جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

ملتقى الحوار يصدر تقريرًا عن تداعيات أزمة تغير المناخ والصحة العامة فى مصر

ملتقى الحوار للتنمية
ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان

أصدرت وحدة البحوث والدراسات بملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان، اليوم الإثنين 6 يونيو 2022، تقريراً بعنوان: "تأثير التغيرات المناخية على الصحة العامة في مصر".

وأكد التقرير أن العوامل المناخية تهاجم الصحة العامة والحق في الصحة، مما يترتب عليه من زيادة معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات الناجمة عن موجات الحر والأعاصير والجفاف وانتشار الأمراض التي تنتقل عن طريق الحشرات والمياه، بالإضافة إلى زيادة شدة الأمراض المزمنة الناتجة عن التلوث البيئي الذي يمهد للأمراض الرئوية.

تطرق التقرير للحق في الصحة في الاتفاقيات الدولية والدستور المصر 2014، وكذلك ذكر الاتفاقيات الدولية لمكافحة التغيرات المناخية "بروتوكول مونتريال 1987، واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ 1992، وبروتوكول كيوتو 2005، واتفاق باريس 2015". 

كما تناول التقرير أهداف الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان والاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية في مصر 2050، المعنية بالصحة العامة من تداعيات التغير المناخي.

وتناول التقرير عددًا من المحاور، جاء فيها:

أ‌. تأثير التغيرات المناخية على الحق في الصحة والصحة العامة في مصر 

حيث يتسبب تلوث الهواء الناتج في المقام الأول عن حرق الوقود الأحفوري بحدوث 13 حالة وفاة في الدقيقة في جميع أنحاء العالم، وأن خفض تلوث الهواء من شأنه أن يقلل العدد الإجمالي للوفيات العالمية من تلوث الهواء بنسبة 80%، كما سيخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

ويؤثر تغير المناخ على الصحة بعدة طرق، منها المباشرة بواسطة الطقس المتطرف أو التغيرات في درجات الحرارة؛ وبشكل غير مباشر من خلال التغييرات في النظم الطبيعية التي تؤدي إلى فشل المحاصيل، وتوسيع نواقل الأمراض، وتشريد الأشخاص. وتساهم هذه التداعيات في تعرض الإنسان للأمراض والإصابات، وتدهور الصحة المهنية والعقلية، والتهديدات بنزوح السكان بسبب ندرة الموارد.

إن التغيرات المناخية لها تأثير كبير على الصحة حيث تتسبب فى وفاة 250 ألف شخصًا سنويًا، وأمراض أخرى تتعلق بتغير المناخ منها الإسهال والتغذية، ولقد سجلت مصر 100 حالة وفاة عام 2015 نتيجة ارتفاع درجة الحرارة و15 شخصا توفى نتيجة الانخفاض الشديد فى درجة الحرارة.

وعرض التقرير تداعيات المناخ الناتجة على الصحة، كالآتي:

1- الأمراض المزمنة

يركز مجال الطب البيئي أحد أفرع علم الطب على نوعية العوامل البيئية التي تؤدي إلى الأمراض، حيث يؤكد المتخصصون بأن تغير المناخ يسهم في زيادة الجوع والتأثير في الشيخوخة الصحية، وانتشار وتوطن بعض الأمراض غير المعدية، مثل "الأمراض المزمنة" كأمراض القلب والسكتة الدماغية وارتفاع ضغط الدم والسكري والسرطان، وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة، كما تؤثر التغيرات المناخية في مدى استجابة الأفراد لهذه الأمراض وإضعاف قدرتهم على الشفاء. وذكر التقرير معدلات الإصابة بهذه الأمراض في مصر.

2- الأمراض المعدية

سلط التقرير الضوء على بعض الأمراض المعدية المرتبطة بتغير المناخ ومنها ما يزيد من معدلات الوفيات، حيث ما يقرب من ثلثي مسببات الأمراض البشرية والحيوانية حساسة للمناخ. وتنتقل الأمراض المنقولة بالنواقل "VBDs" بشكل رئيسي عن طريق نواقل المفصليات مثل البعوض النابص الذي ينتشر في مصر ويتسبب في حمى غرب النيل.

3- الانتحار والأمراض النفسية والعقلية

هناك علاقة واضحة بين ارتفاع درجات الحرارة وزيادة معدلات الانتحار وتسبب أزمة المناخ ضغوطًا نفسية واسعة النطاق من القلق الشديد بين الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و25 عامًا، كما يؤثر على أداء العمل اليومي.

4- حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة

يهدد تغير المناخ بشكل مباشر وغير متناسب حق الأشخاص ذوي الإعاقة في الصحة بسبب ارتفاع درجات الحرارة المحيطة وارتفاع ملوثات الهواء وزيادة التعرض لظواهر الطقس المتطرفة التي تشمل موجات الحر والحرائق والسيول.

5- الأمن الغذائي

تؤدي التغيرات المناخية إلى اضطراب في معادلة الأمن الغذائي من خلال انخفاض إنتاج المحاصيل والثروة الحيوانية، ومنه ارتفاع أسعار المواد الغذائية الناتجة عن زيادة تكاليف الإنتاج. ولقد تأثر الأمن الغذائي في مصر بشكل أسرع من التوقعات العالمية، حيث جاءت مبكرة عشر سنوات مما انعكس على إنتاجية الأراضي الزراعية. وعلى سبيل المثال، يهدد التغير المناخي غرق دلتا النيل في مصر بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر، 6 ملايين فدان مساحة الأراضي الزراعية بمحافظات الوجه البحري.

واختتم التقرير بأن الدول عليها التزامات باحترام حقوق الإنسان وحمايتها والوفاء بها، وهذا يشمل الالتزامات بالتخفيف من انبعاثات غازات الدفيئة المحلية، وحماية المواطنين من الآثار الضارة لتغير المناخ. كما أن استضافة مصر قمة المناخ (COP27) في شرم الشيخ في نوفمبر المقبل فرصة لتناول تداعيات التغير المناخي على الصحة العامة في دول الجنوب التي تفتقر للبنى التحتية للقطاعات الصحية التي تساندها في التكيف مع التغيرات المناخية.