جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

حدث تاريخي.. باحث بالتراث الكنسي يروي وقائع مراسم افتتاح الكاتدرائية (صور)

افتتاح كاتدرائية
افتتاح كاتدرائية العباسية

تٌحيى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم السبت، ذكرى افتتاح الكاتدرائية المرقسية بالعباسية.

وقال ماجد كامل، الباحث في التراث الكنسي، وعضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي: كان حدثا تاريخيا عالميا كبيرا اهتزت له قلوب جميع المصريين يوم الثلاثاء الموافق 25 يونيو 1968، تم في ذلك اليوم الافتتاح التاريخي للكاتدرائية المرقسية الجديدة بأرض الأنبا رويس بالقاهرة في حفل عالمي مهيب حضره الزعيم الراحل جمال عبدالناصر والإمبراطور هيلاسلاسي الأول إمبراطور إثيوبيا في ذلك الوقت وعدد ضخم من رؤساء الكنائس في جميع أنحاء العالم. 

وتابع “كامل” أنه أقيم سرادق كبير تم تقسيمه إلي ثلاثة أقسام القسم الأول للوفود المدعوة من الخارج (وعددهم 250 عضوا يمثلون كنائس العالم، أما القسم الثاني كبار رجال الدين، جلسوا قبالة المنصة الكبرى التي تعلوها صورة زيتية للقديس مارمرقس الرسول، والقسم الثالث كبار رجال السلك السياسي والدبلدوماسي العربي والأجنبي.

بدأت مراسم الاحتفال في تمام الساعة التاسعة صباح يوم الثلاثاء بدخول الرئيس عبد الناصر متوسطا بين البابا كيرلس السادس والإمبراطور هيلاسلاسي وسط عاصفة من التصفيق  ثم قام الأنبا أنطونيوس باعتباره سكرتير المجمع المقدس بقراءة كلمة البابا كيرلس،  ثم توالت الكلمات الاحتفالية من كل من ( قداسة البابا كيرلس – قداسة مار أغناطيوس يعقوب الثالث بطريرك أنطاكية – نيافة الكاردينال دوفال رئيس وفد قداسة البابا بولس السادس- نيافة الأنبا ثيؤفيلس بطريك مطران هرر – خطاب أبونا باسيليوس بطريرك جاثيلق أثيوبيا – قداسة البطريرك أليكسي بطريرك موسكو- نيافة الأسقف أنطون أسقف منسك نائب الطريرك أليكسي للكننيسة الروسية الارثوذكسية – خطاب مستر يوجين كارلتون بليك السكرتير العام لمجلس الكنائس العالمي). 

ثم قام بعدها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر برفع حجر الستار عن اللوحة التذكارية للاحتفالية وبعد انتهاء الحفل الرسمي ومغادرة السيد الرئيس لأرض الكاتدرائية ذهب جميع المدعدون لحضور ومشاهدة معرض الفنون التشكيلية بمقر معهد الدراسات القبطية  ولقد خصصت أول قاعات المعرض للفنان الراحل العالمي حبيب جورجي ومدرسته وأعمال الفنان الراحل أنيس رزق الله؛ والفنان الراحل الدكتور ناجي يسى.

كما خصصت قاعتان كبيرتان لأعمال الفنان العالمي راغب عياد الذي شارك بعدد من لوحاته التي سجلها خلال زيارته لأديرة وادي النطرون؛ ثم أيقونات الفنان الكبير إيزاك فانوس كما ضم المعرض أعمال الفنان وجدي حبشي  الذي ضم حوالي 12 عملا فنيا له وحده.

وأردف الباحث في التراث الكنسي قائلا: "وبعد انتهاء المعرض تحرك جميع أعضاء الوفد الي المقر البابوي بالأزبكية؛ حيث استقبلهم قداسة البابا كيرلس السادس، وصحبهم إلي الكنيسة المرقسية الكبري حيث قام بالصلاة، وشاركه الصلاة مار أغناطيوس يعقوب الثالث بطريرك أنطاكية،  ثم وزع البابا كيرلس هدايا تذكارية لجميع أعضاء الوفود تضم صورة للقديس مرقس الرسول بين كنيستين  الكنيسة الأولي هي "سان مارك"بالبندقية  حيث وضعت رفاته فيها أكثر من 1150 سنة  والكنيسة الثانية هي الكاتدرائية المرقسية الجديدة بالعباسية التي سيتم وضع رفاته فيها، أما الوجه الثاني فقد طبعت عليه صورة البابا كيرلس السادس وتاريخ الاحتفال ( 25 يونيو 1968). 

كما أهدى البابا لكل من الرؤساء والأعضاء حقيبة جلدية فاخرة تضم صورة له وعليها توقيعه وكتاب باللغة الإنجليزية عن حياة القديس مرقس الرسول وكتاب آخر عن تاريخ المسيحية في مصر ثم عاد رؤساء الوفود إلي فندق النيل  حيث تناولوا طعام الغذاء؛ وبعد الغذاء ألقي البطريرك ماراغناطيوس يعقوب الثالث كلمة شكر بليغة  لقداسة البابا كيرلس السادس؛ وقام بعدها الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي بإلقاء كلمة قصيرة باللغة الإنجليزية. 

وفي الساعة الخامسة من مساء نفس اليوم  توجهت الوفود إلي شجرة بالمطرية   وطافو بالشجرة التي استظلت تحتها العائلة المقدسة ومن هناك انتقلت الوفود إلي كنيسة العذراء بالزيتون التي تباركت بظهورات السيدة العذراء  وكان في أستقبالهم المتنيح القمص قسطنطين موسي  والمتنيح القمص عبد المسيح الشربيني كاهنا الكنيسة في ذلك الوقت  وسار الركب بعدها إلي مصر القديمة ؛ حيث زاروا كنيسة إبي سرجة وشاهدوا  المغارة المقدسة التي أختبأت بها العائلة المقدسة .

ثم تمت زيارة كنيسة السيدة العذراء المعلقة  واستمعوا إلي محاضرة قيمة باللغة الإنجليزية ألقاها عليهم الدكتور باهور لبيب مدير المتحف القبطي في ذلك الوقت عن تطور الحضارة القبطية  أعقبه القمص شنودة حنا كاهن كنيسة المعلقة بشرح مفصل عن تاريخ الكنيسة وأهم معالمها  ثم زاروا المتحف  القبطي  واختتموا الجولة بكنيسة السيدة العذراء بالمعادي.