جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

موسيقى عبدالوهاب فى عرض «أنطونيو وكليوباترا» على مسرح فرنسى

عرض «أنطونيو وكليوباترا»
عرض «أنطونيو وكليوباترا» على مسرح فرنسى

يعرض مسرح «Ateliers Berthier» بفرنسا، الأسبوع الجارى، مسرحية «أنطونيو وكليوباترا»، للشاعر الإنجليزى ويليم شكسبير، لكن برؤية مختلفة، بحيث يتم ربطها بالعصر الحديث، مع الاستعانة بموسيقى وأغنيات موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب.

وتربط سيلى باوث، مخرجة المسرحية، قصة أنطونيو وكليوباترا بالصراع الدائر منذ زمن بعيد وحتى الآن بين الشرق والغرب، كما تصور كيف أصبحت حكايات الحب والغرام بين الملكة المصرية والجنرال الرومانى نقطة تحول فى التاريخ.

حسب ما ورد على موقع «مسرح أوديون أوروبا»، يؤدى بطولة المسرحية جيوم كوستانزا ومود جريبون وديا ليان وريجيس لوكس وجلين ماراوس وأوجين ماركوز ومنير مرقوم وميلودى ريتشارد وأدريان سيرى ولونيس تازارت وأسان تيمبو وبينديكت فيلين، وآخرون.

وقصدت المخرجة سيلى باوث من خلال الاستعانة بموسيقى تصويرية من أنغام وأغنيات محمد عبدالوهاب محاولة الربط بين الماضى والحاضر، كما عملت على إبراز فكرة التمازج بين الشعوب من خلال عرض قصة أنطونيو وكليوباترا كعاشقين من حضارات مختلفة، وتتضمن علاقتهما الكثير من الهوس والعاطفة والبهجة. 

وتحاول المسرحية إعادة البحث فى القصة وتسليط الضوء على المأساة والحلم المجنون الذى تملّك أنطونيو وكليوباترا المصرية، تجاه صناعة عالم خالٍ من مفاهيم الشرق والغرب والتعصب.

وتدور أحداث المسرحية حول علاقة الحب بين القائد الرومانى مارك أنطونيو وملكة مصر كليوباترا فى زمن الحرب، وكيف أنها كانت مثل قصة حب روميو وجولييت، حيث لم ينته شغف العاشقين إلا بموتهما، ولكن على عكس القصص التقليدية لم يكن «أنطونيو وكليوباترا» شابين خلال قصة الحب، بل كان الأول متزوجًا من أخت القائد الرومانى «أوكتافيو»، وكانت هى رفيقة الإمبراطور «يوليوس قيصر». 

وقبل أن تجتمع «كليوباترا» مع «أنطونيو»، كان كل منهما يعرف أن الآخر سيستخدم الإغواء كسلاح سياسى، ومع ذلك، اجتمعا معًا ليجسدا فكرة الطموح وتوازن القوى بعيدًا عن الحب الذى نشأ بينهما.

ووفق الموقع، فإنه رغم كل الصعاب التى مر بها العاشقان، بما فى ذلك التحديات التى عاشها كل منهما، إلى جانب الحسابات السياسية والخيانات، أصر «أنطونيو وكليوباترا» على مشاركة نفس الحلم، وصناعة عالم يختلط فيه نهرا النيل والتيبر. 

وتصور المسرحية كيف انتهى هذا الحلم فى معركة أكتيوم البحرية، فى عام ٣١ قبل الميلاد، عندما تم تدمير أسطولهما بواسطة قوات «أوكتافيو»، لكنه لم يستطع حتى بعد موتهما أن يمنع هذا الحلم من العودة، ولم يستطع محو قصصهما ورواياتهما والكتب والأبحاث التى كتبت عنهما. وحاولت المخرجة الفرنسية تجاوز إشكاليات كثيرة من مسرحية «شكسبير» الأصلية، خاصة مسألة تحويل الحب الذى كانت تحلم به ملكة مصر والقائد الرومانى إلى حالة يوتوبية، فهى تقدم قراءة للقصة بشكل متناغم مع العصر، حيث تظهر على المسرح الحرب بين الغرب والشرق التى لم تنطفئ إلا بانتحار العاشقين الأسطوريين. 

وذكر موقع «ثياتر أونلاين»، الفرنسى المعنى بالمسرح، أنه من المؤكد أن تحظى المسرحية باهتمام كبير من الصحافة، خاصة أنها تم تداولها فى السينما كثيرًا، منذ أن أدى النجمان ريتشارد بيرتون وإليزابيث تايلور دورى البطولة فى فيلم «كليوباترا»، والذى أظهر الملكة المصرية كأسطورة سياسية عاطفية. 

وأشار الموقع إلى أن المسرحية تصور نقطة التحول فى التاريخ، حيث تتعارض العاطفة مع الحالة الجيوسياسية للإمبراطورية الرومانية، التى تريد السيطرة على العالم. ووفقًا للتقرير، فقد تحولت قصة «أنطونيو وكليوباترا» من مجرد دراما شكسبيرية إلى قصة كبرى عن الحب والقوة والقتل، وكانت مخرجة المسرحية موفقة فى التركيبة الدرامية التى صنعتها لتظهر «كليوباترا» بصورة غربية أكثر من كونها فرعونية.