جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

كيف تُحوّل ضعفك إلى قوة وتواجه الخوف فى 6 خطوات؟

الخوف
الخوف

الخوف من التحدث أمام الجمهور أو مواجهته أمر شائع ومنتشر، فإذا كنت تعمل فى شركة ما وطلب منك رئيسك التحدث فى مؤتمر خاص عن شركتك، خلال ١٥ دقيقة فقط، أمام حشد متوقع من ٨٠٠ شخص، فستجد نفسك تركز فى طريقة للهروب من هذا الموقف، بدلًا من البحث فى مضمون الخطاب الذى ستلقيه. 

لا تسمح لمثل هذه المخاوف أن تقيدك، يمكنك تحويل الخوف إلى نقاط انطلاق قوية لتحقيق النجاح، ولكن عليك أن تلقى نظرة على بعض التهديدات الشائعة التى يمكن أن تواجهها فى حياتك يوميًا وكيفية التعامل معها، وفقًا للكاتب البريطانى، كريج جى تود، مؤسس منصة «6ft9writer».

يقول «جى تود» فى تعريف نفسه: أنا كاتب مستقل فى المملكة المتحدة أحب مساعدة الآخرين من خلال كلماتى من محتوى الويب إلى النشرات الإخبارية الإلكترونية إلى البيانات الصحفية، وصلت كتاباتى إلى الجماهير فى جميع أنحاء العالم وأشارك النصائح حول الإنتاجية وتحفيز التطوير الذاتى. 

تخيل للحظة أن السفر عبر الزمن أمر حقيقى وقررت أن تعود آلاف السنين إلى الوراء لترى كيف عاش أسلافنا الأوائل؟.. وبمجرد وصولك إلى وجهتك تكتشف سريعًا أن الحياة فى ذلك الوقت كانت مليئة بالمخاطر وليست جميلة كما يعتقد البعض.. تكتشف أن هناك قتالًا عنيفًا بين قبائل ومجتمعات مختلفة، هناك أيضًا حيوانات مفترسة يجب عليك تجنبها دائمًا.

خلال هذه الأوقات العصيبة، طوّر البشر الأوائل شيئًا يسمى «استجابة القتال أو الهروب»، ويمكن وصف هذه الاستجابة بأنها رد فعل فسيولوجى لتهديد أو هجوم يتسبب فى إفراز الجسم هرمونات معينة تنقله إلى يقظة بدنية شديدة، مما يسمح بالدفاع عن النفس أو الهروب السريع.

ورغم أن الاستجابة للقتال أو الهروب مفيدة بشكل واضح فى مواقف الحياة أو الموت فإنها يمكن أن تكون شيئًا سلبيًا عندما تنجم عن أحداث أقل خطورة، على سبيل المثال قد تشعر بأن زميلًا يخطط لتولى وظيفتك.. إذا سمحت لهذا الموقف بإثارتك فإن الأمر يضطرك للتفكير فى قتال أو هروب، أى من المحتمل أن تنخرط فى مواجهة جسدية مع زميلك، وإذا اخترت الفرار فقد ينتهى بك الأمر بالتسليم ورفع الراية البيضاء فتترك العمل.

أى من ردى الفعلين أعلاه عقلانى؟.. فى الحقيقة سيوصلك أحدهما لخسارة وظيفتك وسيكون من الأفضل بكثير التفكير فى طرق إيجابية للتعامل مع الموقف، فيمكنك تطوير مهاراتك وخبراتك للبقاء فى الصدارة وأن تكون جديرًا بمكانتك أكثر من زميلك أو يمكنك التحدث مع رؤساء العمل مباشرة للتأكد من أهدافهم المهنية تجاهك وتجاه المؤسسة.

من الضرورى كذلك أن تكون قادرًا على التمييز بوضوح بين المواقف التى تهدد حياتك والتهديدات اليومية مثل الخلافات العائلية وضغوط العمل، فيجب ألا تؤدى المواقف الأخيرة إلى التفكير فى «قتال أو هروب»، حيث من المحتمل أن يتسبب هذا فى أن تصبح هذه المواقف أكثر سلبية، لذا عليك أن تبحث عن حلول غير عدوانية ومناسبة للنزاعات اليومية.

تخيل للحظة أنك تخرجت للتو فى الجامعة.. أنت متحمس لما تعلمته والدرجات العلمية التى حصلت عليها، ورغم ذلك، فبعد بضعة أسابيع من تقديمك على الوظائف الخاصة بمجالك تكتشف أنه لا أحد من هذه الأماكن يخبرك بموعد مقابلة عمل.

بصفتك خريجًا جديدًا، ربما تكون قد توقعت أن العثور على وظيفة سيكون أمرًا سهلًا ولكن هذا التوقع غير واقعى مما يجعلك تشعر بالتوتر واليأس وتتساءل عن المشكلة، وتكون بين أمرين: «إما محاولتك الوصول لحل أو التفكير فى الاستسلام».

لحل هذه المشكلة عليك الإجابة عن سؤال «أين الخطأ؟».. عليك هنا معرفة نقاط القوة والضعف فى حياتك لتكون قادرًا على تحديد الإيجابيات والسلبيات الرئيسية بوضوح، وفيما يخص التقديم لعمل بعد التخرج فقد يكون من نقاط ضعفك نقص الخبرة فى العمل، ولمواجهة هذا الأمر يمكنك عرض العمل مجانًا لبضعة أسابيع أو ربما قبول دور مبتدئ للمساعدة فى بدء حياتك المهنية.

يمكن هزيمة شعورك بالرغبة فى الحصول على الراحة عندما تتبنى نظرية التهديدات، وزيادة فى التوضيح، فإن «منطقة راحتك» هى المكان الذى تشعر فيه بالراحة العقلية والعاطفية الخالية من الألم، هذا المكان قد يرتبط أيضًا للأسف بانعدام الرغبة فى تحقيق المزيد من الطموحات.

لحسن الحظ، يمكنك استخدام التهديدات للخروج من هذه المنطقة، على سبيل المثال، فكر فى وقت واجهت فيه مشكلة مع أحد الجيران، ربما كان السبب هو أنهم كانوا يصدرون ضوضاء باستمرار فى وقت متأخر من الليل، أو أن سياراتهم كانت تسد ممر سيارتك بشكل مستمر.

بالنسبة لمعظمنا، قد نجد صعوبة فى التحدث مباشرة إلى جيراننا ولكن من المهم أن تعرف أنه يمكن استغلال هذه المشاكل كفرصة لزيادة ثقتك فى نفسك من خلال الحديث معهم.. هنا ستكون قد خرجت من «منطقة الراحة» وفى الوقت ذاته تخطيت المشكلة.