جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

البطريرك يوحنا العاشر يختتم زيارته الرعائية إلى مسقط

البطريرك يوحنا
البطريرك يوحنا

اختتم بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الأرثوذكس يوحنّا العاشر زيارته التّاريخيّة الرّعائيّة إلى مسقط- سلطنة- عمان.
وكان في وداعه بصالون الشّرف في مطار مسقط الدّوليّ كلّ من راعي أبرشيّة بغداد والكويت وتوابعهما للرّوم الأرثوذكس المتروبوليت غطّاس هزيم، السّفير السّوريّ لدى سلطنة عمان إدريس ميا، مدير دائرة الرّعاية الدّينيّة في وزارة الأوقاف- مسقط أحمد البحري، كاهن رعيّة مسقط الأرشمندريت ديمتري منصور.

شكر البطريرك يوحنّا سلطنة عمان لاهتمامها بالزّيارة ولكلّ ما قدّمته وتقدّمه لأبناء الكنيسة الأنطاكيّة الأرثوذكسيّة مثنيًا على مبادئها السّامية الّتي تزدان بها متمنّيًا للسّلطنة دوام الازدهار.

ومن جهته استقبل رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف في دار المطرانية في طرابلس أمين السر العام لسينودس الأساقفة في حاضرة الفاتيكان الكاردينال ماريو غريتش.

وأقيمت ندوة حوارية بعنوان "التفاعل الإنساني وحوار الأديان"، حضرها القائم بمهام مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد أمام، رئيس المجلس الاسلامي العلوي الشيخ محمد عصفور، نقباء طرابلس والشمال: المحامين ماري تيريز القوال واطباء الاسنان ناظم حفار والمهندسين بهاء حرب، مفتي عكار محمد زكريا، المفتي السابق الشيخ الدكتور مالك الشعار، منسق مسيرة السينودس في لبنان المطران منير خير الله، النائب البطريركي على نيابتي أهدن - زغرتا وجبة بشري المطران جوزيف نفاع، مطران طرابلس وعكار وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك ادوار ضاهر، الأب برثانيوس ممثلا مطران طرابلس وتوابعها للروم الارثوذكس افرام كرياكوس، الرئيسة العامة للراهبات الانطونيات الأخت نزها الخوري، الرئيسة العامة لراهبات العائلة المقدسة المارونيات ماري أنطوانيت سعادة وعدد من الكهنة والراهبات والرهبان وشخصيات اجتماعية وثقافية.

وافتتح المطران سويف الندوة الحوارية، مرحبا بالحضور في دار المطرانية في طرابلس "التي تشهد على أهمية الحوار البناء والفاعل بين أبناء مدينة طرابلس ومختلف مكونات المدينة، الذين سيتمكنون معا من تخطي الأزمة الشديدة التي تعصف بهم وبالوطن".

ورحب المطران سويف بالكاردينال غريتش، مشيرًا إلى أن "حضوره في لبنان في هذه الفترة، علامة أكيدة على الاهتمام الفاتيكاني ببلاد الأرز، وإصرار روما على الوقوف دائما وبطرق مختلفة الى جانب الشعب اللبناني". 

وقال: "هذا اللقاء يدخل ضمن الحوار المفتوح بين مختلف المسؤولين الروحيين والمدنيين الذين يفترض بهم أن يعيشوا دائما واجبهم الأخلاقي المتمثل في الحوار الهادف إلى خدمة الإنسان".

ورأى أن "لبنان ما هو إلا رسالة للحوار والانفتاح، ومن واجبنا جميعا العمل للمحافظة عليه وعلى هويته من عيش حوار الحياة اليومية لمواكبة القضية الاجتماعية وصون الحرية الدينية، لبنان هو الواحة الطبيعية للعيش معا، ففيه نعيش الحوار بطريقة يومية وملموسة ومستمرة تحددها تجارب الحياة، لذلك لا يمكن ولا نريد رسم أي صورة مختلفة عنه".

وأكد "نحن أبناء الرجاء والتجدد، نهدف من حوارنا في ظل غياب الدولة إلى خدمة المواطن والمواطنة وكرامة الإنسان، ولن نرض أن يبقى بلدنا مغمورًا بل سنسعى متحدين إلى تجديده وإنهاضه، منطلقين من الخدمة والعيش معا".

وختم متسائلا عن "الدور الممكن للحوار والتفاعل الإنساني بين مختلف مكونات المجتمع اللبناني في تطوير المجتمع وبناء السلام، وكيف يمكن للثقافات المتعددة أن تعبر عن هوية لبنان الإنسانية الواحدة؟".

بدوره، أكد الكاردينال غريتش أن "من أبرز هموم الكنيسة، أن تتمكن من السير بصفة إنسانية عامة من دون اي تفرقة بين دين او عرق أو مذهب أو انتماء، فالكنيسة السينودوسية تعني أن نكون منفتحين على الجميع من دون استثناء ونكون حاضرين لمرافقتهم في مسيرتهم الخاصة".

ورأى أن "التعب وارد في مختلف مفاصل حياتنا، من هنا دعانا البابا للسير معا في مسيرة واحدة وسينودوسية، وهذه المسيرة تعيشها الكنيسة على صعيد المعمدين ومختلف ذوي الارادة الصالحة بهدف الاصغاء الى الهامات الروح القدس"، معتبرًا أن "المآسي الانسانية هي مشتركة بين الجميع، لذلك الدعوة لنا جميعا ان نقف بجانب بعضنا البعض، فالتحديات كبيرة وكثيرة ولا يمكن مواجهتها إلا بالشراكة والاتحاد، والوقوف الى جانب بعضنا البعض، أي العمل على السير معا يحتاج إلى تغيير في هيكلية المؤسسات التي تجمعنا لكنه يحتاج أولا إلى توبة صادقة تنطلق من وجداننا وقلوبنا".

وأوضح أن "زيارتي إليكم اليوم ما هي إلا خطوة حتى أتمكن من سماع خبرتكم الطويلة في الحوار وعيش الأخوة فأتمكن من أن أتعلم منها، إننا نحتاج للحظات من الصمت والتفكير في مختلف المشاركات التي سمعناها، لأننا غالبا ما نتمكن من السماع ولا نتمكن من الإصغاء، ولدي شعور بأننا استطعنا أن نحول قاعة اجتماعنا إلى مكان مقدس".

وختم: "لدى دخولي إلى مدينة طرابلس، قال لي المطران خيرالله إن هذه المنطقة فقيرة جدا، لكنني اكتشفت أنها غنية ومشبعة بالغنى الحقيقي".