جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

إيقاع موسيقى رائع يحسن القدرة المعرفية وصحة الدماغ

إيقاع موسيقى يحسن
إيقاع موسيقى يحسن القدرة المعرفية

كشف باحثون من اليابان أن الرقص لا يشعر الإنسان بالرضا فحسب، بل إنه يعزز أيضا وظائف المخ، ويوفر نشاطا بدنيا جيدا.  

وبحسب دراسة نُشرت مؤخرا في تقارير علمية، كشف باحثون من جامعة تسوكوبا أن المشاركين الذين استمعوا إلى الموسيقى، وتمايلوا على أنغامها والمعروفة باسم موسيقى الأخدود، ازدادت لديهم بشكل كبير مقاييس الوظائف التنفيذية ونشاط الدماغ.

وأشارت الدراسة إلى أنه يمكن لموسيقى الأخدود أن تثير الإحساس  ومشاعر المتعة وأن تعزز مستويات الإثارة السلوكية، ومن المعروف أن التمرين، الذي له تأثيرات إيجابية مماثلة يعزز الوظيفة التنفيذية للدماغ.

ولم تفحص أي دراسات تأثير موسيقى الأخدود على نشاط الدماغ في المناطق المرتبطة بالوظيفة التنفيذية، مثل قشرة الفص الجبهي الظهرية اليسرى (l-DLPFC) والتي يهدف الباحثون في جامعة تسوكوبا إلى معالجتها.

يقول المؤلف الرئيسي للدراسة البروفيسور هيدياكي صويا: "إيقاعات الأخدود تثير الأحاسيس والاستجابات العاطفية الإيجابية، ومع ذلك، لا نعرف ما إذا كانت تؤثر على الوظيفة التنفيذية أم لا".

وأضاف صويا: "وفقا لذلك، في هذه الدراسة ، أجرينا تصويرا للدماغ لتقييم التغييرات في الوظيفة التنفيذية، وقياس الاستجابة النفسية لموسيقى الأخدود".

وأجرى الباحثون التحليل الطيفي للأشعة تحت الحمراء القريبة (fNIRS) مع مهمة مطابقة الكلمات الملونة لفحص الوظيفة التنفيذية المثبطة قبل وبعد الاستماع إلى الموسيقى. كما أجروا دراسة استقصائية حول التجربة الشخصية للاستماع إلى موسيقى الأخدود والمعرفة باسم groove music.

يشرح صويا قائلا: "كانت النتائج مفاجئة، لقد وجدنا أن إيقاع الأخدود يعزز الوظيفة التنفيذية والنشاط في L-DLPFC فقط لدى المشاركين الذين أفادوا أن الموسيقى أثارت إحساسا قويا لديهم".

في الواقع، يمكن لهذه الاستجابات النفسية للاستماع إلى إيقاع الأخدود أن تتنبأ بالتغيرات في الوظيفة التنفيذية ونشاط l-DLPFC.

وأضاف البروفيسور صويا: "تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن الفروق الفردية في الاستجابات النفسية لموسيقى الأخدود تحسن التأثيرات على الوظيفة التنفيذية، وعلى هذا النحو، فإن تأثيرات إيقاع الأخدود على الأداء الإدراكي البشري قد تتأثر بالإلمام أو بقدرة معالجة الإيقاعات".

وبحسب الدراسة فإن استراتيجيات تحسين الوظيفة التنفيذية لها مجموعة واسعة من التطبيقات المحتملة، من منع الخرف عند كبار السن إلى مساعدة الموظفين على تحسين أدائهم. علاوة على ذلك ، يمكن أن تشمل التأثيرات الإيجابية لموسيقى الأخدود على الوظيفة التنفيذية تعزيز المشاعر الإيجابية والتزامن الإيقاعي.

وأضاف الباحثون: "قد يساعد ذلك في شرح الفوائد الإيجابية العديدة للرقص، أو أي شكل من أشكال التمارين التي يتم إجراؤها أثناء الاستماع إلى الموسيقى، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتطوير تطبيقات لهذه المعلومات الجديدة".

والشعور بموسيقى الأخدود هو الإحساس بالحاجة لتغيير النمط و"التمايل" وفق موسيقى الجاز، ويمكن الشعور بها كما هو الحال في الإيقاعات المتكررة باستمرار، والتي تتم من خلال تفاعل الموسيقى التي يتم تشغيلها بواسطة قسم إيقاع الفرقة (على سبيل المثال ، الطبول، الجيتار)، والأخدود هو سمة بارزة من سمات الموسيقى الشعبية، ويمكن العثور عليها في كثير من الأنماط الموسيقية.