جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

حقوق المرأة فى حدائق الشيطان


 

نحتاج إلى الانتقال من مرحلة المطالبة بالحقوق والحرية فى التعليم والعمل الاجتماعى وبيئة العمل الآمنة للسيدات العاملات فى القطاع العام وإتاحة الفرصة لدعم سيدات الأعمال فى القطاع الخاص والسوق الحر.. إلى مرحلة ترسيخ حق الفتاة والمرأة والسيدة بالرفض أو القبول فى اختيار شريك حياتها، والحفاظ على كرامتها وشرفها وعزتها..
المرأة هى نواة المجتمع وعصبه.. 
نحتاج إلى وثيقة تأمين ضد قتل المرأة واغتصابها وابتزازها، وضد كل أشكال العنف الأسرى والزواج المبكر والختان الذي يسلب أدميتها.. من أجل تأمين حياتها.. 
نحتاج إلى وثيقة تأمين للمرأة المعيلة.. ووثيقة تأمين للأطفال..
نحتاج إلى وثيقة تأمين للمرأة بلا مأوى..
تأمين ضد قتل الحياة..
نحتاج إلى وثيقة تأمين ضد الاتجار بالمرأة.. وتحويلها إلى سلعة استهلاكية لها مدة صلاحية عند العقلية الذكورية.. تنتهى بقتلها أو استغلالها أو ابتزازها..
ما يحدث على أرض الواقع.. مخيف..
علينا أن نعمل جاهدين من أجل الحفاظ على القوانين المرتكزة على الرحمة والكرامة الإنسانية والحياة الأمنة، والتمسك بحقوق المرأة المشروعة من العقلية الذكورية المجرمة والمقنعة بغلاف وهمى، وحصانة غير مستحقة، ومكانة غير عادلة.. بعد انهيار الذوق العام للمجتمع.
نطالب بالحقوق وتطبيقها حتى لا نقع فى دائرة الفوضى.. لأن المرأة هى من تصنع الرجال.
لا بد من الحفاظ على كرامة المرأة المصرية.

أولاً: تخلى..
التخلى عن سرعة تنفيذ القانون، وعدم تنفيذ بعض الأحكام لسنوات طويلة داخل محاكم الأسرة، مثل: ارجاع الأطفال رغم صدور أحكام قضائية.. وقانون تنظيم الرؤية والنفقة والولاية وقضايا الطلاق المعلقة وقضايا الخلع وأسبابها.. الذين يتم التعامل معهم على اعتبار أنهم قضايا غير مهمة.. ليبقى الحال كما هو عليه..
تذكروا.. استقرار المرأة وأمانها من أمان المجتمع..
حتى لا يتحول الأمر إلى تاريخ.. المرأة المقهورة والمغدورة والمقتولة والمسلوب جميع حقوقها..

