيء يجب أن يكون العهد بين الإنسان والبيئة التي هي، بالنسبة لنا نحن المؤمنين، مرآة محبّة اللهِ الخالق، الذي منه أتيْنا وإليه نسير. إنَّ التحوّل الذي أحدثه هذا التغيير لا يمكنه أن يتجاهل متطلبات العدالة، لاسيما بالنسبة للعمال الذين تضرّروا أكثر من غيرهم بسبب التغيُّر المناخي.
وختم البابا فرنسيس رسالته بمناسبة اليوم العالمي للصّلاة من أجل العناية بالخليقة ٢٠٢٢، قائلاً: «لنصلِّ خلال زمن الخليقة هذا، لكي تتمكّن القمتَان COP 27 وCOP 15 من أن توحِّدا العائلة البشريّة لكي تواجه بحزم الأزمة المزدوجة للمناخ وتقليص التنوّع البيولوجيّ. وإذ نتذكّر نصيحة القدّيس بولس بأن نفرح مع الفرحين ونبكي مع الباكين، لنبكِ مع صرخة الخليقة المريرة، ولنصغِ إليها ولنُجِب بالأفعال، لكي نتمكّن مع الأجيال القادمة من أن نفرح بالنشيد العذب للحياة والرجاء للخليقة».