جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

الأمير تشارلز يعتذر للسكان الأصليين فى كندا: سامحونا على فترة الاستعمار

الأمير تشارلز
الأمير تشارلز

يواجه الأمير تشارلز، ولى عهد بريطانيا، وزوجته كاميلا، أجواء عاصفة خلال زيارتهما التى بدآها أمس الأول إلى كندا، حيث استقبلتهما موجة انتقادات حادة بسبب تصريحات الأمير الإنجليزى الأخيرة حول إمكانية التصالح مع الماضى السيئ الذى خلفته فترة استعمار الإنجليز الأراضى الكندية.

تلك الأجواء العاصفة ازدادت دراميًا، مع الهبوب الشديد للرياح وموجة البرد القارس التى استقبلت الأمير وزوجته فى كندا، وسط توقعات بأن يفتح «تشارلز» ملف تلك المصالحة بشكل أعمق، مع قادة الرأى والمجتمع فى البلاد.

ووفق صحيفة «الديلى ميل» البريطانية، ألقى «تشارلز» خطابًا باللغتين الإنجليزية والفرنسية خلال حفل الترحيب الرسمى به فى مبنى الكونفيدرالية فى سانت جونز عاصمة مقاطعة نيوفاوندلاند ولابرادور، أقدم مدينة فى كندا، وهى المحطة الأولى فى جولته التى تستمر ٣ أيام فى البلاد، بمناسبة اليوبيل البلاتينى للملكة.

ووفقًا للصحيفة، قال «تشارلز» فى خطابه، إن الوقت قد حان لإيجاد طرق جديدة للتصالح مع الجوانب الأكثر قتامة والأكثر صعوبة فى ماضى كندا، مشيرًا إلى إمكانية إجراء هذه المصالحة، لافتًا أيضًا إلى إمكانية الاعتذار عن أى انتهاكات قد حدثت فى الماضى تجاه السكان الأصليين فى كندا.

وعلقت كاسيدى كارون رئيسة المجلس الوطنى لشعب ميتيس، أحد الكيانات الممثلة للسكان الأصليين، على هذا الخطاب، قائلة إنها تعتزم إثارة القضية مع الأمير الإنجليزى شخصيًا، خلال اجتماعها معه، والذى كان مقررًا أن يعقد أمس.

كما علقت مارى تيجى المديرة التنفيذية لشركة خدمات الأطفال والأسرة فى مقاطعة كولومبيا البريطانية، على خطاب للأمير تشارلز، قائلة: «عليهم أيضًا أن يفهموا أنهم ليسوا قادة فى أمتنا»، مضيفة: «عليهم الاعتراف بأضرار الاستعمار بدلًا من مجرد اعتذار مبتذل».

وتعرض الأمير البريطانى لسلسلة انتقادات حادة خلال هذه الجولة، والتى وصفها البعض بأنها تروج لفترة الاستعمار، مطالبين بريطانيا بدفع تعويضات عن دورها فى جرائم تجارة الرقيق التى كانت تحدث قديمًا.

وقالت الصحيفة إن الجولة، هى التاسعة عشرة التى يجريها وريث العرش إلى كندا، لافتة إلى أنه وزوجته واجها طقسًا عاصفًا فور هبوطهما فى أوتاوا، حيث تشبثا بسلالم طائرتهما خلال محاولتهما النزول إلى مدرج المطار.

ونشرت الصحيفة بعض صور تظهر الأمير تشارلز مرتديًا بدلة زرقاء أنيقة، ويمشى أمام «كاميلا» أسفل سلم الطائرة، وكانت الدوقة ترتدى معطفًا أخضر مع قفازات جلدية سوداء وحذاء طويل أسود.

وحاولت «كاميلا» التمسك بوشاحها البنى ولفه حول شعرها عندما خرجت من الطائرة، بينما واجهت ذلك الطقس بالابتسامات.

وترأست الملكة إليزابيث جولات للعائلة المالكة فى ١٤ منطقة أخرى، للاحتفال باليوبيل البلاتينى لفترة حكمها.