بطاقات التموين
تُربط برقم الهاتف.. متى يتوقف التلاعب بالبطاقات التموينية؟
لم يكن يعلم عثمان.م، أن تلك المرة هي الأخيرة التي سيستطيع فيها الصرف من بطاقته التموينية بمنطقة إمبابة، إذ أخبره الموظف أن بطاقته متوقفة دون ذكر السبب، بالرغم من أن الوزارة قامت بعمل بحث اجتماعي عنه وغيره منذ فترة ولم يتم حذفه.
مر شهرين دون جديد كل يوم يعرج عثمان إلى مكتب التموين للسؤال ربما يجد جديد دون فائدة: «قدمت شكوى للنظر في أحقيتي بصرف البطاقة، ووقتها أدخلت رقم بطاقتي التموينية على موقع وزارة التموين، ووجدت أنها يتم الصرف منها منذ شهرين كما هي ولم تتوقف ولكن سجلت باسم آخر».
بعد إسبوعين أخبره الموظف أن بدال التموين باع بطاقته لشخص آخر بعدما أوقفها، لذلك كان يتم الصرف منها طوال تلك الفترة ونصحه بتغيير محل إقامته واستخراج بطاقة جديدة.
كثيرون تعرضوا لما حدث مع عثمان، تم التلاعب في بطاقاتهم التموينية، بالرغم من جهود الدولة خلال الفترة الأخيرة في التصدي لمخالفات بدالي التموين، بحسب الضحايا الذين تحدثوا لـ «الدستور».
كان قرار الوزارة بشأن تحديث بيانات بطاقات التموين وإضافة رقم تليفون، في إطار استكمال البيانات وتحديث قاعدة البيانات باستمرار، لاسيما في ظل خطوات الدولة نحو التحول الرقمي والتصدي لأي تلاعبات.
ونفى وزيرالتموين على المصيلحى مطالبة المواطنين بشراء خطوط تليفونات جديدة، موضحًا أن الوزارة لم تطلب ذلك: «بل طالبنا أي رقم تليفون لأي من افراد الأسرة المقيدين على البطاقة، وذلك لتواصل معهم عبر ارسال الرسائل عبر الهاتف، ولن تلغى أي بطاقة تموين لعدم تسجيل رقم التليفون».
بحسب وزارة التموين فإن التلاعب في البطاقة، تصل عقوبته إلى إلغاء الدعم عن المستفيد، والحذف النهائي من قاعدة بيانات المستحقين، بالإضافة إلى المساءلة القانونية والتعرض لعقوبة التزوير.
محمد، ثلاثيني، يقطن في الفيوم، سرقت بطاقته أيضًا على يد أحد بدالي التموين، وذلك حين حاول استخراج بدل تالف لها بعدما فقد بطاقته، إلا إنه مر ما يقرب من شهرين دون أن تصدر.
يقول: «ذهبت إلى مكتب التموين التابع له، وظننت أن السبب هو عمليات التنقية التي تحدث، وكانت تظهر البطاقة في القائمة السوداء وكأنها حذفت، وظل على ذلك الحال لمدة ما تقرب من ثلاثة أشهر، ولم أجد أحد يفسر لي سبب ذلك الأمر».
لجأ إلى الخط الساخن التابع لوزارة التموين من أجل تقديم شكوى بسبب عدم صدور بطاقة بدل التالف الخاصة به، إلا إنه تفاجئ بإنها صدرت ويتم الصرف منها منذ فترة طويلة، في وقت لم تصل فيه البطاقة إلى مكتب التموين.
جهود الدولة في حذف غير المستحقين أدت إلى توفير قاعدة بيانات محدثة للبطاقات وتعريف الأفراد بموجب الرقم القومي، إضافة إلى انخفاض عدد المسجلين على منظومة الدعم إلى 63,8 مليون مواطن بدلًا من 68 والمسجلين على سيستم دعم الخبز 71,5 مليون بدلا من 77 مليون مستحق للدعم.
لم يختلف الحال مع رجب.ط، الذي يقطن في منطقة إمبابة، والذي وقفت بطاقته بشكل مفاجئ وظهرت قائمة سوداء، وقيل له وقتها أن السبب هو عمليات التنقية التي تحدث خلال تلك الفترة، وأنه عليه استخراج بدل فاقد حتى لا يظل ينتظر.
يقول: «استخرجت بدل فائد ولكن حين أردت الصرف منها لم استطع حيث تفاجئت وقتها أن البطاقة الأولى يتم الصرف منها لشخص آخر في منطقة الجيزة وأنه لا يمكنه الصرف من خلال بطاقة البدل فائد تلك حتى يتم وقف الأولى».
يوضح أن في منطقته كثيرون من المواطنين تعرضوا للتلاعب في بطاقاتهم: «بيتم وقف بطاقتنا وصرفها لأشخاص آخرين من غير علمهم، بسبب تلاعب بدالي التموين بحصص الصرف دون رقابة».