جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

غدًا.. ختام فعاليات اللجنة الدولية المشتركة للحوار اللاهوتي

كنيسة
كنيسة

تختتم غدًا المؤتمر الثامن عشر للجنة الدولية المشتركة للحوار اللاهوتي، بين الكنيسة الكاثوليكية وعائلة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية المشتركة، اجتماعاته والذي بدأت في 20 يونيو الجاري.

ويشارك في أعمال المؤتمر الثامن عشر للحوار اللاهوتي الأنبا كيرلس الأسقف المساعد بلوس أنجلوس كرئيس، والأنبا برنابا أسقف تورينو وروما، والأنبا دانييل أسقف إيبارشية سيدنى وتوابعها، والقمص شنودة ماهر إسحق من الولايات المتحدة.

وكان قد استقبل البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان ظهر اليوم الخميس في الفاتيكان، أعضاء اللجنة الدولية المختلطة للحوار اللاهوتي بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الشرقية الأرثوذكسية، وذلك على هامش انعقاد أعمال المؤتمر الثامن عشر للجنة  الدولية المشتركة للحوار اللاهوتي، بين الكنيسة الكاثوليكية وعائلة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية المشتركة

 ووجه لهم كلمة تحدث فيها عن العلاقات المسكونية، مُشددًا على ضرورة أن يرافق حوار الحياة الحوارَ حول العقيدة.

استهل البابا خطابه شاكراً ضيوفه على زيارتهم وعلى العمل الثمين الذي يقومون به، وأعرب عن سروره لرؤيتهم بعد ثلاث سنوات على اللقاء الأخير الذي جمعهم.

بعدها توقف فرنسيس عند الدراسة التي تقوم بها اللجنة حول الأسرار، وهي وثيقة تُظهر وجود توافق كبير يمكن أن يشكل خطوة جديدة إلى الأمام نحو الشركة التامة.

هذا ثم أكد البابا أن المسكونية مرتبطة بالمعمودية لأنه في المعمودية توجد ركيزة الشركة بين المسيحيين والتوق إلى الوحدة التامة والمنظورة، وذكّر بكلمات القديس بولس الرسول الذي قال إننا اعتمدنا جميعاً من خلال روح واحد في جسد واحد، وشدد على أن السير نحو الاعتراف المتبادل بهذا السر الأساسي يبدو جوهرياً كي نعترف مع القديس بولس برب واحد وإيمان واحد ومعمودية واحدة.

تابع البابا كلمته، مُشيرًا إلى أن المسكونية تحمل أيضا طابعاً رعوياً، وقال إن التوافق القائم بين الكنائس التي تتقاسم الخلافة الرسولية، ليس فيما يتعلق بالمعمودية وحسب، ينبغي أن يشجعنا على تعزيز مسكونية رعوية، ولفت إلى بعض الاتفاقات الرعوية التي وُقعت مع عدد من الكنائس الأرثوذكسية الشرقية، تسمح للمؤمنين بالمشاركة في "أدوات النعمة".

وقال إنه يفكر بنوع خاص بالإعلان المشترك الذي وقعه البابا يوحنا بولس الثاني عام 1984، مع بطريرك أنطاكيا للسريان الأرثوذكس مار أغناطيوس زكا الأول عيواص، والذي يتيح للمؤمنين تلقي أسرار التوبة والإفخارستيا ومسحة المرضى، لدى أي من الكنيستين. 

ولفت إلى أن كل ذلك تحقق من خلال النظر إلى الواقع الملموس لشعب الله وخيره، الذي يتخطى الأفكار والاختلافات التاريخية، مضيفا أنه استنادا إلى التوافق اللاهوتي يمكن أن تُضاعف الاتفاقات الرعوية، خصوصا في الأوضاع حيث يكون المؤمنون أقلية، أو في بلدان الشتات.

بعدها انتقل البابا إلى الحديث عن المسكونية كواقع محلي، لافتًا إلى أن العديد من المؤمنين يعيشون أصلاً المسكونية في الحياة اليومية وسط عائلاتهم وفي بيئة العمل، وهم يختبرون غالباً المسكونية وسط الألم، في إطار الشهادة المشتركة لاسم المسيح وصولا أحيانا إلى التضحية بحياتهم. 

وشدد البابا في هذا السياق على ضرورة أن تأخذ المسكونية اللاهوتية في عين الاعتبار الخبرة الحالية للمؤمنين، ليس فقط اختلافات الماضي العقائدية، أي لا بد أن يتماشى الحوار حول العقيدة – لاهوتياً – مع حوار الحياة الذي ينمو ضمن العلاقات اليومية بين الكنائس.

وقال فرنسيس إن الدرب الواجب اتباعها تتمثل في التلاقي الأخوي والإصغاء المتبادل والمقاسمة والسير معًا، ولا بد من إشراك الأجيال الفتية في عملية التقارب بين الكنائس، كي يكون الحوار حول العقيدة مرفقاً بحوار الحياة.

وشكلت هذه اللجنة المشتركة الدولية للحوار اللاهوتي في عام 2003م، بهدف إقامة حوار دولي بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية واجتمعت في روما.

وأُعلن في هذا الاجتماع، أن رؤساء اللجنة الدولية المشتركة الجديدة للحوار اللاهوتي بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية سيكونون متروبوليت بيشوي دمياط، والأمين العام للمجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والكاردينال والتر كاسبر، رئيس المجلس البابوي لتعزيز الوحدة المسيحية.

انعقد الاجتماع العام الأول للجنة المشتركة في القاهرة في يناير 2004، وهي تجتمع سنويًا منذ ذلك الوقت. في يناير 2009، في اجتماعها السادس، أنهت اللجنة بيانها الأول المتفق عليه، بعنوان "طبيعة الكنيسة ودستورها ورسالتها".

يتناول بعض الموضوعات الأساسية في اللاهوت الكنسي مثل العلاقة بين الثالوث والكنيسة، وصفات الكنيسة، الأساقفة في الخلافة الرسولية، المجمعية والأولويات في الكنيسة، ورسالة الكنيسة.

وتشارك في الحوار سبع كنائس أرثوذكسية شرقية هذه هي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية  برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، والكنيسة السريانية الأرثوذكسية، والأرمنية Catholicossate من إتشميادزين، والأرمينية Catholicossate لبيت كيليكيا، والكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية، والكنيسة الأرثوذكسية الإريترية، والكنيسة الأرثوذكسية السورية ملانكرا. في عام 2010، خلف الكاردينال كورت كوخ الكاردينال والتر كاسبر كرئيس مشارك كاثوليكي للحوار.