ثانيًا: تجلى..
تجليات العنف والابتزاز والقتل والمتاجرة، واستخدام المرأة كسلعة، والاتجار بها فى سوق العقلية الذكورية مع سبق الإصرار والترصد..
ملف فوق الستين ربيعًا وتجلياته ومؤامراته لتحقيق رغباته.. قضية أمن مجتمعى..
الزوج المتهم بتشويه وقتل ودفن زوجته الثانية الشرعية، بل والابلاغ عن اختفائها.. يحمل على عاتقه ميزان العدل والحكم، والذى تحول إلى قاتل محترف ومراوغ باستغلال حصانة عمله..
الضحية.. مستضعفة ومغفلة ومتوهمة.. فى حياة أمنة، ولكنها دائمًا ما تكون الضحية "الرجل أكثر خطرًا..".
وما زالت التحقيقات قيد الاستمرار، وننتظر تحقيق العدل..
وعسى أن تكون رسالة إلى كل امرأة.. أن تفكر وتتدبر فى الاختيار.. حتى لا تقع فريسة لأشباه الرجال.. حتى وإن كان أميرًا ماهرًا.. قد يكون الطريق السهل لتحقيق رغباته الذكورية هو الزواج ووقوع الفريسة/ الضحية فى حدائق الشيطان، ولكنه طريق محفوف بمخاطر العنف والابتزاز والقتل.. فى مقابل الفيلا أو الشقة أو العربية أو الحديقة أو المزرعة، أو أحلام وتطلعات وحفنة من المال لتحقيق أمان وهمي.. ربما تدفع  المرأة بسببها حياتها لإشباع رغبات مشوهة.. 
والتجلى الآخر.. مقدم من نهاد أبو القمصان "رئيسة المركز المصرى لحقوق المرأة" على أحد
القنوات الفضائية حيث قدمت مشروع "قانون الأحوال الشخصية"، والذى تضمن العديد من الحلول لإنهاء أزمة القضايا المقدمة بنسبة 80% داخل محاكم الأسرة حسبما ذكرت، وانهاء حالة العبث واتباع سياسة الشباك الواحد، وهو ما أتفق فيه معها.
أعتب على المحامية الحقوقية لأن بعض كلماتها.. توحى بالتمييز ضد المرأة وحقوقها المشروعة عندما استعرضت قصة صديقها من الطبقة القادرة والموكل لديها الذى تزوج للمرة الثانية من سيدة تنتمى للمستوى الدنيوى، وطلقها لعدم التكافؤ. وقد رفضت بعد انفصالهما قبول ملابس بقيمة 12 ألف يورو أى ما يعادل 250 ألف جنيه تقريبًا هدية لابنته، وأرسلت له فاتورة من محل بشارع السد.. لتقول له إن ابنتهما ستعيش كما نشأت.. حتى لا "تستعر" من أمها بعد ذلك.. كما فعلت أنت. والمرسال من مكتب المحامية الحقوقية.  
تساءلت نهاد أبو القمصان: لماذا ترفض الأم أن تتربى الابنة فى عز أبيها؟ وكان رد المذيعة بشكل تلقائي: أنا متضامنة جدًا مع المرأة صاحبة العزة والكرامة. فردت عليها: موكلى هيتنقط.
ألف سلامة على موكلك.. المهم الصحة، وتسلم المرأة صاحبة العزة والشرف التى رفضت من يمس كرامتها.
والحكاية الأخرى.. لموكل آخر عندها فوق الستين ربيعًا.. تزوج للمرة الثانية من شابة صغيرة وحلوة.. على حسب القول المعبر لخيرى رمضان مقدم البرنامج. والتى طلبت منه فيلا مشابهة للفيلا التى سيقدمها لابنته هدية لزواجها.. وإلا سوف تنشر صورة عقد زواجهما على السوشيال ميديا. والطريف هنا رد نهاد أبو القمصان التى قالت بالحرف الواحد "يا جاحدة.. عاوزاه يجيبلك فيلا زى بنته.. يا جاحدة".
لماذا لا؟ وهل سيكون هذا رأيك.. لو كانت هذه الشابة موكلة عندك أو ابنتك؟
أليست المرأة هى الزوجة، وهى الأم والأخت والأبنة..
أنه تكريس التمييز ضد المرأة من المرأة نفسها.. استغلال المرأة والمتاجرة بها تحت مظلة الزواج الثانى أو العرفى أو.. وتنتهى صلاحيتها بعد إشباع الرغبات المتبادلة والوهمية "أشترى عمرك وشبابك وجمالك.."

 

ثالثًا: تحلى..
تحية إعزاز وتقدير للقاضى الجليل المستشار بهاء الدين المرى.. صاحب الأخلاق الحميدة.. 
حاسم وقاطع وصادق وممثل حقيقى للعدل.. لا يخشى لومة لائم.. صاحب يقين وضمير وقلب سليم.. "أيقونة العدل" الذى سيكتب التاريخ رسائله بعد القصاص من قاتل شهيدة الغدر نيرة أشرف..
علموهم أن الحب قرين السلام، قرين السكينة والأمان..
لا يجتمع أبدًا بالقتل وسفك الدماء..
أن الحب ريح من الجنة، وليس وهجًا من الجحيم..
لا تشوهوا القدوة فى معناها.. فتنحل الأخلاق..
عظموها.. تنهض الأمة..

نقطة ومن أول الصبر..
أطالب بالحقوق.. 
أين العدل في شيوع مناخ المساواة بين الرجل والمرأة؟
ليس الرجل كالمرأة.. نحن نختلف، ولكننا نكمل بعضنا البعض..
المرأة والرجل.. لكى تكتمل الحياة..
معادلة الهندسة الإنسانية بين المرأة والرجل معقدة وصعبة.. لأن متطلبات الرجل بعد الستين ربيعًا.. على عكس المرأة تمامًا.
30 يونيو.. إرادة شعب وكرامة امرأة..
العدل أساس الملك..