جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

«المظلوم حيا وميتا».. كيف عانى أمل دنقل من الاتهامات بالسرقة والرفض والتهميش؟

أمل دنقل
أمل دنقل

عانى الشاعر أمل دنقل من بعض الانتقادات التي عاصرها في حياته، ولازالت مستمرة إلى الآن، إذ أقدم أحد أساتذة الجامعات إلى اتهام الشاعر الراحل بالسرقة.

وواجه الشاعر فتحي عبد السميع هذه الانتقادات في أحد مقالاته، ووصف ما كتبه أستاذ الجامعة- لم يذكر اسمه بأنه خطأ علمي شنيع.

كتب أستاذ الجامعة: “هل لأمل دنقل كلمة واحدة لم يسرقها؟ جميع المنسوب إليه سرقة، وخير نماذج ذلك (لا تصالح)، تعرف حضرتك أنها ثلاثون بيتا (على نغم الرمل) من عيون الشعر العربي، نفثها الأمير (كليب) على صخرة بإصبعه مغموسة في دمه المتدفق من طعنة (جساس)، يوجه كل بيت فيها إلى أخيه (المهلهل)، استغل اللص الفاشل هزيمتنا في يونيو ٦٧؛ ليبث في (الدهماء) احتياجهم نفسيا إلى دلالتها بعد إفساده شكلها في (الشِّحْر العُر) الذي لا يحسن سواه”.

وقال "عبد السميع"، إن اتهام "دنقل" بأنه استغل هزيمة يونيو 1967 ليروج لقصيدته "لا تصالح"، خطأ وجهل، لأن القصيدة كتب بعد حرب أكتوبر، تحديدًا في نوفمبر 1976.

واجه أمل دنقل حسبما يروي كارم الأبنودي في جريدة "الجمهورية" 1993، رفضا من الأجهزة الإعلامية، لدرجة أنه كان يستبعد من حوار بجريدة ما يأتي ذكره فيه ولو على سبيل الاستدلال والاستشهاد.

وذكر أن إحدى الصحف رفضت نشر قصيدة للشاعر أمل دنقل بعدما أخذها منه الشاعر فاروق جويدة بمحاولات عديدة، قال "كارم": "حتى في محنته وهو نزيل معهد الأورام لم يجد من يقف جانبه، ولم يسانده أي من المسئولين في حين كان في أمس الحاجة ليد حنونة تربت على آلامه".

وتساءل: "متى طالب بعض الأدباء رئيس اتحاد الكتاب ثروت أباظة بالمساهمة في تحمل الاتحاد بنفقات العلاج، كأحد أعضاء الاتحاد الذي وافق لهم على مئة ألف جنيه؟".

وأشار إلى أن رئيس مجلس الوزراء، وقتها، أصدر قرار بعلاج أمل دنقل كمواطن، على نفقة الدولة بالدرجة الثانية دون مرافق وبنفقات قدرها ألف جنيه، فرفض "أمل" القرار، ورفض تديله لثلاثة آلاف جنيه، وظل مستاًء لمدة طوبلة من المكاتبة إليه كمواطن.

وعانى "دنقل" من الإهمال من جانب المؤسسات الثقافية، حيث أشار تقرير في جريدة "الأسبوع" 1998 بعنوان: "في ذكرى أمل دنقل الخامسة عشرة: وزارة الثقافة ما زالت تتجاهله.. واليونسكو تطبع مختاراته"، ولفت التقرير إلى أنه منذ رحيل أمل دنقل لم تطبع له المؤسسات الثقافية سوى ديوان "أوراق الغرفة رقم 8" ولم يدرج أسمه وإنجازه الشعري في أي احتفالية ثقافية من الاحتفالات الكثيرة التي تنظمها بمناسبة ودون مناسبة، كما لم تطبع له الهيئة العامة للكتاب أيا من دواوينه في مشروع مكتبة الأسرة.

وفي حين يعاني منجز أمل دنقل الشعري من هذه الإهمال، كانت اليونسكو تطبع أعماله الشعرية التي اختارها أمل دنقل بنفسه قبل رحيله ضمن مشروعها الشهري "كتاب في جريدة" ليوزع مجانا في كبريات الصحف في الوطن العربي.