جريدة الدستور
رئيس مجلسي التحرير والإدارة
د. محمد الباز

على جمعة : «البيت المعمور» في السماء تطوف به الملائكة كطواف المؤمنين بالكعبة

على جمعة
على جمعة

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وشيخ الطريقة الصديقية إن "الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ" هو في السماء تطوف به الملائكة كطواف المؤمنين بالكعبة سواء بسواء، وتكلم العلماء عن أن البيت المعمور هو محاذاة الكعبة المشرفة ، لو أننا تخيلنا أننا نكمل بناء الكعبة المشرفة إلى أعلى فستكون على سمت البيت المعمور.

وتابع "جمعة" خلال برنامج" القرأن العظيم"، { وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ } وهى السماء لأن كل ما هو فوقك فهو سقف،{ وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ } وهو بحر به ماء كثيف، قيل إنه "مسجور" بمعنى أنه مرتفع الحرارة، وهذا يكون في يوم القيامة، ولذلك قال : { إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ } عذاب ربك يوم القيامة عذاب واقع لا محالة ، وهذا خبر صدق، وهو يمنع الإنسان من فعل الفواحش في حياته الدنيا ويجعله من أهل العبادة والعمران، { مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ} لا يستطيع أحد من المخلوقات كائنا من كان أن يدفعه،{ يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا (9) وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا (10) فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ } -المور معناه التحرك والاضطراب- ، مشهد من مشاهد يوم القيامة .

وأوضح  " الله سبحانه وتعالى هنا يأمرنا بالحقيقة وبأن نفهم كل شيء على حقيقته " يقول تعالى : {وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ } "الكِسْفً" القطعة، قطعة من السماء تسقط عليهم وهذا لا يكون إلا إذا سقط ما يسمى بالنيزك لأن له جرم وهو مدمر إذا لامس الأرض انفجر وصنع دماراً كبيراً ، فهذا "الكِسْفً" يوهمون أنفسهم بغير الحقيقة "يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ" سيأتي لنا بالخير دون العذاب ودون مبالاة بهذا التحذير.، ويقول تعالى أيضا : {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} ما على الرسول إلا البلاغ ، {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ } وكأن التسبيح مرتبط بالصبر ، فالتسبيح يُحدث في القلب شيئًا من الراحة، والرضا، ويعين الإنسان على مواجهة الحياة.

وأشار قائلا :  "سورة النجم" تكلم الله تعالى فيها عن نبيه ﷺ أثناء رحلة المعراج، حيث يحلو لكثير من الناس أن يهرفوا بما لا يعرفوا {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا } هذه السورة واضحة في أنها تتكلم عن المعراج، وإذا خرجنا عن هذا النطاق أصبحت غامضة، وأصبح كثير من آياتها لا معنى له -والعياذ بالله تعالى-، ومن هنا ترى العلماء وهم يتمسكون بقضية معراج النبي ﷺ إلى السماوات العلى، ليس فقط لما فيها من معجزة سلت قلب النبي ﷺ ، وليس فقط أنها قد صحت الرواية  في هذا الشأن، وليس فقط أنها تبين قدرة الله سبحانه وتعالى حيث إنه يخلق ما يشاء ويفعل ما يشاء وأنه على كل شيء قدير، هذه الآيات لا يستقيم فهمها إلا بقصة المعراج التي سميت أيضاً بقصة الإسراء، لأن المشي بالليل في الأرض أو في السماء يسمى إسراء، وهذا ما جعل بعض أهل دواوين السنة كـ"الترمذي، ومسلم، ...." يعبرون بـ "ليلة الإسراء" عن "الإسراء والمعراج" ويأتون بأحاديث المعراج فى هذا المقام.