جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

بعد ظهور أول حالة من جدري القرود في الإمارات.. هل نحن في خطر؟

جدري القرود
جدري القرود

حذر مسؤولو الصحة في جميع أنحاء العالم من أن جدري القرود الذي يوجد عادة في أجزاء من إفريقيا، ينتشر في جميع أنحاء العالم، وبعد ظهور أول حالة في دولة الإمارات العربية المتحدة، بات الخطر وشيكا، ويستدعي القلق.

يعد جدرى القرود عدوى فيروسية نادرة تنتقل إلى الإنسان عن طريق كل من الحيوانات والبشر، مثل الجدري هو عضو في عائلة orthopoxvirus ويمكن أن يسبب آفات وبثور على الوجه والجسم، منذ القضاء على الجدري، أصبح جدري القرود الآن معروفًا على أنه أهم فيروس أورثوبوكس في البشر.

تم اكتشاف جدري القرود لأول مرة في عام 1958 بين القردة التي تم الاحتفاظ بها لأغراض البحث، وحتى وقت قريب، اقتصرت إصابات جدري القردة لدى البشر في الغالب على مناطق وسط وغرب إفريقيا، وتحديداً في جمهورية الكونغو الديمقراطية ونيجيريا حيث ينتشر الفيروس بشكل طبيعي.

في العامين الماضيين كانت هناك عدة حالات للمسافرين إلى نيجيريا تم تشخيص إصابتهم بجدري القرود بعد عودتهم إلى أوروبا.

 

كيف ينتشر؟

يحدث انتقال العدوى من حيوان إلى إنسان عن طريق الاتصال أو استهلاك الحيوانات المصابة، ويحدث انتقال العدوى من إنسان إلى إنسان بشكل رئيسي من خلال الرذاذ التنفسي، والاتصال المباشر بالإفرازات المصابة ومن التواجد في بيئة مريض ملوثة.

ملامسة الملابس أو الفراش أو المناشف التي يستخدمها الشخص المصاب.

ملامسة آفات جدري القرود.

ملامسة قطرات الجهاز التنفسي من سعال وعطس شخص مصاب.

يتعافى معظم المصابين بجدري القرود في غضون عدة أسابيع على الرغم من أن بعض الحالات تكون أكثر خطورة من غيرها، يمكن أن تتراوح الفترة الزمنية بين التعرض لجدري القرود والعلامات الأولى للأعراض بين 5 إلى 21 يومًا، تنقسم أعراض هذا الفيروس إلى مرحلتين:

مرحلة الغزو (0-5 أيام)

حمى

صداع شديد

تضخم الغدد الليمفاوية

ألم في الظهر

آلام العضلات

نقص حاد في الطاقة

مرحلة الاندفاع الجلدي (10 أيام - 3 أسابيع)

بعد 1-3 أيام من الحمى، تظهر مراحل مختلفة من الطفح الجلدي، يبدأ هذا غالبًا على الوجه ثم ينتشر في أي مكان آخر من الجسم.

 

يمكن أن يتطور الطفح الجلدي من آفات ذات قواعد مسطحة إلى بثور صغيرة مملوءة بالسوائل، تحدث القشور بعد حوالي 10 أيام من الحمى ويمكن أن تستغرق ثلاثة أسابيع لتختفي تمامًا.

 

هل أنا في خطر؟

يصيب جدري القرود آلاف الأشخاص كل عام ويمكن أن يؤدي إلى الوفاة في ما يصل إلى عُشر الحالات في مجتمع عالمي، يمثل خطر الانتشار الدولي مصدر قلق كبير، ومع ذلك لا يزال هناك نقص في الوعي حول طبيعة المرض وخطر انتقاله.

ووفقًا للمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها (ECDC)، يمكن أن يحدث الانتقال بالطرق التالية:

ملامسة حيوان أو إنسان مصاب ، أو مادة ملوثة تمكن الفيروس من دخول الجسم من خلال الجلد المكسور أو الجهاز التنفسي أو الأغشية المخاطية. 

الاتصال المباشر أو غير المباشر مع الحيوانات الحية عن طريق عضة أو خدش وتحضير لحوم الطرائد، كما أن تناول اللحوم غير المطبوخة جيدًا لحيوان مصاب يعد أيضًا من المخاطر، يمكن أيضًا أن ينتقل الفيروس من خلال الاتصال المباشر بسوائل الجسم أو الآفات من حيوان مصاب، والاتصال غير المباشر بمواد ملوثة.

يعد انتقال العدوى من إنسان إلى آخر أمرًا نادرًا ، ولكن يُقال أنه يحدث أثناء الاتصال المباشر والمطول وجهاً لوجه عبر قطرات تنفسية كبيرة، يمكن أيضًا أن ينتقل من خلال الاتصال المباشر بسوائل الجسم لشخص مصاب أو بأشياء ملوثة مثل الفراش أو الملابس. 

 

كان الدكتور هاني الناظر رئيس المركز القومي للبحوث الأسبق قد طمأن المصريين على صفحته الخاصة على انستجرام، بأنه وبالتواصل مع زملائه على مستوى الجمهورية وأطباء الأطفال والحميات لم يتم رصد أى حالات إصابة حتى هذه اللحظة في مصر، أما عن الحالات التي ظهرت في العالم فلا داعي للقلق وأغلبها ينتهي بالشفاء إلا حالات نادرة.

وأوصى بأنه أثناء حدوث المرض يجب أن يلزم المريض الفراش من أجل الراحة التامة ويجب تناول السوائل، ومضادات الهستامين والأدوية المقوية للمناعة والكريمات الموضعية المطهرة، كما أكد أن المطهرات المتواجدة في المنزل فعالة في قتل الفيروس.