جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

بعد 90 يومأً من المعارك.. كيف ومتى ستنتهي الحرب على أوكرانيا؟

زيلينسكي
زيلينسكي

تعتبر الحرب التي اختارها بدأها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا حدثًا تاريخيًا عالميًا، يمثل الفصل الأخير في فترة ما بعد الحرب الباردة وبداية حقبة جديدة. لا أحد لديه تصور واضح عن شكل نهاية الحرب، لكن نتائجها أصبحت شبه واضحة، تتراوح بين حرب باردة أو ساخنة جديدة تشمل الولايات المتحدة وروسيا والصين، بجانب النزاع مستمر في أوكرانيا.

بعد 90 يوماً من المعارك، من الصعب التنبؤ بمستقبل الأيام المقبلة، لكن بعض المؤشرات تعكس رؤية عن توقيت نهاية الحرب على أوكرانيا، وشكل تلك النهاية.

متى ستنتهي الحرب؟

تشير التقديرات إلى أن الحرب ستنتهي في نهاية العام الجاري، بينما كانت التقديرات الأولية تشير إلى أن الحرب ستسمر لعامين، ولكن حالياً الحديث يدور عن نهاية العام الجاري، ربما بسبب التأثير الاقتصادي.

بشكل واضح صرح رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية اللواء كيريلو بودانوف إن الحرب مع روسيا ستصل إلى نقطة تحول بحلول منتصف أغسطس، وتنتهي بحلول نهاية العام.

 الجنرال بودانوف كان من تنبأ بشكل صحيح بموعد الغزو الروسي، عندما كان الآخرون في حكومته متشككين، وهو يقول الآن إنه واثق من توقع توقيت نهاية المعركة.

أضاف الجنرال، "أن القوات الأوكرانية ستتمكن من استرداد جميع الأراضي التي فقدتها بما في ذلك دونباس وشبه جزيرة القرم."، مضيفاً أن تكتيكات روسيا لم تتغير على الرغم من تحولها نحو الشرق، فضلاً عن تعرضها لخسائر فادحة.

استطرد الجنرال الأوكراني: “نحن نعرف كل شيء عن عدونا. نحن نعرف خططهم كما يتم وضعها. أوروبا ترى في روسيا تهديدا كبيراً وتخشى عدوانها. نحن نحارب روسيا منذ ثماني سنوات، ويمكننا القول إن هذه القوة الروسية التي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة هي أسطورة. إنها ليست بهذه القوة. إنها مجرد حشد بالسلاح|”.

الاحتمال الثاني، هو بقاء أوكرانيا ساحة معركة لعدة سنوات مثل الوضع في القرم الذي استمر فيه الصراع قرابة 8 أعوام، ولكن بشكل أقل عنفاً من الوضع الحالي.

كيف ستنتهي؟

حسب النتائج التي تحققت حتى الآن، والتصريحات الرسمية، فإن كلا من روسيا وأوكرانيا لن يستسلما، مع حقيقة أن هناك احتمال أن تفقد روسيا أجزاء من الأراضي التي استولت عليها، واستعدادات أوكرانيا التي لن تتصدى فقط للغزو ولكن تشن لاستعادة السيطرة على شبه جزيرة القرم وغيرها من المناطق التي احتلتها روسيا أو سيطرت عليها منذ عام 2014.

وبحسب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا فإن أن أوكرانيا توسع هدفها العام، وكما يبدو أن القوات الأوكرانية اكتسبت ثقة، فأصبحت العناوين الرئيسية في صحف العالم عن الهجمات الأوكرانية ضد روسيا، في حين أنها كانت قبل 3 شهور تدور حول غزو روسيا لأوكرانيا.

من المستبعد أن تستلم أوكرانيا، وتقبل بتوقيع نوع من المعاهدة مع روسيا تتنازل خلالها عن أراضيها، وهو ما يبدو من خلال تحليل تصريحات المسؤولين الرسميين الأوكران.

الجانب الاقتصادي يلعب دوراً لا يستهان به في رسم نهاية المعركة، من المتوقع أن ينخفض ​​الاقتصاد الأوكراني بنسبة 45٪ هذا العام، ويحتاج حاليًا إلى ضخ 5 مليارات دولار شهريًا فقط لتغطية الاحتياجات الإنسانية، ولكن الدعم الكبير الذي تتلقاه أوكرانيا من الغرب سيلعب دوراً في استمرار القوات الأوكرانية في الهجمات.

في الوقت نفسه وعلى الرغم من أن روسيا تجنبت حتى الآن عجزًا تاريخيًا عن سداد ديونها منذ أن فُرضت العقوبات على احتياطياتها من العملات الأجنبية، يعتقد المحللون أنها تؤخر فقط الأمر الذي لا مفر منه، وأن الأزمة الاقتصادية الروسية ستكون دافعاً لرغبتها في وقف الحرب في وقت قريب، وهذا هو سبب اهتمام فلاديمير بوتين بشكل خاص بالحصول على حل سريع لإنهاء المعارك، بيد أنه لا يمكنه الاحتفاظ بالقوات إلى أجل غير مسمى في أوكرانيا.