جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

أزمة «حقل كاريش» للغاز.. كيف تستعد إسرائيل لمواجهة تهديدات حزب الله؟

جريدة الدستور

حالة تأهب أمني يعيشها الجيش الإسرائيلي في أعقاب التهديدات التي أطلقها حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله اللبناني، بشأن بدء أعمال الحفر الإسرائيلية في منطقة حقل كاريش للغاز.

وهدد حزب الله اللبناني، أمس الخميس، إسرائيل، بوقف أعمالها للتنقيب عن النفط والغاز في حقل «كاريش»، قائلًا إنه يقع في المنطقة البحرية الحدودية المتنازع عليها بين تل أبيب وبيروت، ولم يتم التوافق على حل بشأنها حتى الآن.

استعدادات الجيش الإسرائيلي

يعد الجيش الإسرائيلي عدة سيناريوهات أمنية لمواجهة أي محاولات هجوم من قبل حزب الله، وذلك بالتزامن مع بدء أعمال الحفر في حقل كاريش، حسبما نشر موقع «واللا» الإسرائيلي.

ويواجه الجيش الإسرائيلي انتقادات عدة لعدم نشره قوات كافية حول منطقة الحفر داخل حقل كاريش في ظل التهديدات التي أطلقها حزب الله.

وحذر مسئولون عسكريون من إمكانية وقوع هجمات بطائرات دون طيار، أو إطلاق صواريخ ضد حقل كاريش، بينما تتطلب الأوضاع تفكيرًا عسكريًا ودبلوماسيًا.

جدال حول استعدادات الجيش الإسرائيلي

وقالت مصادر إسرائيلية، خلال حديثها لـ«واللا»، إن الجيش الإسرائيلي يستعد لعدة سيناريوهات مختلفة، منها وجود طائرات دون طيار في منطقة حقل كاريش ونشر عربات أمنية، بجانب توخي الحذر من وقوع حادث في المنطقة، والعمل على إحباطه بشكل سريع، أو التمكن من الرد بسرعة حال وقوع أي حادث من قبل حزب الله.

ورغم التحذيرات واسعة النطاق، إلا أن الجدال مستمر داخل الجيش الإسرائيلي حول مدى استعداد سلاح البحرية للسيناريوهات الأمنية المحتملة.

وقال مصدر عسكري إسرائيلي، بحسب «واللا»: "قوات البحرية على بعد كيلومتر واحد من شواطئ حيفا، الأمر معقد للغاية، والحدث يتطلب تفكيرًا عسكريًا ودبلوماسيًا، وأن يتم التفكير في أمن مغادرة السفن من إسرائيل وتحليق مروحيات أعلى منصة الحفر في حقل كاريش".

وفي الوقت الحالي، فإن منطقة الأمن البحري حول حقل كاريش توجد فيها سفينة حاملة صواريخ - بنظام التناوب -  وسفن النحل، وهي سفن الدوريات الخفيفة التابعة للبحرية الإسرائيلية، بالإضافة إلى سفن الدرع «سار 6»، المصممة لحماية المساحة المائية الاقتصادية لإسرائيل، ولم تعمل بشكل كامل كما هو مخطط لها، لأنه يلزم تركيب أنظمة مختلفة عليها.

بدء الحفر في حقل كاريش

في السياق ذاته، أكد «واللا» أنه تواصل مع المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بشأن الانتقادات الموجهة إليهم، ومن ثم أشار بالتواصل مع وزارة الطاقة، بينما قالت الأخيرة إنه يجب التحدث مع متحدث الجيش، الذي لم يُجب.

وأصدر بيني جانتس وزير الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق، بيانًا مشتركًا مع وزارتي الخارجية والطاقة، في وقت سابق، أكدوا فيه أن حقل كاريش ليس ضمن منطقة المياه الاقتصادية الإقليمية المتنازع عليها مع لبنان.

وتابعوا: "تولي إسرائيل أهمية قصوى لحماية أصولها الاستراتيجية، وهي على استعداد لحمايتها، وكذلك حماية أمن بنيتها التحتية، وكل ذلك وفق حقوقها".

ووصلت أول سفينة إسرائيلية لبناء منصة الحفر في حقل كاريش، خلال الأسبوع الجاري، والذي يبعد حوالي 80 كيلومترًا من ساحل مدينة «حيفا» المحتلة.

وهاجم مسئول إسرائيلي كبير، لبنان، قائلًا: "حقل كاريش موجود بالكامل داخل مياه إسرائيل الاقتصادية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، وأكاذيب لبنان التي تزعم فجأة أنها أرض متنازع عليها يمكن دحضها من خلال الأمم المتحدة، وهي تتعارض مع المواقف التي طرحها لبنان نفسه في الماضي".

ومن المقرر أن تستأنف مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، بوساطة أمريكية، خلال الأيام القليلة المقبلة.