جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

41 أول صفحة على الشمال: فصل المستريح

على مجرى نهر النيل حيث كان تاج الجنوب وحكم مصر.. تحديدا فىصعيد مصر..

أما الآن.. نسمع دوى صرخة أبناء الصعيد من مجموعة طرح البحر حسب مسلسل "جزيرة غمام". وهى مجموعة ليس لها أصل أو أرض أو دين.. وكلاء أهل الشر على الأرض..

لا يملكون سوى الجهل والترويج للدجل والشعوذة.. ورغم ذلك لديهم قدرة متميزة على (خدمة) تجار الدين. والدين الإسلامى.. منهم برئ وأهل بيت النبىبراء منهم ومن أفعالهم.

استغل المستريحون طيبة أهل أسوان، وانتشروا فىأدفو، وبعض المحافظات المجاورة.

صعيد مصر له طبيعة خاصة.. وهندسة اجتماعية مختلفة عن العاصمة..

مستريح أسوان استغل معرفته بالنفس البشرية، وتعامل بمنتهى الخبث مع الفلاح المصرىالطيب.

و"الوعدة" هىآلية اتفاق،و21 يوم،ويسدد 5 مليون جنيه فىاليوم.. على حد قوله  فىأحد الفيديوهات. وبعد42 يوم.. اختفى بـ500مليون جنيه.وتمكنت الأجهزة الأمنية من القبض عليه.

أىتجارة أو صناعة التىتأتى بكل تلك الأموال.. أنهامن أكبر عملياتالنصب المتكررة..

وحسب القول الدارج "رزق الهبل.. على المجانين.."

البصيلية والمعمارية.. تم فيها عملية النصب، والشرفا..تم فيها عمليات تخريب..وتم استشهاد اثنين من رجال الشرطة.

الحصيلةالنهائية..أن مصطفى البنك (حسب الاسم الذى عرف به)35 سنة، يعمل على توكتوك. وأشاع أن يد السيدة زينب فىأسوان. ومن هذا المدخل.. استطاعأن يجذب الكثير من الضحايا.

عمل المستريحفىأسوان لمدة ٣ شهور، واستطاع خلالهاجذب المسئولين فىحفلات للذكر.

وفى العمرانية بالجيزةظهر مستريح جديد هو الحصاوى، والذى تم القبض عليه بحوزته16 سبيكة دهب ومبالغ مالية ضخمة.

(طول ما الطماع موجود.. النصاب بخير).

"مصطفى البنك" وغيره من مستريحين قبلىحتى بحرى.. استخدموا نظام "الوعدة"، وسجل فىالكشكول، وسجل فىالكراس. واستطاع الاستيلاء على بعض الأراضىبمعاونة أشخاص من محافظة أسوان، والتبريرأن السيدة زينب طلبت منه أن يساعد الناس،وأن يد السيدة زينب معه (علشانالغلابة)، وأنه (يتاجر مع ربنا).. عملية سرقة مشروعة.

الطريف.. أنه ذكر ما سبق فىفيديوهات له على السوشيال ميديا، واستغل طيبة الناس هناك، وهو الأمر الذى جعلهم يتقدموا بأكثر من 800 بلاغ ضده إلى الآن.. بعد أن جمع مئات الملايين منالجنيهاتفى45 يوم.

"مصطفى البنك" خدع الناس عبر بوابة الدين وآل البيت، وظهرت حقيقته بعد أنتأخر عن الدفع والسداد، فتجمع المتضررين.. وبدأت أعمال الشغب.

من خطط لمصطفى البنك؟

من وراء مستريح أسوان؟

قد يرى البعض أن جيل المستريحين لا ينتهى.وقد يرى البعض الآخر أن الهندسة الاجتماعية المنبثق منها الهندسة الإنسانية وفقر المجتمع فكرياً، وغياب العقل وطمع الإنسانهىمشكلة مستمرة، ولن تنتهى..أنها عملية خداع وبيع "العتبة الخضراء" بنفس سيناريو الفيلم المذكور.

ينتابنىرأى آخر، وهو أن المستريح مش حكاية نصب فقط.الحكاية أكبر من "مصطفى البنك".. هذا المستريحالصغير. وتكرارها لخداع البشر.. من شأنه هدم البلاد أمنياً واقتصادياً وسياسياً، وما يتبعه من انفلات أمنى.

نقطة ومن أول الصبر..

قامت الثورة على شعار.. تضامن عليه جميع المصريين، وهو(عيش. حرية..عدالة اجتماعية.. كرامة انسانية).

"العيش" اقتصاد، و "العدالة اجتماعية" اقتصاد، و "الكرامة الإنسانية" اقتصاد، و "الحرية" سياسة.

وهو ما يعنى أن نسبة الاقتصاد 75%، ونسبة السياسة 25%.

لقد استغل المستريح وأعوانه.. الفقر والجهل، وتجنب التجارة المشروعة.. ليوهموا الجميع بالثراء السريع.

ما زال بداخلنا رواسب من أبى جهل..

العصفور دايماً هو اللى غلطان..والمستريح نصابليس عليه لوم أو عتاب..